story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

أنشيلوتي لازال في ريال مدريد !

ص ص

عندما يكون على أرضية ملعب كرة القدم، فريق وصل إلى قمة الإنسجام والإستقرار التقني والنفسي والذهني كباري سان جيرمان، في مواجهة فريق مشردم بموسم صفري مثل ريال مدريد، وبمدرب جديد لازال يتعرف على لاعبيه، وفوق كل ذلك يقدم هدفين للخصم برعونة كبيرة، فلا يمكن للنتيجة النهائية إلا أن تكون مثل التي عرفها نصف نهائي مونديال الأندية.

النتيجة أغضبت محبي النادي الملكي كثيرا، أولا لأنها هزيمة بالأربعة، وثانيا لأنها جاءت بعرض باهت مسح سريعا ذلك التحسن الطفيف الذي ظهر على الفريق في مباريات الدور الأول ثم الثمن والربع، رغم أن تشابي ألونسو ردد كثيرا في الندوات الصحافية، أن ذهابه للولايات المتحدة الأمريكية هو فقط من أجل جمع المعطيات التقنية عن الفريق وإعداد الخلاصات قبل الإقدام على المتعين من التغييرات البشرية التي ستطال التشكيلة قبل بداية الإستعدادات للموسم الكروي المقبل.

الجميع يعرف أن مهمة تدريب فريق بحجم ريال مدريد، لا تشبه باقي المهام.. ومجاراة نجومه وضغوطات مسيريه وجمهوره وثقل قميصه لا ينجح فيه إلا من كانت له شخصية من فولاذ.. لذلك ظهرت على ملامح تشابي ألونسو في الندوة الصحافية عقب الإقصاء والهزيمة، مسحة استياء ونرفزة لم يرها أحد في وجهه أبدا عندما كان يدرب النادي الألماني باير ليفركوزن.. بدا وكأنه شعر للمرة الأولى بورطة تبرير هزيمة ناد عملاق يدربه.

من شاهد الريال في كأس العالم للأندية ولا يعلم بالتغيير الذي طرأ على إدارته التقنية، سيعتقد أن كارلو أنشيلوتي لازال هناك في كرسي الإحتياط بجوار إبنه دافيدي وهو رافعا حاجبه محتارا في البحث عن “كوتشينݣ” يوقف به سيل الأهداف التي تتلقاها شباك الحارس تيبو كورتوا، مثلما حدث كثيرا خلال الموسم المنصرم.. فقد ظهرت أمام باري سان جيرمان، نفس الأخطاء، ونفس التشتت، ونفس العجز عن بناء عملية هجومية واحدة سليمة، ونفس النجوم يتجولون في الملعب بلا فعالية ولا فائدة في غياب شجاعة المدرب لتغييرهم.

تشابي ألونسو أمامه عمل جبار وخارق لكي يصنع من “معرض” النجوم التي يمتلكها ريال مدريد، فريقا منسجما وفعالا ومنضبطا، وهو في حاجة إلى دعم فلورينتينو بيريز ومساعديه في إدارة الريال من أجل أن يفرض تصوراته التقنية، ويتخد القرارات اللازمة في الكثير من التغييرات المفروض القيام بها لكي يستعيد الملكي عادته في حصد الألقاب والبطولات، ومنها صلاحية تسريح وجلب اللاعبين وإبقاء غير المنضبطين خارج التشكيلة الأساسية.

تاريخيا لا ينجح المدربون الإسبان في ريال مدريد، ودائما ما يعرفون طريق الفشل سريعا، حتى أبرزهم عالميا الذين جاؤوا من أندية عملاقة فازوا معها بالألقاب، لم يستمروا طويلا في البيت الملكي حتى تمت إقالتهم مثل رافاييل بينيتيز .. والمدرب الإسباني الوحيد الذي عرف طريق التألق هو بيسنتي ديل بوسكي الذي كان قد بدأ بشكل مؤقت قبل أن يتم ترسميه ويفوز بعدد كبير من الألقاب والبطولات.

الجميع سينتظر تشابي ألونسو في الموسم القادم، هل بإمكانه نقل تلك “الشطارة” التي ظهرت عليه في السنوات التي قضاها في ليفركوزن، ويحدو حدو مواطنه ديل بوسكي، أم أن حماره سيتوقف هو الآخر في عقبة ناد لا يصل إلى ذروة مجده إلا المحظوظون .