بعد ثلاث خيبات.. هل ينجح السكتيوي في فك “عقدة” كيروش؟
مع الجولة الثانية من دور المجموعات في كأس العرب قطر 2025، يتجدد الحديث حول ما بات يُعرف بـ “عقدة” المدرب البرتغالي كارلوس كيروش؛ الذي يدرب حاليا منتخب سلطنة عمام، والذي فاز في جل المواجهات التي واجه فيها المغرب، منذ سنة 2002، حينما كان مدربا لمنتخب جنوب إفريقيا.
فبين ذكريات تعود لأكثر من عقدين، ومحطات خيبة طبعت علاقة أسود الأطلس تحت قيادة عدد من المدربين، بالمدرب البرتغالي المخضرم، يعود السؤال ليطرح نفسه مع المدرب الوطني طارق السكتيوي وقدرته في فك هذه العقدة المستمرة منذ أكصر من عقدين.
كيروش والخيبات الثلاث
كانت أولى مواجهات المدرب كارلوس كيروش أمام المغرب في كأس الأمم الإفريقية التي احتضنتها مالي سنة 2002 حينما كان مدرباً لمنتخب جنوب إفريقيا. وانتهت المباراة بفوز منتخب “بافانا بافانا” بنتيجة (3-1)، ليُقصى المنتخب الوطني من التأهل إلى الدور ربع النهائي بعد مباراة جمعت المدربين البرتغاليين كارلوس كيروش وهومبيرتو كويليو، الذي كان حينها مدربا لأسود الأطلس.
سجّل هدف المغرب الوحيد رشيد بن محمود من ركلة جزاء، بينما أحرز أهداف جنوب إفريقيا الثلاثة كل من سيبيسو زوما وثابو منغوميني وسيابونغا نومفيتي. وقد كشفت تلك المباراة حينها عن قدرة المدرب البرتغالي على قراءة مفاتيح لعب المنتخب الوطني وإغلاق المساحات بكثافة دفاعية وانضباط كبير.
أما المواجهة الثانية فكانت في كأس العالم 2018 بروسيا عندما واجه المغرب الذي كان يدربه الفرنسي هيرفي رونار، منتخب إيران بقيادة كارلوس كيروش. فرغم محاولة المغرب فرض أسلوبه، إلا أنه خسر أولى مبارياته ضمن المجموعة الثانية بهدف قاتل سجله المهاجم المغربي عزيز بوحدوز بالخطأ في مرماه في الوقت بدل الضائع، وذلك على ملعب “كريستوفسكي” بمدينة سانت بطرسبرغ يوم الجمعة 15 يونيو 2018، في مجموعة ضمّت إسبانيا والبرتغال.
وجاءت المواجهة الثالثة، بين المدرب البرتغالي والمنتخب الوطني، من جديد على الأراضي الإفريقية، بعد نحو عشر سنوات من أول لقاء، عندما قاد كيروش منتخب مصر للفوز على المغرب في ربع نهائي كأس أمم إفريقيا 2021 -التي أقيمت في 2022 على أرض الكاميرون- بنتيجة (2-1) بعد مباراة قوية امتدت إلى الأشواط الإضافية. سجّل هدف المغرب سفيان بوفال، بينما أحرز لمصر كل من محمد صلاح ومحمود تريزيغيه.
وبذلك يكون كيروش قد حقق ثلاثة انتصارات متتالية أمام المغرب، مع ثلاثة منتخبات مختلفة: جنوب إفريقيا، إيران، ومصر. وهو ما جعل مواجهة أي منتخب يقوده كيروش تُستقبل دائماً بحذر من الجماهير المغربية والمحلّلين، حتى عندما يكون على رأس جهاز فني جديد، كما هو الحال الآن مع منتخب سلطنة عُمان.
فرصة السكيتوي
في الندوة الصحافية التي سبقت مباراة المغرب أمام سلطنة عُمان، برسم مباريات الجولة الثانية من دور المجموعات لبطولة كأس العرب التي تستضيفها قطر، قال كيروش: “نعم، فزتُ كمدرّب على المنتخب المغربي مرتين من قبل، لكنك لا تفوز بما فعلته في الماضي، بل بما تُعدّ له فريقك اليوم”. كما وصف المنتخب المغربي الحالي بأنه يملك “نضجاً ووعياً تكتيكياً”، في اعتراف بقوة الخصم واستعداده لمواجهة صعبة.
من جانبه، يقف طارق السكتيوي أمام امتحان مواجهة شبح ماضٍ لم يتمكن فيه المغرب من كسر عقدة كيروش. غير أن الظروف تبدو مختلفة هذه المرة، إذ يتسلّح المغرب بلاعبين شبان وطموحين، إضافة إلى خبرة تراكمية أكبر. كما أن استثمار الضغط النفسي إيجابياً قد يكون دافعاً قوياً لتحقيق نتيجة أفضل.
ولا يمكن اعتبار الفوز هدفاً صعباً لمجرّد وجود كيروش على دكة الخصم، كما لا يمكن الجزم بأن الانتصار مضمون لمجرد تغيّر المدرب أو الفريق. ومع ذلك، توجد مؤشرات إيجابية تدفع نحو التفاؤل، أبرزها أداء المنتخبات المغربية خلال السنوات الأربع الأخيرة، وإمكانيات الجيل الحالي الذي بدأ البطولة بقوة، وتوّج قبل أشهر بلقب كأس الأمم الإفريقية للمحليين، فضلًا عن إنجازه في أولمبياد باريس 2024 ببلوغه المركز الرابع.
ولذلك، تبقى “عقدة” كيروش طبقة على ذاكرة الكرة المغربية، لكنها ليست قدراً محتوماً ولا كتاباً مغلقاً، ليبقى سؤال جمهور الكرة المغربي “هل ينجح السكتيوي في فك العقدة ومواصلة كتابة التاريخ؟”. في انتظار الإجابة عن هذا السؤال مساء اليوم الجمعة 5 دجنبر 2025 على أرض ملعب المدينة التعليمية في الدوحة، حيث يزاجه المنتخب الوطني الرديف منتخب سلطنة عمان، بداية من الساعة الثالثة والنصف عصراً بتوقيت المغرب، ضمن منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات لبطولة كأس العرب 2025.