story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

استطلاع: وقف التمويل الأمريكي يهدد مستقبل جمعيات مغربية

ص ص

أفاد استطلاع رأي حديث حول التأثير الفوري لتجميد المساعدات الخارجية للولايات المتحدة على الجمعيات المحلية في المغرب، بأن نسبة كبيرة من الجمعيات لم يتم تعويضها بعد عن النفقات السابقة التي تم صرفها قبل صدور “أمر إيقاف العمل” من طرف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيما تشتكي جمعيات أخرى من عدم قدرتها على دفع رواتب موظفيها أو تغطية تكاليف التسيير الأساسية مثل الإيجار وغيره، مما يهدد مستقبلها.

وأوضح استطلاع منظمة “مرا” شركاء للتعبئة من أجل الحقوق، الذي أُنجز خلال الأسابيع الثلاثة الموالية لصدور أمر وقف العمل في 24 يناير الماضي على الجمعيات المغربية المستفيدة من المنح الأمريكية، أن 53% من هذه الأخيرة اضطرت إلى إلغاء أنشطتها المبرمجة بسبب غياب التمويل، فيما أفادت نسبة 17% بأنه تم تعليق الدفع مقابل مختلف النفقات التي تكبدوها بعد 24 يناير 2025.

كما كشف الاستطلاع عن مجموعة من المشاكل التي تواجهها عدد من الجمعيات المغربية والتي تهدد وجودها، بحيث أفاد 25% من الجمعيات بأنهم غير قادرين على دفع رواتب موظفيهم، كما صرح 22% بأنهم غير قادرين على تغطية تكاليف التسيير الأساسية مثل الإيجار وغيره، فيما أكد 11% أنهم اضطروا بالفعل إلى تسريح الموظفين.

بالإضافة إلى هذا، فقد أكد 19% من الجمعيات المستجوبة أنه لم يتم تعويضها بعد عن النفقات السابقة التي تم صرفها بالفعل قبل صدور “أمر إيقاف العمل” في 24 يناير 2025، متوقعة أن يستمر “التأثير الضار” في التصاعد إذا لم يتم رفع تجميد التمويل.

وتطرق الاستطلاع أيضًا إلى مشاكل في التواصل بخصوص إعمال قرار تجميد التمويل، حيث لم يتم إبلاغ العديد من الجمعيات بـ”أمر وقف العمل” سواء بشكل مباشر من الجهات الرسمية أو في الوقت المناسب.

وأشار إلى أن غالبية المستجوبين (70%) سمعوا لأول مرة عن “أمر إيقاف العمل” إما بشكل شفهي وغير رسمي من شخص آخر غير الشريك الرسمي المتعاقد معه المتلقي الرئيسي للتمويل (38%) أو من خلال وسائل الإعلام (32%)، فيما سمع عدد قليل من المستجوبين لأول مرة عن أمر إيقاف العمل من مصدر رسمي، إما بشكل كتابي (19%) أو شفهيًا (3%).

وعلى الرغم من أن أمر إيقاف العمل دخل حيز التنفيذ بشكل آني، إلا أن الاستطلاع كشف أيضًا عن تأخير في إخطار الجمعيات المغربية المحلية بـ”أمر وقف العمل”، بحيث أن 19% من الجمعيات سمعت لأول مرة عن أمر “إيقاف العمل” مباشرة بعد صدوره أي في 24 أو 25 يناير 2025.

ومن بين الباقين، يضيف المصدر، نصفهم عَلم بالأمر خلال الأسبوع الموالي لصدوره، في حين أن النصف الثاني لم يعلم بالأمر حتى الأسبوع الثاني، أي خلال الفترة الممتدة ما بين 1 إلى 7 فبراير 2025، إذ عمت الضبابية مستقبل تمويل الجمعيات المغربية خلال الأيام الأولى لصدور القرار.

في هذا السياق، أبرزت المنظمة أن أحد المستجوبين أفاد بأنه تواصل مع المتعاقد الرئيسي فور صدور أمر إيقاف العمل، ليتم إخباره بأن الأمر مجرد “شائعة” وأن الجمعية “يجب أن تستمر في العمل كما هو مخطط له”.

وصرح مستجوب آخر بأن “أمر إيقاف العمل” أوقف “أنشطتنا تمامًا، على الرغم من وجود عقد موقع وتمويل ملزم. لدينا برنامج كان من الممكن أن يساعد آلاف المستفيدين، وتقديم الدعم المباشر والمرونة على المدى الطويل”.

ويُذكر أن الاستطلاع استهدف فقط الجمعيات والمجموعات المغربية المحلية، والتي لديها اتفاقيات منح فرعية وشراكة مع المؤسسات أو المنظمات الدولية الكبرى المستفيدة الرئيسية من العقود أو المنحة الأمريكية، وذلك خلال الفترة من 4 فبراير إلى 16 فبراير 2025.

وصرحت منظمة “مرا” المنجزة للاستطلاع بأن من بين إجمالي 37 مشاركًا في الاستطلاع، فضل 25 عدم الكشف عن هويتهم، كما رفضت بعض المنظمات الإجابة على جميع الأسئلة الواردة بالاستطلاع، مشيرة إلى مخاوف من الانتقام أو مخاوف من أن الرد على الاستطلاع قد يهدد فرصها في الحصول على تمويل أمريكي مستقبلاً.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أصدرت يوم الجمعة 24 يناير 2025 أمرا بوقف العمل، تم بمقتضاه التعليق الفوري لجميع الأعمال والتمويلات الأمريكية المتعلقة ببرامج المساعدات الخارجية الإنسانية والتنموية في جميع أنحاء العالم.

وحسب معطيات الموقع الحكومي الأمريكي الخاص بالمساعدات الخارجية، فيظهر أن المغرب استفاد خلال السنة المالية 2023 من مساعدات تجاوزت قيمتها 188 مليون دولار، ما يجعل المغرب ثاني أكبر مستفيد من هذه المساعدات في دول شمال إفريقيا بعد مصر.