اليوم العالمي لهجرة الطيور.. ”إيريقي” المغربية محطة استراتيجية للطيور المهاجرة

يعد اليوم العالمي لهجرة الطيور، الذي يصادف 10 ماي من كل سنة، مناسبة سنوية للتذكير بأهمية هذه الظاهرة البيئية العالمية، التي تشكل عنصرًا أساسيًا في التوازن الطبيعي وتنوع الأنظمة البيئية. وتكتسي هذه المناسبة أهمية متزايدة في ظل التحديات التي تواجهها الطيور المهاجرة، مثل فقدان المواطن الطبيعية، وتغير المناخ، والتلوث، والصيد غير المشروع.
هجرة الطيور هي حركة موسمية منتظمة تقوم بها آلاف الأنواع بين مناطق التكاثر في الشمال ومناطق الشتاء في الجنوب، وغالبًا ما تتبع نفس المسارات الجوية كل عام، مستعينةً بعوامل طبيعية متعددة كالضوء والحرارة والمجال المغناطيسي الأرضي.
وتشير تقارير علمية إلى أن بعض الأنواع تقطع مسافات تتجاوز 10,000 كيلومتر دون توقف، وتواجه خلالها ظروفًا مناخية وجغرافية صعبة.
وتصنّف منظمة “BirdLife International” أكثر من 2000 نوع من الطيور على أنها طيور مهاجرة، تعبر في رحلاتها ما يزيد عن 140 دولة، مستعملةً ما يُعرف بـ”المسارات المهاجرة الكبرى”، وهي أشبه بشبكات جوية طبيعية تمرّ عبر مناطق رطبة، وجزر، وسهول، من بينها المغرب، الذي يمثل نقطة وصل بين أوروبا وإفريقيا.
وعلى الصعيد الوطني، تبرز بحيرة إيريقي، الواقعة في الجنوب الشرقي للمغرب، كمثال حي على أهمية مواقع العبور بالنسبة للطيور المهاجرة.
وفي تصريح لصحيفة ”صوت المغرب”، أوضح عادل مومن باحث بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، أنه ”بعد جفاف استمر سنتين، شهدت البحيرة خلال الموسم الجاري عودة تدريجية لمياهها بفضل التساقطات المطرية، ما ساهم في جذب العديد من الطيور المهاجرة التي عادت لاستخدامها كمحطة استراحة وتغذية.”

وأضاف موضحا ”أنه نظرًا لاتساع البحيرة الشديد، كان من الصعب تحديد جميع أنواع الطيور التي استوطنتها. وفي نهاية شهر فبراير المنصرم، لاحظنا أيضًا أسرابًا كبيرة من طيور الإقلاع تحط في البحيرة.”.
ووفقًا لمعطيات ميدانية مستقاة من زيارات تمت إلى الموقع نهاية أكتوبر وفبراير الماضيين، فقد تم رصد عودة أعداد كبيرة من طيور الفلامنجو، ومالك الحزين، والبلشون الأبيض، فضلًا عن طيور الإقلاع، وبعض الأنواع التي شرعت في بناء الأعشاش داخل فضاء البحيرة، مما يعكس الدور الاستراتيجي لهذا الموقع كمحطة عبور واستقرار مؤقت للطيور المهاجرة قبل أو بعد عبور الصحراء الكبرى.

وتوضح دراسة نُشرت في مجلة The Auk أن الطيور المهاجرة تعتمد على مواقع التوقف للتزود بالطاقة، وأن معدلات زيادة الوزن تختلف بين الأنواع وتعتمد على عوامل مثل النظام الغذائي والمسافة المقطوعة.
وتُبرز هذه المعطيات العلمية الدور الحيوي الذي تلعبه مواقع مثل بحيرة إيريقي، التي تمثل محطة توقف استراتيجية للطيور المهاجرة، خصوصًا في ظل موقعها القريب من الصحراء الكبرى وعودتها التدريجية إلى استقطاب الطيور بعد سنوات من الجفاف.

تجدر الإشارة إلى أن اليوم العالمي لهجرة الطيور تنظمه “اتفاقية الطيور المائية الأفريقية-الأوراسية (AEWA)” و”اتفاقية الأنواع المهاجرة (CMS)” تحت إشراف برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ويهدف إلى رفع الوعي بأهمية حماية مسارات الهجرة والموائل الطبيعية لضمان بقاء هذه الأنواع.
*سناء الأحبابي– صحافية متدربة