story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

“نوميرو أوتشو” !

ص ص

الواصف الإذاعي لراديو كتالونيا RAC1 المخضرم ميگيل أكوت، بدا منبهرا بآداء اللاعب الدولي المغربي عز الدين أوناحي أمس في مباراة ناديه جيرونا ضد أتليتيك بلباو بملعب سان ماميس، حتى أنه في لحظةِ تفاعلٍ مع فنيات ولدنا المهاري صاح بلغته الكتلانية الحماسية: ” أوناحي هو جوهرة ناذرة عثر عليها نادي جيرونا”.

اللاعب السابق لأولمبيك مارسيليا وأونجي وباناتينايكوس اليوناني، بصم على أول حضور لافت له مع نادي جيرونا بآدائه الكبير الذي توجه بتسجيل هدف فريقه بطريقة بديعة، والظاهر أنه وجد في الدوري الإسباني الأجواء الكروية التي تلائمه، ومنظومة اللعب الفرجوي المفتوح التي تبرِز إمكانياته المهارية .

انتقال أوناحي إلى إسبانيا هو بمثابة ولادة كروية جديدة له، بعد أن تخلص من ورطة تعاقد فاشل هناك في الجنوب الفرنسي، ولولا رفضه محاولات نادي مارسيليا بيعه بمبلغ مرتفع إلى الدوري السعودي ولولا صبره على ” إهانة” إنزاله إلى التدرب مع الفريق الرديف، ولولا التدخلات الفعالة والوساطات القادمة من مركز محمد السادس بالمعمورة والتي اطلعت على الكثير من تفاصيلها، من أجل أن ينتقل أوناحي إلى “لاليغا” ، لكان المنتخب الوطني والكرة المغربية، سيضيعان في لاعب فذ هو منتوج محلي خالص، ونموذج للصناعة الكروية التي نريدها لكل مواهب الوطن.

أتذكر أنه خلال كأس العالم بقطر وفي إحدى النقاشات مع أيقونة الإعلام الرياضي المغربي أستاذنا سي سعيد زدوق أطال الله عمره ، حول الهوية الأصلية للكرة المغربية ، وبعد أن استعرضنا الكثير من المحطات والأجيال والأسماء الكروية، علَّنا نجد “الإتيكيت” التاريخي المناسب لكرتنا الوطنية ، قال لي سعيد زدوق بفراسة الإعلامي العارف المجرب، جملة مختصرة لازلت أتذكرها كلما رأيت عز الدين أوناحي يلعب: ” شفتي الفورمة ديال أوناحي وكيفاش كيلعب ؟ وهاديك هي الهوية ديال الكرة المغربية “.

أستاذنا كان يقصد أن الجينات الكروية المغربية تاريخيا تتميز بالبنيات الجسمانية المتوسطة، واللعب الهجومي المفتوح، والتمريرات الارضية القصيرة، واللاعبين المهاريين في التحكم بالكرة والمراوغة، والميل إلى الفرجة والإستعراض، وهي أشياء دائما نراها اليوم في عز الدين أوناحي حتى أنه يمكن أن تميزه من بعيد عن طريق كيفية استلامه الكرة ولمساته البديعة.

في فترة من فترات انعقاد المعسكرات التدريبية للمنتخب الوطني بعد مونديال قطر، الكثير منا سجل استغرابه حول إصرار وليد الرگراگي على إدراج عز الدين أوناحي في لائحة اللاعبين المعسكرين، رغم أنه كان لا يلعب مع فريقه مارسيليا، وطالما انتقدنا “الحب” والعاطفة الزائدة للناخب الوطني مع بعض اللاعبين الذين لا يمارسون مع أنديتهم, ولكن للأمانة وبكل الموضوعية اللازمة يجب أن نعترف أننا كنا على خطأ خصوصا في حالة أوناحي، إذ كان من اللازم أن نفهم أن تشبت وليد الرگراگي بأوناحي كان مبنيا على معرفته الدقيقة بقيمته الكروية وإمكانياته العالية التي سيحتاجها الفريق الوطني في المناسبات القادمة.

كل تمنياتنا أن يواصل ولدنا الموهوب عز الدين أوناحي حضوره المبهر مع نادي جيرونا، وأن يساعد تخلصه من ورطة التعاقد الفاشل مع مارسيليا ، في استخلاص دروس مفيدة تجعل من محطته الجديدة في كتالونيا ، انطلاقة صحيحة نحو تألق مستقبلي آخر في أحد كبار أندية الدوري الإسباني، والأكيد أن له من الإمكانيات والقيمة الكروية الشخصية ما يستحق به ذلك.