ضيوف “من الرباط”: أخنوش قوي في القرب من الدولة لكنه ضعيف في الإقناع والتواصل

ناقشت حلقة جديدة من برنامج “من الرباط”، الذي تبثه منصات صحيفة “صوت المغرب”، صورة عزيز أخنوش بين ماكينة انتخابية كاسحة، وتداخل الأعمال بالحكم وإدارة سردية الإنجاز وسط موجة الغلاء والاحتجاجات ومنع الوقفات قرب المستشفيات.
أستاذ الجغرافيا السياسية مصطفى اليحياوي اعتبر أن مسار أخنوش لا يختلف كثيراً عن المسالك التقليدية لإنتاج النخب المخزنية.
وأوضح اليحياوي أن “النظام السياسي المغربي، المحافظ بطبيعته، يقوم على شبكات صارمة في إنتاج النخب”، مضيفاً أن أخنوش يندرج ضمن هذا النمط، حيث صعد بفضل قربه من مراكز القرار.
وأفاد بأنه برزت في العشرية الأولى من حكم الملك محمد السادس مقاربة جديدة مع أسماء مثل جطو، بركة، وأخنوش. غير أن بركة، يضيف المتحدث “بقي أقل حضوراً، بينما تحرك أخنوش في مجال الفلاحة، وهو ما منحه إشعاعاً خاصاً”.
وأشار اليحياوي إلى أن مشاريع مثل “المغرب الأخضر” شكلت ورقة قوة بالنسبة لأخنوش، حيث قدم نفسه كصاحب رؤية لتحديث البادية المغربية وربطها بأدوار اقتصادية واجتماعية، وهو ما جعله يراكم موقعاً بارزاً داخل الدولة على مدى 16 عاماً.
أما الصحافي عبد الله الترابي، فأكد أنه من أشد منتقدي حصيلة أخنوش في رئاسة الحكومة، لكنه رفض ما وصفه بـ”الاستصغار” الذي يطبع نظرة بعض السياسيين والمراقبين تجاهه.
وقال الترابي: “الخطير هو الاستخفاف بقدرات أخنوش”، إذ أن كثيرين في انتخابات 2021 لم يراهنوا عليه، “لكنه أثبت امتلاكه ملكة التخطيط والقدرة على استثمار الإمكانيات، بما فيها الاستعانة بأكبر المكاتب العالمية في صياغة استراتيجياته”.
وأضاف الترابي أن “البعض يحصر الأمر في أن أخنوش مجرد رجل مال”، مشيراً إلى أن المسألة أعقد من ذلك. وقال إنه “يحرص على ربط سيرته بأسطورة سياسية مرتبطة بوالده، الذي كان منخرطاً في الحركة الوطنية، بل هناك صور له مع المهدي بن بركة”. ومن هنا، يقدم نفسه على أنه يمتلك امتداداً سياسياً غير مباشر.
وتابع أن المسار الاقتصادي لأخنوش بدأ من شركة عائلية صغيرة تطورت مع الوقت، “مستفيداً من بنية الاقتصاد المغربي المبنية على التراخيص والريع”، لكنه أبان أيضاً عن قدرات تنظيمية جعلته شخصية محورية في عالم الأعمال، ثم في السياسة.
ويعتبر الترابي أن من نقاط قوته الأساسية “التشبيك”، من خلال قدرته على بناء شبكات سياسية، واقتصادية، واجتماعية، ورياضية، “جعلته في قلب منظومة مترابطة، استثمرها لاحقاً في موقعه كرئيس حكومة”.
ومن جانبه، ركز الناشط الحقوقي خالد البكاري في مداخلته على الجانب التواصلي، معتبراً أن “أخنوش هو الأضعف بين رؤساء الحكومات الذين عاصرتهم”، إذ يقدم خطاباً يبدو “محفوظاً وغير مقنع”، مما “يضعف” صورته أمام الرأي العام.
وقال البكاري إن المشكلى لدى عزيز أخنوش هو أن خطابه “غير مقنع”، إذ أن “أغلب ما يقوله يبدو محفوظاً ويعيد تكراره، سواء في البرلمان أو في حضوره السياسي، وليس فقط في الحوارات الصحافية”، لذلك من الصعب، بحسب البكاري الحكم إن كان أخنوش “يمتلك فعلاً كفايات سياسية، لكن الأكيد أنه ضعيف تواصلياً”.
وأشار البكاري إلى أن النظرة الشعبية لأخنوش تغيرت: “في بداياته كوزير فلاحة، كان يُنظر إليه كرجل أعمال ناجح وصاحب سمعة نظيفة. لكن اليوم، يُنظر إليه كمن دخل السياسة لتوسيع إمبراطوريته المالية”.
وأضاف أن مساره الحزبي يعكس هشاشة في البناء السياسي، إذ انتقل بين الاستقلال والحركة الشعبية والتجمع الوطني للأحرار قبل أن يترأس هذا الأخير دون أن يحدث فيه أي تجديد حقيقي.
واعتبر البكاري أن التجمع الوطني للأحرار ما زال يشتغل بعقلية “الأحزاب الإدارية”، معتمداً على الأعيان المحليين والانتخابيين، وضرب مثلاً بانتقال محمد السيمو من قيادة في الحركة الشعبية إلى المكتب السياسي للأحرار، معتبراً أن هذا يعكس استمرار نفس آليات التشبيك التقليدي.