اللجنة الأولمبية تبدأ “عهد كوفنتري”.. ملفات شائكة على طاولة الرئيسة الجديدة

تبدأ اللجنة الأولمبية الدولية اعتبارًا من الإثنين 23 يونيو 2025 حقبة جديدة بتولي الزمبابوية كيرستي كوفنتري رئاستها، خلفًا للألماني توماس باخ، لتصبح بذلك أول امرأة وأول إفريقية تصل إلى هذا المنصب منذ تأسيس الهيئة قبل أكثر من 130 عامًا.
وانتُخبت كوفنتري (41 عامًا)، المتوجة بسبع ميداليات أولمبية في السباحة، في مارس الماضي بعد تنافسها مع ستة مرشحين آخرين، وستقود المنظمة الأولمبية لولاية أولى مدتها ثماني سنوات، مع إمكانية التمديد لأربع سنوات أخرى.
ويُنظر إلى صعود كوفنتري، أصغر من يتولى هذا المنصب منذ المؤسس الفرنسي بيار دي كوبرتان، على أنه انعكاس لصعود نفوذ الرياضيين السابقين في المؤسسات الرياضية العالمية، وفقًا لما أكده جان-لو شابليه، المتخصص في الشؤون الأولمبية بجامعة لوزان، لوكالة الأنباء الفرنسية.
ورغم حداثة عهدها لدى الرأي العام، فإن كوفنتري تتمتع بخبرة معتبرة داخل المنظومة الأولمبية، إذ انضمت إلى لجنة الرياضيين عام 2013، وتقلدت عضوية اللجنة التنفيذية، وترأست لجنة تنسيق أولمبياد بريزبين 2032، ما جعلها شخصية معروفة داخل أروقة الهيئة.
وأوضح باخ، الذي دافع خلف الكواليس عن ترشيحها، أن اختيارها جاء “لصفاتها المهنية والإنسانية”، وفقًا لما صرح به هذا الشهر.
ويرتقب أن يتم انتقال السلطة بسلاسة في منتصف نهار الإثنين، بعدما ظلت كوفنتري تشارك في كل اجتماعات الرئيس المنتهية ولايته منذ مارس الماضي.
وخلال رئاسة باخ، شهدت اللجنة الأولمبية الدولية ازدهارًا ماليًا كبيرًا، مع حسم استضافة الألعاب الأولمبية حتى عام 2034، وتمديد اتفاقيات البث مع “NBC يونيفيرسال” الأميركية حتى عام 2036، ما يضمن استقرارًا ماليًا طويل الأمد.
لكن الرئيسة الجديدة مطالبة بطبع بصمتها سريعًا، خصوصًا أنها قادت حملتها بهدوء، قللت من تنقلاتها خلالها، وأنجبت مولودتها الثانية دون طرح وعود واضحة.
وستبدأ كوفنتري الثلاثاء 25 يونيو الجاري بمشاورات مع أعضاء اللجنة الأولمبية لرسم “خارطة طريق جديدة”، ثم تترأس اجتماعات اللجنة التنفيذية قبل الظهور إعلاميًا.
ويُنتظر من كوفنتري أيضًا حسم ملفات شائكة، منها مسألة مشاركة الرياضيين الروس والبيلاروس في أولمبياد ميلانو-كورتينا 2026، والتي يُرجح أن تبقى محدودة وتحت رايات محايدة في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا.
كما ستكون مضطرة إلى التعامل دبلوماسيًا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بخصوص استضافة الولايات المتحدة لأولمبياد لوس أنجليس 2028 وسولت لايك سيتي 2034.
وتتضمن الملفات الحساسة أيضًا القرارات المرتبطة بتحديد أهلية المشاركة في المنافسات النسائية، في ظل استئناف الجدل حول اختبارات الكروموسومات، إضافة إلى مستقبل النموذج الاقتصادي للجنة وتداعياته البيئية.
ومن أبرز التحديات التي تنتظر الرئيسة الجديدة أيضًا، اتخاذ قرار بشأن البلد الذي سينال شرف استضافة أولمبياد 2036، وسط تنافس معلن بين دول عدة بينها الهند، جنوب إفريقيا، تركيا، المجر، قطر، والمملكة العربية السعودية.