story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

ضيوف “من الرباط”: ليس أين يقضي أخنوش عطلته بل أين يقضي المغاربة عطلتهم

ص ص

سلط برنامج “من الرباط“، الذي يبث على منصات صحيفة “صوت المغرب” الضوء على الجدل القائم على مستوى وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حول العطلة السنوية الأخيرة لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، بين من يراها جزءا من حياته الخاصة وبين من يرى أن من واجب رئيس الحكومة المساهمة في تشجيع السياحة الداخلية.

واجتمعت آراء عدد من الشخصيات الإعلامية والحقوقية على أن هذا الجدل المرافق لعطلة رئيس الحكومة يعكس احتقانا مجتمعيا، وأن “الأهم ليس أين يقضي أخنوش عطلته بل أين يقضي المغاربة عطلتهم”.

في هذا السياق أكد الحقوقي والأستاذ الجامعي خالد البكاري أنه من الأفضل أن يقضي الوزراء والمسؤولون عطلتهم السنوية داخل المغرب، كنوع من الدعاية السياحية، مشيرا إلى أن “هناك العديد من رؤساء الدول، حتى في دول سياحية، يقضون عطلتهم في مراكش وفي طنجة، وذلك أمر عادي وإيجابي، وحتى الملك نفسه قضى العديد من عطله خارج المغرب”.

وأضاف البكاري أن “أخنوش شخص يملك المال”، وقرار قضاء العطلة خارج المغرب شأن شخصي وعائلي يمكن لأي وزير اتخاذه، ويضيف “أن الضجة حول هذه المسألة كانت لتكون مفهومة فقط في ظروف استثنائية، مثل ركود سياحي كبير أو توقف للسياحة في المغرب، عند ذلك يكون من الواجب على المسؤولين أن يشجعوا على السياحة الداخلية”.

ويرى المتحدث أن الإشكال الحقيقي ليس أين يقضي أخنوش عطلته وليس في العطلة نفسها، بل في قدرة المغاربة على قضاء عطلة حقيقية، متسائلا: “هل المغاربة يعيشون تجربة عطلة صيفية حقيقية أم يكتفون في أغلب الأحيان بزيارة العائلة فقط؟”
وفي هذا الصدد يشدد الأستاذ الجامعي على أن “هناك قضايا أخرى أكثر أهمية يمكن أن نسائل أخنوش عليها، وهي بالمناسبة أكثر من مسألة العطلة السياحية”.

وخلص خالد البكاري، في مداخلته، إلى التنبيه إلى أن المغرب لم يستغل فرصة تراجع العديد من الوجهات السياحية المنافسة له، من أجل الترويج لوجهاته السياحية والرفع من عدد الزوار الوافدين على المملكة بغية تحقيق الأهداف التي تم وضعها في هذا الجانب.

ومن جانبها، أكدت الأستاذة الجامعية والحقوقية لطيفة البوحسيني أن “الضجة حول عطلة أخنوش تعكس الاحتقان والحرمان اليومي للمواطن المغربي”، مشيرة إلى أن “قضاء مسؤول ما عطلته السنوية حيث يشاء أمر شخصي”، لكن “الإشكال الحقيقي في السياسات الحكومية التي عمّقت الفوارق الطبقية وزادت من آثار الأزمة الاقتصادية”.

وشددت على “أن مظاهر الاستفزاز الحقيقي تكمن في معاناة المواطنين، مثل سكان “آيت بوكماز” الذين قطعوا مسيرة ثلاثة أيام على الأقدام للوصول إلى السلطات العمومية، مطالبين بالخدمات الأساسية”. في المقابل “المسؤولون، وعلى رأسهم رئيس الحكومة عزيزأخنوش، يعيشون الرفاهية وكأن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية أمر عادي”

وذكرت البوحسيني بالمناسبة، بالخطاب الملكي “الذي أكد أن المغرب يسير بسرعتين”، مضيفة بالقول: “إن الحقيقة هو أن المغرب يسير بأكثر من سرعة، لأن هناك فوارق كبيرة بين من يعيشون السرعة الفائقة ومن بقيت لهم إمكانيات محدودة لقضاء عطلة، خاصة مع غلاء المعيشة وتأثير ذلك على الجالية المغربية التي لم تعد بدورها راغبة في إرسال الأموال أو زيارة المغرب”.

وأوضحت المتحدثة أن “الطبقة المتوسطة، التي ننتمي إليها، صار أمرها هي الأخرى واضحاً، لم يعد أمامنا سوى خيارين أحلاهما مر؛ إما البقاء في بيوتنا لأننا لم نعد قادرين على السفر، أو محاولة السفر إلى وجهات خارجية مع مواجهة صعوبات كبيرة مرتبطة بمسألة التأشيرات”.

ومن جهته، يرى الإعلامي عبد الله الترابي أن “قرار المسؤولين بخصوص قضاء عطلتهم السنوية حق شخصي، لكن القدوة والرسالة التي تُبعث للمواطنين مهمة”، وقدم مثال رئيس البرتغال الذي قضى عطلته بين المواطنين في شاطئ قريب من مدينة لشبونة لتشجيع السياحة الداخلية، بينما “وزراؤنا لا يُظهِرون قضاء عطلتهم داخل المغرب”.

وأكد الترابي “أن المسألة ليست قاعدة ملزمة، لكن من باب الاستحباب أن يُشجع المسؤولون المواطنين على قضاء عطلتهم داخل البلاد”، مشيراً إلى أن “السياحة في المغرب أصبحت موجهة للأجانب أكثر من المواطنين”، ما يرفع أعداد السياح إلى 17 مليون سائح، بينما الطبقة الوسطى تواجه صعوبة في السفر بسبب الغلاء.

وخلص الترابي إلى أن ” الخدمات السياحية في المغرب تعاني من ضعف الجودة، ما يجعلها غير قادرة على تلبية حاجات المواطنين، وبالخصوص ما يتعلق بالجانب الأمني خاصة بالنسبة للنساء في وقت متأخر من الليل”، مبرزا أن هناك وجهات خارجية باتت تقدم أسعارا وخدمات أفضل، بالمقارنة بالوجهات السياحية الداخلية بالمملكة.

لمشاهدة الحلقة كاملة، يرجى الضغط على الرابط

*نسرين أولفقيه.. صحافية متدربة