العفو الدولية تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب “جرائم حرب” في مخيم زمزم بدارفور
نددت منظمة العفو الدولية بما سمته “جرائم حرب” ارتكبتها قوات الدعم السريع في السودان خلال اقتحام مخيم زمزم للنازحين على حدود الفاشر في وقت سابق من العام الحالي، وذلك استنادا إلى شهادات حديثة للناجين.
وكان المخيم يضم قرابة مليون شخص قبل مهاجمته من قوات الدعم السريع خلال الربيع الفائت، في إطار الحرب بينها وبين الجيش السوداني المتواصلة منذ عامين.
وبحسب تقرير للمنظمة، الثلاثاء 02 دجنبر 2025، “قامت قوات الدعم السريع بقتل المدنيين عمدا وأخذتهم رهائن ونهبت ودمرت المساجد والمدارس والعيادات الطبية”، وفقا لشهادات 29 شخصا بينهم شهود وأقارب ضحايا وصحافيون.
وأدى الهجوم، بحسب بيانات المنظمة التي تتطابق مع تقارير الأمم المتحدة، إلى فرار أكثر من 400 ألف مدني من المخيم.
وطالبت المنظمة “بالتحقيق في هذه الانتهاكات كجرائم حرب بموجب القانون الدولي”.
ويفيد تقرير العفو الدولية بأنه بين 11 و13 أبريل 2025 “هاجمت قوات الدعم السريع المخيم باستخدام المتفجرات وفتحت النار بشكل عشوائي في مناطق مكتظة بالسكان”.
وقالت الأمينة العامة للمنظمة أنييس كالامار إن “هجوم قوات الدعم السريع المروع والمتعمد على المدنيين اليائسين والجوعى في مخيم زمزم يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، مرة أخرى، ازدراءهم بالحق في الحياة”.
وأظهرت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية في 16 أبريل الماضي وحللتها منظمة العفو الدولية، وجود حفر لم تكن موجودة من قبل، ما يدل على “الاستخدام الواسع النطاق للأسلحة المتفجرة”.
ونقل التقرير شهادات لناجين من الهجوم الذي تسبب في مقتل المئات.
وقال يونس الذي يستخدم اسما مستعارا وكان يتطوع في غرفة طوارئ زمزم، وهي مجموعة لتنسيق جهود الإغاثة، “كان الوضع سيئا للغاية. لم تكن نتمكن من تحديد مصدر القصف. كان في كل مكان”.
وروت سعدية أن مقاتلي قوات الدعم السريع كانوا يقودون سياراتهم في الحي الذي تقيم فيه، غير بعيد عن السوق الرئيسي في زمزم، ثم “يخرج أحد مقاتلي قوات الدعم السريع من سقف صغير ويطلق النار على أي شخص في الشارع”.
ويقع مخيم زمزم في ضواحي مدينة الفاشر التي سقطت في أيدي الدعم السريع في أكتوبر الماضي ما أدى إلى فرار 100 ألف شخص على الأقل، بحسب الأمم المتحدة، يعيش معظمهم بلا مأوى في مدينة طويلة على مسافة 70 كيلومترا غرب الفاشر.
واتهمت كالامار الإمارات العربية المتحدة بـ “تأجيج الصراع عن طريق إمداد قوات الدعم السريع بالأسلحة” وهي اتهامات نفتها أبو ظبي مرارا.
ودعت كالامار الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين الى مناشدة الأطراف الفاعلة “وعلى رأسها الإمارات، الامتناع عن إرسال الأسلحة والذخائر لقوات الدعم السريع والجيش السوداني والأطراف الأخرى.
وعلاوة على ذلك، ونظرا الى ارتفاع احتمال أن تنتهي الأسلحة في يد الدعم السريع، ينبغي على الدول وقف كل عمليات نقل الأسلحة إلى الإمارات”.
وتسببت الحرب في السودان بمقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليونا وب”أسوأ أزمة إنسانية” في العالم، وفق الأمم المتحدة.