“أسود الأطلس” يواجهون تونس في اختبار ودي بطابع رسمي

يواجه المنتخب الوطني المغربي الأول لكرة القدم، مساء الجمعة 6 يونيو 2025، نظيره التونسي على أرضية ملعب “فاس الكبير”، في لقاء ودي يحمل طابعًا تنافسيًا خاصًا، في إطار استعدادات المنتخبين للجولات المقبلة من تصفيات كأس العالم 2026 ونهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 التي تحتضنها المملكة المغربية.
وتنطلق صافرة بداية “ديربي شمال أفريقيا” في تمام الساعة التاسعة مساء بتوقيت المغرب، وسط حضور جماهيري مرتقب في مدرجات الملعب التي تتسع لحوالي 45 ألف متفرج، فيما ستُبث المباراة مباشرة على قناة الرياضية المغربية.
ورغم طابعه الودي، يشكّل هذا اللقاء فرصة حقيقية لكل من المدرب وليد الركراكي ونظيره سامي الطرابلسي لاختبار جاهزية لاعبيهما، وخلق مزيد من الانسجام داخل التشكيلة، لاسيما مع اقتراب المحطات الرسمية الكبرى، وعلى رأسها كأس أمم أفريقيا.
ديربي مغاربي بنكهة تنافسية
ويحضر هذا اللقاء في سياق تاريخي مليء بالتنافس والندية بين الجانبين، حيث تقابل المنتخبان في 46 مواجهة سابقة، انتهت 14 منها بفوز المغرب، مقابل 10 انتصارات لتونس، بينما خيّم التعادل على 22 مناسبة.
وتُظهر الأرقام تفوقًا مغربيًا واضحًا في المواجهات الحاسمة، سواء في تصفيات الأولمبياد أو كأس العالم أو حتى خلال منافسات كأس الأمم الأفريقية، باستثناء نهائي نسخة 2004 الذي ابتسم لنسور قرطاج.
ويزيد من سخونة هذه المواجهة بعض التصريحات الصادرة عن الجانب التونسي، والتي وصفتها الصحافة المغربية بمحاولات استفزازية تهدف إلى تشتيت تركيز “أسود الأطلس”.
ومن أبرز تلك التصريحات ما قاله رياض الجزيري، اللاعب السابق للمنتخب التونسي، الذي أكد أن “التفوق التاريخي لتونس على المغرب لا يقبل الجدل”، وهو ما رد عليه محللون مغاربة بوصفه “مغالطة مكشوفة” تهدف إلى زعزعة ثقة المنتخب المغربي.
تفوق مغربي وتحديات فنية
وفي هذا السياق، يرى المحلل والناقد الرياضي عبد العزيز البلغيتي أن المباراة “ودية بطعم رسمي”، نظراً لحجم التوتر الذي سبقها، وكذلك للقيمة الفنية التي تمثلها لكل من المنتخبين.
وأوضح البلغيتي خلال حديثه مع صحيفة “صوت المغرب” أن المنتخب التونسي يعيش مرحلة انتقالية صعبة، مع تركيبته البشرية التي توصف بـ”المتوسطة إلى الضعيفة”، في ظل تغييرات فنية متكررة ونتائج باهتة في المحطات السابقة، سواء في “كان كوت ديفوار” أو في تصفيات كأس العالم.
وفي المقابل، يرى البلغيتي أن المنتخب المغربي يدخل المباراة من موقع مختلف، كفريق مصنف أول إفريقيا وعربياً، ورابع العالم في مونديال 2022، ويزخر بقيمة سوقية مرتفعة على مستوى اللاعبين، مبرزًا أن “أشرف حكيمي لوحده يتفوق من حيث القيمة السوقية على مجمل لاعبي المنتخب التونسي”، وهو ما يبرز الفارق في الإمكانيات والجاهزية، بحسب تعبيره.
