وليد الركراكي: حكيمي لاعب استثنائي وقائد داخل الملعب وخارجه

أثنى الناخب الوطني وليد الركراكي على القيمة الكبرى التي يمثلها أشرف حكيمي داخل تشكيلة “أسود الأطلس”، مؤكداً أنه لاعب لا غنى عنه، ليس فقط بفضل مستوياته الفنية العالية، بل أيضًا لدوره القيادي المتنامي داخل المجموعة، إذ اعتبر أن “قيمته تتجاوز حدود المنتخب الوطني وتمتد إلى أي فريق كرة القدم في العالم”.
وفي حوار خص به إذاعة “RFI”، أوضح الركراكي أن حكيمي يُعد من الركائز الأساسية داخل تشكيلته، سواء من الناحية الفنية على أرضية الميدان أو من خلال حضوره وشخصيته في المجموعة، مضيفًا بالقول: “أشرف يلعب معنا كظهير، مع اختلاف طفيف عن دوره في باريس سان جيرمان، حيث نطالبه بالمزيد من الانضباط الدفاعي، لكننا نمنحه الحرية الهجومية نفسها تقريبًا”.
واعتبر الناخب الوطني أن الفارق بين أداء حكيمي مع المنتخب والنادي يعود إلى طبيعة العمل المستمر في الأندية مقارنة بفترات التجمع القصيرة في المنتخبات، مشيرًا إلى أن “أشرف يتدرب يوميًا مع زملائه في باريس، بينما نملك نحن فقط عشرة أيام للعمل، لذلك نشتغل على خلق انسجام بينه وبين لاعبين مثل إبراهيم دياز، مستفيدين من علاقتهما القديمة حين لعبا سويًا في ريال مدريد”.
وفي تقييمه لتطور حكيمي، أوضح الركراكي أن الجانب الذهني هو أبرز ما تحسن فيه، “نضج كثيرًا، وأصبح أكثر وعيًا بأهمية التوازن بين حياته الشخصية والمهنية، ويُظهر التزامًا كبيرًا في التداريب. اليوم يدافع بشكل أفضل، ويُعد سلاحًا هجوميًا فريدًا، لم نرَ مثله منذ كافو البرازيلي، لأنه يُرغم خصمه المباشر على التراجع”.
واستحضر الركراكي مسار حكيمي في مونديال قطر 2022 قائلاً: “لعب مصابًا منذ المباراة الأولى، بتمزق بسيط في العضلة الخلفية، إصابة كانت لتمنع 90٪ من اللاعبين من المشاركة، لكنه صمد وأكمل البطولة حتى مباراة الترتيب. لم يكن يفكر في نفسه، بل في المنتخب الوطني فقط، وهذه رسالة قوية لبقية اللاعبين”.
وعن دوره في غرفة الملابس، قال مدرب أسود الأطلس: “حكيمي بطل حقيقي، يُحب الفوز ويُحسن التواصل، ولا يتردد في قول ما يجب قوله. خلال أولمبياد طوكيو، منحناه شارة القيادة لتحمله المسؤولية، وكان على قدر المهمة. اليوم، سواء مع باريس أو المغرب، هو بصدد الانتقال إلى مستوى إنساني جديد”.
وتحدث الركراكي عن أهمية عميد الأسود في كأس إفريقيا المقبلة بالمغرب قائلاً: “هو قائدنا، يلهم اللاعبين ويبث فيهم الحماس والتحدي. وجوده معنا يمنحنا قوة إضافية”.
وحول الضغط المتوقع في البطولة، علق وليد الراكراكي قائلًا: “الضغط موجود دائمًا حين نُمثل المغرب. الأهم أن يكون إيجابيًا، ونحن نعمل ليشعر اللاعبون بالدعم والثقة”.
وفي موضوع آخر، لفت المتحدث إلى أن حكيمي سيكون أحد مفاتيح نهائي دوري أبطال أوروبا المرتقب بين باريس سان جيرمان وإنتر ميلان، “كما كان حاسمًا ضد أرسنال. هو لاعب حاسم وطموح، ويُدرك أن بإمكانه دخول التاريخ مع ناديه ومنتخبه”.
وختم مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم كلامه برسالة خاصة لحكيمي، عقب تتويجه بجائزة أفضل لاعب إفريقي في الدوري الفرنسين جاء فيها : “أقول له مبروك، تستحق هذا التتويج، كنا نأمل رؤيتك تنال الكرة الذهبية الإفريقية، لكن هذا التتويج ليس أقل قيمة، استمر في الاجتهاد ولمَ لا تحقّق الحلم وتفوز يومًا ما بالكرة الذهبية العالمية. كل شيء ممكن”.