story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

“موديلات” كروية جديدة !

ص ص

صعود اتحاد يعقوب المنصور للقسم الوطني الأول لأول مرة منذ تأسيسه، ليس فيه شيء مثير، فقد سبقته أندية مغمورة لا تجر تاريخا طويلا في الوجود إلى تحقيق ذلك، منها من لعبت فترة قصيرة في قسم الأضواء، كانت بمثابة حلم جميل، ثم استفاقت منه وهي تعود إلى أقسام المظاليم التي جاءت منها، ومنها أيضا من استمرت لتصنع لها مكانا دائما بين أندية النخبة.

لكن إلى جانب قضية صعود الفريق الرباطي الجديد إلى القسم الأول، هناك في الأمر شيء غير عادي، يمكن أن نقرأ من خلاله توجها جديدا للمتحكمين في زمام قطاع كرة القدم بالمغرب.. فالطفرة التي ظهرت على هذا الفريق فجأة قبل سنوات قليلة، وتساقط أموال الدعم والإمكانيات عليه، وكيفية صعوده هذا الموسم للقسم الأول، ووجود وزير الشباب والقيادي في الپام على رأس مكتبه المديري، وقرار بناء أربعة ملاعب في الرباط، ومشروع أكاديمية التكوين التابعة لاتحاد يعقوب المنصور التي يتم تشييدها في مدينة سلا.. كلها علامات على وجود مخطط أو استراتيجية ل”صناعة” مشهد كروي بديل، يقوم على خلق “موديلات” لأندية مهيكلة إداريا وماليا وتقنيا بشكل احترافي، والنفخ فيها لتكون واجهة “رباطية” لكرة القدم المغربية، ولتكون قدوة لباقي الأندية التي تريد تجاوز عهود الهوية والعشوائية في التسيير والإلتحاق بالتوجه الجديد.

قد تشير أصابع الإتهام مرة أخرى، لفوزي لقجع وللجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في صناعة الوضع الجديد.. لكن في تقديري أن الأمر يتجاوز إبن بركان وجهازه الجامعي، فهو مجرد أداة فعالة لتنفيذ استراتيجية كبيرة للدولة فيما يتعلق بقطاع كرة القدم “السيادي” الذي تحتكره منذ الإستقلال، وهو فقط مُطَبِّقٌ جيد لتوجهات الجهات العليا للسلطة في استخدام الرياضة الشعبية الأولى في “الضبط الإجتماعي” وفي جلب منافع دبلوماسية وتنموية للبلاد.

ظهور هذه النماذج الجديدة للأندية، يأتي بعد مرور قرابة عشر سنوات على أولى المحاولات للإنتقال بالأندية المغربية الكلاسيكية من الجمعيات إلى الشركات الرياضية، التي تستثمر في منتوجها الكروي وفي قواعدها الجماهيرية، وتم وضع قوانين وشروط تحدد وجود هذه الأندية في الخريطة الكروية المحلية، لكن ذلك ظل حبرا على ورق، وغابت الصرامة في اتخاذ قرار التطبيق، وشمله التأجيل موسما تلو الآخر، بسبب الخوف من رد فعل الجماهير، الشيء الذي جعل هذه الأندية تواصل السير على نفس أساليبها الهاوية والعشوائية في التسيير، وتتخبط في أزمات مالية وتدبيرية لا تنتهي، وأصبحت تُطبع مع وضعٍ لا هو بالهواية ولا هو بالإحتراف.

الواضح أننا أمام انتقال تدريجي ناعم، و”غير بالفن”، لوضع كروي داخلي جديد، وأن “موالين البالون” أصبحوا يرون في الأندية التقليدية ومشاكلها المزمنة قوة جذب إلى الوراء تعيق الكرة المغربية من الإنتقال إلى الإحتراف الحقيقي المنتج.. ولا ندري إلى أي مدى ستصل إليه هذه “الموديلات” الجديدة في الممارسة بدون الزخم الجماهيري المطلوب، والذي يعد أحد أهم شروط نجاح أي منتوج كروي متطور.