ثنائية حكيمي والكعبي تمنح أسود الأطلس فوزًا مهما أمام تونس

فاز المنتخب الوطني المغربي على نظيره التونسي بهدفين دون رد، في مباراة قوية جرت مساء الجمعة 6 يونيو 2025، على أرضية ملعب “فاس الكبير”، وسط حضور جماهيري مميز، وأجواء تنافسية تعكس الطابع الحاد للديربي المغاربي، رغم طابعه غير الرسمي.
وسجل هدفي المنتخب الوطني، العميد أشرف حكيمي في الدقيقة 80 ، والمهاجم أيوب الكعبي في الدقيقة 94.
وشهدت المواجهة ندية كبيرة بين المنتخبين، خصوصًا في الشوط الأول الذي انتهى بنتيجة التعادل السلبي، لكنه حمل في طياته الكثير من التفاصيل الفنية والتكتيكية.
ودخل الفريقان المباراة بتحفظ واضح في الدقائق الأولى، حيث حاول المنتخب التونسي ممارسة ضغط عالٍ من الخط الأمامي، معتمداً على الصلابة البدنية والالتحامات القوية لفرض إيقاعه، بينما اختار المنتخب الوطني اللعب بتنظيم دفاعي صارم وهدوء في عملية البناء من الخلف، مع استغلال المساحات من خلال تحركات عز الدين أوناحي وبلال الخنوس وإلياس بن صغير.
وكانت أولى المحاولات الخطيرة لصالح منتخبنا الوطني في الدقيقة 17 بعد ركلة ركنية نُفذت بدقة نحو بلال الخنوس، الذي ارتقى وسدد رأسية قوية مرت بمحاذاة القائم الأيسر للحارس التونسي، معلنة أول إنذار فعلي في اتجاه شباك نسور قرطاج.
وبينما تميز المنتخب الوطني بقدرته على تدوير الكرة وصناعة المساحات في العمق، اكتفى المنتخب التونسي بالكرات الطويلة والهجمات المرتدة التي لم تشكل أي تهديد حقيقي على مرمى ياسين بونو.
ومع مرور الدقائق، ارتفعت حدة الالتحامات، خصوصًا من طرف لاعبي تونس، الذين لجؤوا إلى التدخلات الخشنة لإيقاف النسق المغربي، ما تسبب في توقف اللعب أكثر من مرة، وكسر إيقاع المنتخب الوطني الذي كان يحاول تطوير أدائه الهجومي تدريجيًا.
وفي الدقيقة 30، كاد المنتخب المغربي أن يفتتح التسجيل بعد تمريرة عرضية محكمة من أشرف حكيمي في الجهة اليمنى، تابعها يوسف النصيري برأسية قوية علت العارضة بقليل، في واحدة من أبرز فرص الشوط الأول.
وبعدها حاولت عناصر المنتخب المغربي الضغط بشكل أكبر في آخر عشر دقائق من هذا الشوط، غير أن الصلابة الدفاعية للمنتخب التونسي والافتقاد إلى اللمسة الأخيرة حالا دون تسجيل هدف يمنح الأفضلية، لتنتهي الجولة الأولى بالتعادل السلبي صفر لمثله.
وفي الشوط الثاني، ارتفع الإيقاع بشكل واضح منذ الدقائق الأولى، وبدأ المنتخب المغربي في فرض أسلوبه بشكل أكبر، وخلق عدة فرص أبرزها محاولة إلياس بن صغير في الدقيقة 52، حين سدد كرة قوية لم تكن مركزة بالشكل الكافي، لتضيع فرصة افتتاح التسجيل.
وأجرى وليد الركراكي عدة تغييرات لتنشيط الخط الأمامي، بدخول سفيان رحيمي مكان بلال الخنوس، وأيوب الكعبي مكان يوسف النصيري، ما منح المنتخب الوطني نفسًا هجوميًا جديدًا ساهم في تكثيف الضغط على الدفاع التونسي.
وفي الدقيقة 63، حصل المنتخب الوطني على ضربة خطأ مباشرة على مشارف منطقة الجزاء، نفذها أشرف حكيمي بتسديدة متقنة تصدى لها الحارس التونسي ببراعة.
وظلت الكرات الثابتة ورقة قوية في يد المنتخب الوطني، حيث نُفذت عدة ركنيات بطريقة مركزة، اقتربت من منح الهدف، لكنها افتقدت للدقة في اللمسة الأخيرة.
واستمرت سيطرة المنتخب الوطني، لكن الصلابة الدفاعية للمنتخب التونسي وتكتله داخل مناطقه صعّبا من مأمورية التهديف، قبل أن يتمكن المغرب من فك شفرة المباراة في الدقيقة 80، بعد ركلة ركنية نفذها إلياس بن صغير نحو القائم الثاني، وجدت بطل أوروبا، أشرف حكيمي، الذي أسكنها الشباك، مانحًا التقدم لأسود الأطلس.
وفي الدقائق الأخيرة، واصل المنتخب المغربي ضغطه بحثًا عن تعزيز النتيجة، مع تسجيل بعض المحاولات من الجهة اليسرى عبر سفيان رحيمي، لكن دون ترجمتها إلى أهداف.
وفي المقابل، حاول المنتخب التونسي العودة في النتيجة ببعض الهجمات المرتدة، غير أن تمركز المدافعين الجيد ويقظة الحارس ياسين بونو حرمهم من فرص حقيقية.
وفي الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، حسم أيوب الكعبي نتيجة المباراة بهدف ثانٍ رائع، بعدما توصل بكرة من مروان سنادي على مشارف منطقة الجزاء، وسددها بقوة نحو الزاوية اليمنى، لتستقر في الشباك دون أن ينجح الحارس التونسي في التصدي لها، مؤكدًا تفوق المنتخب الوطني في هذا الموعد المغاربي الودي بهدفين دون رد.
وانتهت المباراة بفوز معنوي للمنتخب الوطني المغربي، الذي قدم أداءً مقنعًا خصوصًا على المستوى التنظيمي والسيطرة على مجريات اللقاء، فيما أظهر اللاعبون انسجامًا متزايدًا وتدرجًا في بناء اللعب، ليخرج الفريق بانتصار مهم أمام منافس تقليدي، في محطة إعدادية مفيدة استعدادًا للاستحقاقات الرسمية المقبلة.