رغم ارتفاع البطالة.. مهنيون يشتكون من نقص اليد العاملة في المجال الفلاحي

أفاد موقع “فريش بلازا” المتخصصة في الأخبار الفلاحية أن الضيعات الفلاحية بالمغرب باتت تشهد نقصاً حاداً في اليد العاملة الموسمية، رغم تسجيل معدل بطالة بلغ 13.3% على الصعيد الوطني، مضيفة أن هذا التناقض يشكل مخاوف حقيقية لدى الفلاحين الذين يواجهون صعوبات متزايدة في تأمين عمليات الجني والصيانة.
وكشف “فريش بلازا” استناداً إلى معطيات ميدانية وتقارير مهنية، أن الفلاحين دقّوا ناقوس الخطر بسبب استحالة تعبئة عمال موسميين للقيام بمهام حيوية مثل التقليم والجني والمعالجة النباتية. وأكدت أن هذه الوضعية تهدد الاستقرار الاقتصادي لعدد من الضيعات.
وأفاد أن النقص في اليد العاملة لم يعد ظرفياً، بل تحوّل إلى أزمة بنيوية تمس مختلف مناطق المملكة، مبرزة أن الفلاحين اليوم يضطرون إلى استقدام العمال من مسافات تصل إلى 150 كيلومتراً، ما يرفع التكاليف ويُربك سير العمل.
وأوضح الموقع نقلا عن عثمان مشبال، نائب المدير العام لمجموعة “ضيعات زنيبر”، أن الأزمة أصبحت “أكثر إلحاحاً من أزمة ندرة المياه”، محذراً من أثرها على الربحية ومواسم الإنتاج. ولفت إلى ظواهر الغياب المتكرر والتأخر في تنفيذ العمليات الزراعية الأساسية.
وسجّل التقرير أن بعض الفلاحين اضطروا إلى تقليص المساحات المزروعة، كما في حالة الفراولة، حيث انخفضت المساحة من 3700 هكتار سنة 2022 إلى 2300 هكتار فقط في 2025. وعزا التقرير ذلك جزئياً إلى عجز متزايد في تأمين اليد العاملة الكافية.
من جانبه أبرز أمين بناني، رئيس جمعية منتجي الفواكه الحمراء، أن أي تأخير في الجني يُعرّض المحاصيل للتلف والآفات، ويؤدي إلى خسائر فادحة في الجودة والحجم. وأضاف أن الفلاحين أصبحوا عاجزين عن مجاراة الضغط الموسمي وتكاليف العمل.
ونبهت المنصة إلى أن نظام المساعدات الاجتماعية المباشرة ساهم في تعقيد الوضع، حيث يرفض العديد من العمال الموسميين التسجيل في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS)، تفادياً لفقدانهم للاستفادة من الدعم. الأمر الذي يدفع الفلاحين للجوء إلى شركات الوساطة بأثمان مرتفعة.
وفي السياق ذاته أكد يونس الرزوقي، مدير الموارد البشرية، أن هذا الوضع يُحدث منافسة غير متكافئة بين الفلاحين، حيث لا يستطيع الجميع دفع الأجور المرتفعة التي تطلبها شركات الوساطة.
وأشار التقرير إلى أن منع بناء مساكن موسمية للعمال في بعض المناطق فاقم الأزمة، كما في منطقة اللوكوس شمال المغرب، حيث يُضطر العمال لقطع أربع ساعات يومياً للوصول إلى مواقع العمل، معتبرا الأمر أحد أبرز أسباب فقدان الجاذبية لهذا النوع من العمل.
وأبرزت الموقع أن بعض الفلاحين لجؤوا إلى توظيف مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، خاصة في جهة سوس ماسة، حيث يشكل هؤلاء العمال ركيزة أساسية في استمرارية القطاع. لكن التقرير حذر من تحديات قانونية واجتماعية تصاحب هذا التوجه.
وحذّرت أسماء اللتناني، المسؤولة التجارية في وحدة تلفيف بأكادير، من تداعيات هذه الأزمة على سلاسل التوزيع والتصدير، خاصة في ذروة الموسم. ولفتت إلى أن النقص في الأيدي العاملة يُضعف القدرة التنافسية ويقلّص هوامش الربح.
وخلصت “فريش بلازا” إلى أن تفاقم الأزمة يطرح تساؤلات عميقة حول مستقبل الفلاحة المغربية. ومع تزايد المساحات المزروعة، تبقى معضلة اليد العاملة الموسمية.
*الأحبابي سناء – صحافية متدربة