الاتحاد الأوروبي يرعى “كان المغرب 2025” في شراكة غير مسبوقة مع الكاف

شهدت العاصمة المصرية القاهرة، الأحد 18 ماي 2025، توقيع اتفاقية شراكة تاريخية بين الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) والاتحاد الأوروبي، ترعاها المفوضية الأوروبية، تشمل رعاية كأس الأمم الإفريقية المغرب 2025 و نسخة (كينيا تانزانيا أوغندا) 2027، وكأس الأمم الإفريقية للسيدات المغرب 2024، إلى جانب دعم بطولة كرة القدم المدرسية الإفريقية التي ينظمها “الكاف”.
وتم توقيع الاتفاقية من طرف رئيس الاتحاد الأفريقي باتريس موتسيبي، ومفوض الشراكات الدولية في الاتحاد الأوروبي جوزيف سيكيلا، على هامش المباراة النهائية لكأس الأمم الإفريقية لأقل من 20 سنة التي ستجمع المنتخب الوطني المغربي بنظيره الجنوب إفريقي، بحضور رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في مصر، أنجلينا إيخهورست.
وتندرج هذه الشراكة، التي تمتد لثلاث سنوات، ضمن استراتيجية الاتحاد الأوروبي “البوابة العالمية”، الهادفة إلى تعبئة 150 مليار يورو من الاستثمارات في إفريقيا بحلول عام 2027، لتعزيز التنمية الشاملة والمستدامة في القارة، من خلال التعليم، الرياضة، الطاقة، البنية التحتية، والتحول الرقمي.
وقال باتريس موتسيبي: “هذه الشراكة التاريخية تعكس التزامًا مشتركًا بين الكاف والاتحاد الأوروبي بتطوير ونمو كرة القدم الإفريقية، خاصة في صفوف الشباب والمدارس. نحن لا نرى كرة القدم كرياضة فحسب، بل كأداة تعليمية وتنموية ومسؤولية اجتماعية تعيد الأمل لملايين الأطفال”.
وكشف رئيس “الكاف” عن تخصيص تبرع بقيمة 10 ملايين دولار لدعم كرة القدم في المدارس عبر القارة، مضيفًا: “إفريقيا تضم ما بين 400 إلى 500 مليون شاب تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا، واستثمار هذه الطاقات هو ضرورة لتفادي الاضطرابات وتحقيق التقدم المستدام”.
كما أعرب عن فخره بالقيادات المصرية الكروية الحاضرة، مؤكدًا أن مصر لطالما كانت منبعًا للمواهب الإفريقية.
ومن جانبه، قال جوزيف سيكيلا إن هذه الشراكة تجسد جوهر استراتيجية “البوابة العالمية”، وتهدف إلى تحويل الطموحات الإفريقية الشابة إلى فرص ملموسة عبر التعليم والرياضة، مؤكدًا أن كأس الأمم الإفريقية الأخيرة استقطبت أكثر من 2.4 مليار مشاهد من 180 دولة، ما يؤكد الإمكانات الهائلة التي تنطوي عليها اللعبة في القارة.
وأضاف سيكيلا: “سنوسع بطولة كرة القدم المدرسية لتشمل 33 ألف مدرسة في إفريقيا، وسنركز على الدمج بين التعليم والرياضة وتنمية المهارات القيادية لدى الفتيات والفتيان”.
وفي السياق ذاته، أكدت أنجلينا إيخهورست أن هذه الاتفاقية تمثل لحظة مفصلية في العلاقات بين إفريقيا وأوروبا، قائلة: “إنها المرة الأولى التي يتعاون فيها الكاف مع منظمة دولية بهذا الحجم، وهذا يعكس الثقة المتبادلة والرؤية المشتركة لبناء مستقبل أفضل للشباب من خلال الرياضة والتنمية”.
وتشمل الاتفاقية دعم برنامج الحماية الخاص بالكاف لضمان انتقال آمن واحترافي للاعبين الشباب، وحمايتهم من وكلاء مزيفين، إلى جانب التعاون على الترويج لبطولات “الكاف” داخل الجاليات الإفريقية المقيمة في أوروبا، بما يعزز البعد الثقافي والإنساني للعلاقات بين القارتين.
وتستهدف الاتفاقية مواءمة البرامج والاستثمارات بين الجانبين، على أساس قيم مشتركة تشمل الدمج، اللعب النظيف، وتكافؤ الفرص.
كما تُعد بطولة المدارس الإفريقية ركيزة أساسية لهذه الشراكة، حيث شارك في نسختها الأخيرة أكثر من 880 ألف طالب وطالبة، وينتظر أن تتوسع لتشمل ملايين التلاميذ خلال السنوات المقبلة.
وتأتي هذه الخطوة في سياق اهتمام متزايد من الاتحاد الأوروبي بدعم مشاريع الرياضة في إفريقيا، التي تدمج بين التكوين الرياضي والدعم التعليمي، بهدف تعزيز بقاء الشباب في المدارس، وتحقيق المساواة بين الجنسين، وإعداد جيل قادر على المساهمة في مستقبل مستدام للقارة.