كما تطرق المحلل إلى الجانب الذهني داخل المنتخب المغربي، مشيدًا باحترافية عدد من اللاعبين، على رأسهم حكيمي، الذي اختار الانضمام إلى المعسكر مباشرة بعد تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا مع باريس سان جيرمان، وفضل التواجد إلى جانب زملائه بدل نيل قسط من الراحة، في موقف اعتبره يعكس التزامًا كبيرًا داخل المجموعة.
وفي ما يتعلق بالخيارات الفنية، اعتبر البلغيتي أن المواجهة فرصة مهمة أمام وليد الركراكي لتجريب تركيبات جديدة، خصوصًا في ظل غياب بعض العناصر بسبب الإصابة، أبرزهم براهيم دياز، كما لفت إلى التحاق مروان ساندي لأول مرة بالمنتخب، وهو لاعب عبّر عن سعادته بهذه الدعوة وطموحه لتقديم الإضافة.
وتوقف البلغيتي عند عدد من الأسماء التي من المتوقع أن تمنح فرصة لإثبات الذات، مثل أمينزحزوح، لاعب الجيش الملكي، الذي يرى أنه استحق هذه الفرصة بعد سنوات من الأداء الجيد محليًا، إلى جانب جواد الياميق العائد لتعزيز الدفاع في غياب بعض الأسماء المعتادة.
كما أشار البلغيتي إلى الصراع المنتظر في وسط الميدان، بين لاعبين أمثال ريتشاردسون وأمرابط، في مواجهة تمثل “اختبارًا بدنيًا وتكتيكيًا” لإثبات الجاهزية وتفادي الأخطاء الساذجة، خاصة أن بعض اللاعبين، حسب البلغيتي، يحملون روحًا تنافسية عالية ولديهم تجربة أولمبية ناجحة، ما يعزز الجانب القتالي داخل الفريق.
وفي ختام تحليله، أكد البلغيتي أن الشارع الرياضي المغربي ينتظر من وليد الركراكي مواصلة البناء على المكتسبات وتقديم أداء ونتائج في مستوى التطلعات، معتبرًا أن المدرب يتوفر على توليفة بشرية قوية يحلم بها أي مدرب، وعليه استثمار هذه المرحلة التحضيرية في الوصول إلى أفضل جاهزية قبل خوض غمار كأس إفريقيا على أرض المغرب.
وفي سياق التحضيرات، وصلت بعثة المنتخب الوطني إلى مدينة فاس يوم الخميس 5 يونيو 2025، قادمة من مركب محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة، حيث أنهى “أسود الأطلس” معسكرهم التحضيري بإجراء حصة تدريبية أخيرة ركز خلالها الطاقم التقني بقيادة وليد الركراكي على الجوانب التكتيكية.
وتأتي ودّيتا تونس والبنين، المبرمجتان يومي 6 و9 يونيو، ضمن المرحلة الأخيرة من البرنامج التحضيري للمنتخب المغربي استعدادًا لكأس أمم أفريقيا “المغرب 2025″، وتهدفان إلى اختبار أكبر عدد ممكن من العناصر، خصوصًا في ظل ضغط الموسم وغياب بعض الركائز الأساسية بداعي الإصابة.
المواجهات المباشرة بين المغرب وتونس | |||
---|---|---|---|
المنافسة | عدد المباريات | فوز المغرب | فوز تونس |
تصفيات كأس العالم | 8 | 3 | 2 |
كأس أمم إفريقيا (النهائيات) | 4 | 0 | 1 |
تصفيات كأس أمم إفريقيا | 6 | 3 | 1 |
تصفيات الألعاب الأولمبية | 6 | 4 | 2 |
مباريات ودية | 22 | 4 | 4 |
الإجمالي | 46 | 14 | 10 |
ملاحظة: الأرقام حسب البيانات الرسمية حتى عام 2024 (مصادر: FIFA, CAF, RSSSF) |