story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
أحزاب |

السنتيسي: الأحزاب منشغلة بالزعامات والولاءات والمواطن هو من يدفع الثمن

ص ص

أكد عضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية، إدريس السنتيسي، أن الحديث عن تحولات الحقل السياسي والحزبي في المغرب يضعنا أمام معادلة معقدة، مشيرا إلى أن الأحزاب تتحدث عن النزاهة والشفافية، لكنها في الوقت نفسه تسعى إلى تصدر المشهد الانتخابي، ما يجعل الحديث عن “إصلاح حقيقي” مهمة صعبة.

وأوضح السنتيسي، خلال الندوة الوطنية حول تحولات الحقل الحزبي المغربي”، التي نظمتها جامعة محمد الخامس بالرباط يوم الأربعاء 03 دجنبر 2025، أن غياب الوساطة السياسية التي يفترض أن تضطلع بها الأحزاب هو أصل الإشكال، إذ تحول الفعل الحزبي إلى “تدافع حول الزعامات، المناصب، الولاءات والمال، بدل الانكباب على التأطير والمواكبة وصياغة البدائل”.

وشدد رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، على “أن الأوزان الموجودة اليوم هي أوزان انتخابية لا سياسية، وأن إنتاج مذكرات أو دراسات أو بدائل أصبح ضعيفا”، معتبرا أن المواطن هو الحلقة الحاسمة، قائلا: “على المواطن أن ينتفض ضد المرشح الفاسد ويفضحه، وإلا سنجد أنفسنا أمام برلمان يعيد إنتاج نفس المشاكل”.

وكشف في هذا السياق عن واقعة “حضور خمسة نواب برلمانيين فقط” خلال مناقشة قانون المالية داخل لجنة المالية، وهو ما اعتبره دليلا على غياب الجدية داخل المؤسسة التشريعية، متسائلا عن كيفية احترام أحزاب لا يحضر ممثلوها لمناقشة هموم المواطنين.

واعتبر أن الرهان اليوم ليس فقط في إيجاد مرشحين “نظيفي اليد”، و إنما مرشحين قادرين على التعبير والتواصل والحضور، كون المشهد على حد قوله، “يضم سياسيين لا يتكلمون ولا يحضرون… وهذا مؤسف”.

ومن جانب آخر، سجل المتحدث أن “تمويل الأحزاب غير كاف” للقيام بأدوارها الكبيرة، خصوصا في ما يتعلق بالاقتراب من المواطن واستقباله بشكل فعّال وتشجيعه على الانخراط، مضيفا أن ما تقوم به الأحزاب السياسية اليوم من تأطير عبر الشباب والروابط والأطر “موجود لكنه لا يرقى إلى مستوى الانتظارات”.

وفي غضون ذلك، انتقد السنتيسي “تشابه المشاريع الحزبية”، معتبرا أن أغلب الأحزاب “تنقل من بعضها البعض”، دون قدرة على إنتاج مشروع مجتمعي جديد، مشيرا إلى أن النموذج الاقتصادي الحالي “انتهى”، والمغرب في حاجة إلى “بديل اقتصادي وتنموي واقعي” نابع من اجتهاد أكاديميين ومفكرين، لا من برامج مستوردة.

كما ذكر المسؤول الحزبي بأن الملك محمد السادس “خص الشباب في أكثر من نصف الخطب الملكية”، داعيا الأحزاب إلى التقاط هذه الإشارات والعمل على تفعيلها، بدل الانغماس في الصراعات الداخلية.

وشدد، في هذا الصدد، على الحاجة إلى “تعاقد والتزام جديدين” يسمحان بضخ نخب جديدة، وتجاوز تكرار الوجوه نفسها، وربط الفعل السياسي بمصلحة المواطن قبل المقاعد والصفوف الأمامية.

و خلص السنتيسي، في مداخلته، إلى أن إعادة الثقة في السياسة لن تتحقق إلا عبر أحزاب فاعلة، بدائل واضحة، وتأطير فعلي يعيد المواطن إلى قلب الفعل السياسي، داعيا الجامعة والأكاديميين إلى لعب دور أكبر، باعتبار أن “المواطنين يثقون في الأكاديمي الذي يمتلك أدوات الدفاع عن أفكار واضحة”.