اعتبرت فيديو “لحم الغزال” مفبرك.. محامية مبديع تناشد المحكمة: “ارحموا عزيز قوم ذل”
اعتبر دفاع الرئيس السابق لجماعة الفقيه بنصالح، محمد مبديع، أن مقطع فيديو “لحم الغزال” الشهير، الذي صُوِّر في حفل زفاف نجله بمدينة الفقيه بنصالح، “كان سببا في تأليب الرأي العام ضده حتى وجد نفسه وراء القضبان”، بتهم تتعلق باختلاس وتبديد أموال عمومية، ملتمسا البراءة لموكله ومناشدا المحكمة بعبارة: “ارحموا عزيز قوم ذل”.
والتمست المحامية رشيدة حسون، عضو هيئة دفاع مبديع، خلال مرافعتها، في جلسة يوم الجمعة 12 دجنبر 2025، بمحكمة الاستئناف بمدينة الدار البيضاء، البراءة لموكلها، مذكرة هيئة المحكمة بما وصفته بـ “الحالة الإنسانية” لمحمد مبديع.
وقالت المحامية مخاطبة هيئة الحكم التي يترأسها القاضي علي الطرشي، “ترون حالة مبديع الآن؛ كان وزيرا، فأصبح سجينا؛ كان مسؤولا حزبيا وسياسيا ورجل دولة، واليوم نرى وضعيته الاجتماعية الصعبة، بسبب الحالة الحرجة الصعبة لزوجته التي توجد بين الحياة والموت”.
وإلى جانب ذلك، أكدت المحامية نفسها، أن مقطع فيديو “لحم الغزال” الذي انتشر في وقت سابق بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، “مفبرك”، مشيرة إلى أنه “أثر بشكل كبير على الرأي العام ضد مؤازرها”؛ غير أن محمد مبديع “استسهله”، بحسبها، ولم يكلف نفسه عناء توضيح الحقيقة “ما أثر سلبا على صورته لدى الرأي العام”.
وأضافت المتحدثة أنه بسبب التداعيات السلبية لهذا الفيديو على مبديع، أُحيل الملف على المجلس الأعلى للحسابات، ثم تدخلت جمعيات حماية المال العام على الخط، وقدمت شكاية من أجل متابعته بناء على تقرير المجلس الأعلى للحسابات.
واعتبرت المحامية رشيدة حسون أن هدف هذه الجمعيات التي دخلت على الخط، “لم يكن حماية المال العام، وإنما خدمة لأجندة سياسية أو جهة معينة لم تذكرها” لافتة إلى أن مبديع تعرض “للابتزاز”، في هذا الموضوع.
وأوضحت في هذا الإطار، أن محمد مبديع، “ورغم تعرضه للابتزاز في هذا الملف، لم يتخذ أية خطوة لتوضيح ملابسات حفل زفاف ابنه للرأي العام، نظرا لانشغاله بمهامه والتزاماته على الصعيدين المحلي بمدينة الفقيه بنصالح والوطني بثفته نائبا برلمانيا وقياديا بحزب الحركة الشعبية“.
وفي أعقاب حصوله على الأغلبية المطلقة لانتخابه رئيسا للجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس النواب، تضيف المتحدثة نفسها، أُعيد نشر الفيديو مرة أخرى، “ومن تم استدعاؤه من طرف الوكيل العام للملك، لافتة إلى أنه أُصيب بوعكة صحية نتيجة للضغط الذي تعرض له”.
وفي المقابل، شددت عضو هيئة دفاع محمد مبديع، أن الأخير “كان يولي الشأن المحلي الأولوية القصوى على حساب مصالحه الخاصة”، لافتة إلى جزءا كبيرا من مواشيه كان يوزعها على الفقراء، حتى في ظل تدهور أوضاع قطاع الفلاحة والإفلاس الذي طاله”، وفقا لتعبيرها.
وفي سياق آخر، أوردت المحامية أن الميزانية المخصصة لجماعة الفقيه بنصالح والبالغة 100 مليون درهم لم يتبق منها، بعد تغطية النفقات والالتزامات الضرورية للجماعة، سوى 5 ملايين درهم، متسائلة:”هل هذا المبلغ يكفي لإنجاز مشاريع الصرف الصحي أو لتمويل تنمية المدينة؟”.
وركزت المحامية حسون، العضو في المجلس الجماعي للفقيه بنصالح، في مرافعتها على دحض ادعاءات محامي الجماعة بصفته مطالبا بالحق المدني.
وأكدت أن “مدينة الفقيه بنصالح قد تحولت في عهد مبديع من قرية إلى مدينة”، مدحضة بذلك تصريحات محامي الجماعة ومرافعته خلال الجلسة الماضية، واصفة إياها بـ “أنها أشبه بحملة انتخابية، لافتقارها إلى أي أرقام أو إثباتات مادية للاختلاس”.
وخلصت عضو هيئة دفاع مبديع إلى التعبير عن أسفها لكون موكلها محمد مبديع “آمن بهذا المحامي لينوب عن الجماعة”.