story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
أحزاب |

“الحكومة تعيش في عالم آخر”.. بنعبد الله ينتقد الحكومة ويتهمها بتعميق معاناة المواطنين

ص ص

انتقد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، السياسات العمومية لحكومة عزيز أخنوش، متهمًا إياها بـ “التقصير في الاستجابة لاحتياجات المواطنين، والتسبب في تفاقم معاناتهم، خصوصًا في العالم القروي”.

وقال نبيل بنعبد الله في لقاء تواصلي، السبت 14 يونيو 2025، بإقليم الرحامنة نواحي مراكش، إن الحكومة “تعيش في عالم آخر”، وتغيب عن هموم الشعب وتفاصيل الواقع”، منتقدا بشدة طريقة تدبيرها لعدد من الملفات، والتي كان آخرها ملف اللحوم الحمراء.

وأوضح المسؤول الحزبي أن مجموعة من المستوردين “استفادوا منذ سنة 2022 من الدعم العمومي المخصص للمواشي، ثم حصلوا على دعم إضافي قدره 500 درهم عن كل رأس، لاستيراد الأغنام”، غير أن هذه الإجراءات لم تمنع الأسعار من الارتفاع، ولم تسهم في تسهيل اقتناء المواطنين لأضحية العيد التي بلغ ثمنها سنة 2024 ما بين 4000 و7000 درهم للأضحية.

هذا الأمر “دفع جلالة الملك إلى التدخل بقرار منصف و حكيم”، يقول المتحدث، في إشارة إلى إلغاء شعيرة ذبح أضحية العيد هذه السنة.

وأكد بن عبدالله أن السبب في هذا الأمر لا يعود إلى ”الكسابة الصغار”، بل إلى ”الوسطاء” الذين يستغلون السوق ويتسببون في المضاربة، مشيرًا إلى أن هؤلاء المربين الصغار يعتمدون على تربية الماشية كمصدر دخل وحيد. مستنكرا في هذا الباب “غياب أي إجراء حكومي فعلي لدعمهم،” داعيًا إلى توجيه الدعم للفئات الفقيرة بدل الجهات التي تحقق أرباحًا ضخمة.

وعاد المتحدث للتشكيك في الأرقام التي كشفت عنها الحكومة، مؤكدًا أن عملية دعم استيراد المواشي “كلّفت 13.3 مليار درهم، أي ما يعادل 1300 مليار سنتيم، استفاد منها الكبار فقط، بينما الكساب الصغير لم يجنِ منها شيئًا”.

وأضاف أن أسعار اللحوم وصلت إلى 150 درهمًا للكيلوغرام الواحد، وهو “إنجاز غير مسبوق تتباهى به الحكومة دون خجل”.

وفي هذا الإطار، عبّر الأمين العام عن استغرابه من إعلان رئيس الحكومة تكليف وزير الفلاحة بلجنة لإعادة النظر في القطاع، “دون أن يتم اتخاذ أي خطوة ملموسة”، مشيرا أن الوضع يتطلب تدخلًا فوريًا.

و تابع أن الدعم لم يعد ”خيارًا بل ضرورة قصوى”، في ظل ما يواجهه الكسابة الصغار من تهديد حقيقي لدخلهم السنوي.

واعتبر بن عبدالله أن الحكومة تقدم ”نتائج مخيبة”، إذ لم تُسجل إلا ”الغلاء والدعم الموجه لفئات محسوبة على أطراف معينة”. لافتا إلى أن جماعة بن جرير، رغم ”إشعاعها الدولي، ما تزال تضم دواوير معزولة، تعاني من ضعف الولوج إلى الطرق والخدمات، في مشهد يتكرر عبر أقاليم كثيرة”.

وطرح المتحدث تساؤلات حول مدى نجاعة ما تسميه الحكومة “الدعم المباشر”، قائلًا: “هل مبلغ 500 درهم يُعد دعمًا فعليًا؟ وهل استفاد منه الجميع؟”، مضيفًا أن “حتى هذا المبلغ لم يكن متاحًا لعدد كبير، وتم اقتطاعه وتجزئته، في غياب آلية شفافة وعادلة للتوزيع”.

وشكك المتحدث في ما “تروّج له الحكومة” بشأن تعميم التغطية الاجتماعية، مؤكدًا أن 8.5 ملايين مغربي “لا زالوا محرومين من الخدمات الأساسية، بما في ذلك العلاج والتأمين الصحي”. وأضاف أن الحكومة ”تكتفي بالكلام وتقديم أرقام لا تعكس حقيقة الوضع”.

وقال إن نظام “راميد”، الذي تم الاستغناء عنه في الحكومة الحالية، “كان قد نجح سابقا في تغطية حاجيات أكثر من 18 مليون مغربي، ووفّر خدمات استشفائية حقيقية، رغم المشاكل الهيكلية”،مؤكدا أن التراجع عن هذا النظام زاد من هشاشة الوضع الصحي والاجتماعي.

وفي سياق متصل، هاجم المسؤول الحزبي بشدة حزب “التجمع الوطني للأحرار” وعلى رأسه رئيس الحكومة عزيز أخنوش، قائلًا إن ”وجودهم في الحكومة لم يكن وليد الصدفة”،مُلمّحًا إلى “أن بعض الجهات لجأت إلى وسائل مادية لاستمالة الناخبين، خصوصًا في القرى والدواوير، وهو ما أثار تساؤلات حول نزاهة الظروف التي جرت فيها الانتخابات سنة 2021”.

وفي غضون ذلك، أبرز بنعبدالله أن المواطن هو من يدفع ثمن هذه “الاختلالات، عبر خمس سنوات من الإهمال وغياب الدعم والاستجابة لحاجياته الأساسية”.

وخلص يالدعوة إلى تشكيل جبهة رفض قوية لمواجهة هذه الممارسات، ومحاسبة المرشحين والأحزاب التي تكرّس هذا الواقع الانتخابي غير العادل.

*سناء الأحبابي – صحافية متدربة