story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

وسط الحرب والدمار.. غزة تحتفل بتخرج 168 طبيبا و500 من حفظة القرآن

ص ص

احتفلت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة المدمر، بتخرج 168 طبيبًا وطبيبة حاصلين على شهادة “البورد الفلسطيني”.

جاء ذلك خلال حفل أُقيم، الخميس 25 دجنبر 2025، داخل باحات مجمع الشفاء الطبي الذي دمرته حرب الإبادة الإسرائيلية غرب مدينة غزة، في مشهدٍ عكس إصرار الكوادر الطبية رغم الحرب والدمار الذي طال القطاع الصحي.

وأدى الأطباء خلال الحفل، الذي حمل شعار “فوج الإنسانية”، اليمين القانونية أمام الحضور، تأكيدًا على التزامهم بأخلاقيات المهنة واستمرار رسالتهم الإنسانية في أصعب الظروف.

وقال وكيل وزارة الصحة يوسف أبو الريش، على هامش الحفل، إن هذه الكوكبة من الأطباء “تخرجت من رحم المعاناة، ومن تحت القصف، وبين الأنقاض وشلال الدماء”.

وأضاف أن الأطباء كانوا “يداوون الجراح بيد، ويقلبون صفحات العلم باليد الأخرى”، في إشارة إلى مواصلة التدريب التخصصي خلال الحرب.

من جهته، قال المدير الطبي لمجمع الشفاء الدكتور محمد أبو سلمية، لمراسل وكالة “الأناضول”، إن الوزارة تحتفل اليوم بتخريج 168 طبيبًا يحملون البورد الفلسطيني بعد عامين استُهدفت خلالهما وزارة الصحة والمستشفيات العاملة في قطاع غزة، رغم أنها محمية بموجب القانون الدولي الإنساني.

وأضاف أبو سلمية، أن الاحتلال حاول تدمير الإنسان الفلسطيني باعتباره رأس المال الحقيقي، “لكنه فشل في ذلك”، مؤكدًا أن الكوادر الطبية ستعيد بناء ما دُمّر من مستشفيات.

من جهته، قال الدكتور أحمد باسل، رئيس قسم في مستشفى عبد العزيز الرنتيسي، للأناضول، إن الأطباء يحتفلون بتخرجهم في “أصعب الأوقات وداخل مبنى مدمّر”.

وأضاف باسل، أن حصوله وزملاءه على درجات علمية متقدمة، من بينها شهادة الدكتوراه، يحمل رسالة واضحة مفادها أن الفلسطينيين “يحبون الحياة، وماضون في استكمال مشوارهم العلمي والسعي للحصول على درجات علمية أعلى رغم كل الظروف”.

وشهدت الفعالية إحياء ذكرى الأطباء والعاملين في القطاع الصحي الذين استشهدوا خلال الحرب، حيث وُضعت صورهم على كراسي المنصة، في لفتة وفاء لتضحياتهم.

ويأتي هذا التخرج في ظل أوضاع صحية وإنسانية بالغة التعقيد في قطاع غزة، نتيجة الاستهداف المتكرر للمرافق الطبية، من طرف جيش الاحتلال الإسرائيلي، فضلا عن النقص الحاد في الإمكانات، واستمرار الضغط غير المسبوق على المستشفيات والطواقم الصحية.

وفي مظهر احتفالي آخر، شارك 500 حافظ وحافظة للقرآن الكريم في مسيرٍ وحفل تكريم، نُظِّما في أحد شوارع مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة، في فعالية جابت شوارع المخيم وسط أجواء من الفرح والابتهاج بعد عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة.

وحمل الحفل الذي نفذ برعاية وتنظيم لجنة الطوارئ وبالتعاون مع مؤسسة أياد الخير، ومؤسسة عالية الكويتية الخيرية، شعار “غزة تزهر بحفظة القرآن”.

وانطلق المسير القرآني من داخل المخيم على وقع التكبيرات وعبارات التهليل، حيث تقدّم الحفّاظ والحافظات صفوف المشاركين في تنظيمٍ لافت.

وحمل المشاركون في المسير من الأطفال والفتيان والشبان ذكورًا وإناثا المصاحف وأعلام فلسطين ولافتات متنوعة، فيما اصطف الأهالي على جانبي الطريق، مشاركين لحظة الفخر بالتصفيق والدعاء.

وسادت المخيم أجواء من الفرح والابتهاج، وحوّل المشهد الشارع الذي اعتاد مشاهد القصف والركام إلى مساحة نابضة بالسكينة، في فعالية بدت أشبه بعيدٍ شعبي في مجتمعٍ يرزح تحت أعباء الحرب.

وقالت الحافظة ابتسام أبو هويدي، التي أتمّت حفظ القرآن الكريم خلال فترة الحرب الإسرائيلية على غزة، لوكالة “الأناضول”: “إن مواصلة الحفظ لعامين متواصلين تحت القصف لم تكن مهمة سهلة، لكن القرآن كان مصدرًا للقوة والثبات”.

وأضافت أبو هويدي، وهي تجلس بين عشرات الحافظات لكتاب الله، والبسمة ترتسم على وجهها، أن التمسك بالحفظ مثّل وسيلة للتشبث بالأمل.

كما أعربت عن أملها في أن يتمكن أطفالها الأربعة من حفظ كتاب الله، داعية الشباب والشابات في غزة إلى التمسك بالقرآن وتدبره، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة.

وتجلس المسنة مشيرة أبو وطفة، ولية أمر أحد الحفاظ، على كرسي متحرك بين الحضور، وتبدو عليها ملامح الفرح والفخر بهذه الفعالية القرآنية.

وقالت أبو وطفة للأناضول، إنّ الفقر والحصار لم يمنعا أهالي غزة من إرسال أبنائهم إلى حلقات تحفيظ القرآن.

وأكدت أن “رؤية شوارع المخيم تمتلئ بالحفّاظ رفعت معنويات السكان، ورسخت القناعة بأن القرآن هو الطريق المنير للفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة”.

وفي ختام الفعالية، جرى توزيع شهادات تقدير وهدايا رمزية على الحفظة والحافظات، فيما أكد المنظمون أن هذا التكريم يأتي ضمن مبادرات مجتمعية تهدف إلى حماية الهوية الدينية وتعزيز القيم الأخلاقية، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة.

وبدعم أمريكي بدأت إسرائيل في 8 أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية بغزة، استمرت عامين وخلّفت نحو 71 ألف شهيد وأكثر من 171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.

وبدأ في 10 أكتوبر الماضي سريان وقف لإطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية “حماس” والاحتلال الإسرائيلي يخرقه الأخير يوميا ما أدى إلى استشهاد 411 فلسطينيا وإصابة 1112 آخرين، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة مساء الاثنين المنصرم.

*الأناضول