الريسوني: من الواجب على المسلمين مساندة إيران في مواجهتها للعدوان

قال أحمد الريسوني، الفقيه المقاصدي والرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إنه “من الواجب على المسلمين مساندة إيران في مواجهتها للعدوان”، معتبرا أنه منذ قيام دولة إسرائيل لم تٌرى دولة لها من شدة الوفاء، ومن جسيم التضحية والبلاء، في نصرة القضية الفلسطينية، مثل ما أظهرته الدولة الإيرانية.
واعتبر الريسوني في مقال له توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه، أنه لا الدول العربية والإسلامية، منفردة ومجتمعة “قدمت مثل ما قدمته إيران للقضية الفلسطينية، وللشعب الفلسطيني، وللمسجد الأقصى”، مشيرا إلى أن ما تواجهه إيران من محاولة “خنق” لنظامها وإسقاطه هو نتيجة “سياستها المتحدية للكيان الصهيوني، ومعه الغرب بسياساته الصهيونية وخطوطه الحمراء، المرسومة لدول العالم الإسلامي”.
وأضاف الريسوني أنه قبل قيام نظام “الجمهورية الإسلامية”، كانت “إيران الشاه” هي الحليف الأقوى والصديق الأوفى لإسرائيل في العالم الإسلامي، مبرزا أنه من مباشرة بعد نجاح الثورة وسقوط نظام الشاه تغير الوضع.
وتابع أنه خلال الفترة التي تلت “إيران الشاه” نادى الإمام الخميني على الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وسلمه مفاتيح “السفارة الإسرائيلية”، لتتحول إلى “السفارة الفلسطينية”، وتتحول، حسب تعبيره، “من أعتى سفارة معادية لفلسطين، إلى أعظم سفارة فلسطينية في العالم”.
وأردف أن تلك كانت الإشارة الأولى التي التقطها الساسة الغربيون، وعرفوا من خلالها أن النظام الجديد في طهران معادٍ ورافض لإسرائيل بصفة تامة، معتبرا أنه “بالنسبة للدول الغربية، فمن لا يتعايش مع إسرائيل، لا يمكنهم التعايش معه، ومن لا يقبل مشروعهم الكبير: ‘دولة إسرائيل’، فلن يقبلوه ولن يتركوه بحال”.
وأبرز المتحدث ذاته أن “إيران الثورة” واصلت دعمها للقضية الفلسطينية ولفصائل المقاومة الفلسطينية، وتجاوزت في ذلك المواقف الدبلوماسية والمساعدات الإنسانية، ودخلت طور التسليح والتدريب العسكري للمقاومة الفلسطينية.
وأكد أن هذه الخطوة “هو ما لم تجرؤ عليه أي دولة عربية أو إسلامية أخرى، بما فيها دول الزعماء القوميين الثوريين: جمال عبد الناصر وصدام حسين وهواري بومدين ومعمر القذافي”.
وأشار الريسوني إلى التحدي الإيراني للكيان الصهيوني ومعه الغرب بلغ ذروته “حين أحرزت إيران تقدما ملموسا ومطردا، في الصناعات النووية، وهو ما يفسَّر غربيا وإسرائيليا بأنه سعي لاكتساب السلاح النووي”.
واستغرب من أن السلاح النووي الخارج عن السيطرة الغربية موجود عند دول عديدة، ومنه ما وجد في ظل سنوات الحظر والمراقبة المشددة، كالنووي الباكستاني، والنووي الكوري الشمالي. مستدركا “لكن بما أنه ليس موجها ضد إسرائيل، فالأمر فيه يهون”.
وتابع “أما النووي الإيراني المفترض، فيعتبرونه موجها أولا وأخيرا ضد إسرائيل ووجودها. ولذلك فهم مستعدون لفعل كل ما يمكنهم فعله لمنع إيران من حيازته، ولو بضربات نووية مبيدة!”.
وخلص الريسوني إلى أن “ما تواجهه إيران من حروب عسكرية وسياسية واقتصادية واستخباراتية، تشنها إسرائيل وأمريكا، بدعم من الدول الاستعمارية، وبتأييد من بعض الأنظمة العربية، إنما هو بسبب مواقفها الصلبة مع فلسطين والمقاومة الفلسطينية”.
وفي ظل كل هذا، ختم الريسوني مقاله قائلا “فالواجب على المسلمين مساندة إيران في مواجهها للعدوان.. و(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)”.