إسكوبار الصحراء.. دفاع المحاسب: موكلي بريء من خطة بعيوي ضد شقيق طليقته
دخل الملف القضائي المعروف إعلاميا “بإسكوبار الصحراء” منعطفا جديدا، خلال الجلسة، التي انعقدت يوم الخميس 4 دجنبر 2025، بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء؛ حيث التمس دفاع “خالد.س” المحاسب المسؤول عن حسابات شركات عبد النبي بعيوي (أحد أبرز المتابعين في هذا الملف)، البراءة لموكله.
يأتي ذلك بعد نحو عامين من إيقاف عدد من المتهمين في هذا الملف الذي يتابع فيه سعيد الناصري البرلماني السابق عن حزب الأصالة والمعاصرة، والرئيس السابق لنادي الوداد الرياضي لكرة القدم، إلى جانب عبد النبي بعيوي، البرلماني والرئيس السابق لجهة الشرق، عن حزب الأصالة والمعاصرة كذلك.
وقدم دفاع “خالد.س”، المتهم بجناية المشاركة في شهادة زور عن طريق الحصول على وعد، مرافعته ملتمسا الحكم بـالبراءة لموكله، وبسقوط تهمة شهادة الزور بالتقادم، مستندا في طلبه إلى ما وصفه بـ “غياب الأركان التكوينية لجريمة شهادة الزور”.
وقد أظهرت مضامين محاضر الاستماع، تفاصيل “الخطة المزعومة”، التي رسمها عبد النبي بعيوي (رئيس جهة الشرق السابق) “لتوريط “، شقيق زوجته السابقة “س.م”، المدعو “ع.م”.
ووفقا لمحاضر الشرطة، طلب بعيوي من المتهم “خالد.س”، “فبركة سيناريو شجار مفتعل، بهدف الزج بـ’ع.م’، في السجن، بغرض الضغط على زوجته السابقة للتنازل عن شكايتها المتعلقة بـالتزوير والاستيلاء على عقارين في مدينتي وجدة والدار البيضاء”.
وأفادت ذات المحاضر بأن “خالد.س” تواصل مع المتهم “حسن.م” لتنفيذ هذا السيناريو، مستعينا بمتهمين آخرين، أحدهما يسمى “رشيد.ح” والآخر يدعى “عصام”.
وعلى الرغم من إنكار المتهمين للوقائع أمام المحكمة، إلا أن محاضر الشرطة أبانت عن تفاصيل “خطة محكمة”، حيث قاد “حسن.م” سيارته من نوع مرسيدس 220، برفقة “عصام” و”رشيد.ح”، واقتربوا من منزل “ع.م”، لحظتها بدأ “عصام” باستفزاز “ع.م”، الذي كان برفقته صديق، ما أدى إلى نشوب شجار بينهما.
ووفقًا للخطة المزعومة، “التي وضعها بعيوي”، بحسب المحاضر، تدخل “رشيد.ح” لفض النزاع وتسهيل تعرّف “ع.م” عليه، بعد ذلك، توجّه “حسن.م” والمتهمان إلى صانع أسنان، حيث تم اقتلاع بعض الأسنان الأمامية لـ”عصام”، بهدف توريط شقيق الزوجة السابقة في إحداث عاهة.
وقبل التوجه إلى المستشفى، أقدم “حسن.م” بالاعتداء على “عصام” بضربه على مستوى الساق بحجر لُفَّ بقطعة قماش، لإيهام الأطباء بأن “ع.م” هو من اعتدى عليه، ونتيجة لذلك، حصل “عصام” على شهادة عجز لمدة قاربت العشرين يومًا من مستشفى الفارابي بمدينة وجدة.
وفي هذا الإطار، أصر المحامي امبارك المسكيني، دفاع المتهم “خالد.س”، خلال جلسة اليوم، على العودة إلى تصريحات المتهمين أمام هيئة الحكم، خاصة المتهم “حسن.م”، الذي نفى جميع ما نُسب إليه في محاضر الاستماع.
وشدد المحامي المسكيني على أن”حسن.م” أكد في جلسات سابقة أن موكله “خالد.س” لم يطلب منه تنفيذ أي سيناريو مفبرك يتضمن التوجه إلى منزل “ع.م” برفقة “عصام” و”رشيد.ح” بهدف الشجار.
وأضاف المحامي أن “حسن.م” أنكر جميع الوقائع المذكورة على لسانه على غرار “عصام” و”رشيد.ح” في محاضر الاستماع أمام الشرطة، كما أكد “حسن.م” أن “خالد.س” لم يتواصل معه قط بخصوص هذا الموضوع، مشيرا إلى وجود “عداوة كبيرة” بين عبد النبي بعيوي و”حسن.م”، ما يجعل من المستحيل أن يتفقا على تنفيذ خطة مُفتعلة من تدبير بعيوي.
وخلص المحامي، امبارك المسكيني، إلى أن جميع المتهمين، بمن فيهم “خالد.س”، نفوا الوقائع جملة وتفصيلا أمام المحكمة، مناقضين بذلك ما جاء في محاضر الاستماع.
وفي غضون ذلك، أضاف المحامي امبارك المسكيني، دفاع المتهم “خالد.س”، نقاطا جديدة تهدف إلى التشكيك في مصداقية محاضر الاستماع، حيث أكد أن المتهم “حسن.م” صرح أمام هيئة الحكم حين استجوابه من طرفها بأن عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية “هددته بتلفيق تهمة الاتجار في المخدرات والكوكايين له”.
وأوضح المحامي أن “حسن.م” طلب أمام المحكمة بشكل علني بـتسليمه القرص المدمج (CD) الذي يوثق عملية الاستماع إليه من طرف عناصر الشرطة، مشيرا في نفس الوقت، إلى تصريح زوجة أب المتهم “عصام”، والذي يخدم موقف الدفاع، حيث أكدت الشاهدة أن الأسنان الأمامية لـ”عصام” سقطت قبل أربعة أشهر من تاريخ الواقعة المذكورة في المحضر، مما ينفي اقتلاعها في إطار السيناريو لتوريط “ع.م” شقيق زوجة بعيوي السابقة.
وأوضحت الشاهدة أن “عصام” أخبرها أن إصابته على مستوى الساق حدثت نتيجة السقوط والتواء ساقه، مؤكدة أنه لم يتم ضربه على الإطلاق.
وفي هذا الإطار، شدد المحامي على أن الشهادة الطبية نفسها لا تتحدث عن الأسنان، بل عن كسر في القدم، مما يدعم رواية المتهمين وينسف فرضية تعرضه للضرب والإصابة المتعمدة لتلفيق التهمة.