story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
التعليم والجامعة |

غضب واسع بعد تصريحات برادة “المسيئة” لمدرّسي القرى وتوجيه الأسر نحو “المدارس البعيدة”

ص ص

خلفت تصريحات وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد برادة، جدلا واسعا في الأوساط التربوية والنقابية، وذلك إثر دعوته آباء تلاميذ المناطق القروية إلى نقل أبنائهم إلى أبعد مؤسسة تعليمية يرونها أفضل، لتوفير تعليم جيد لهم، بدلا من الاعتماد على المدارس القريبة من دواويرهم.

وما زاد من حدة الجدل وساهم في تأجيج موجة واسعة من الانتقادات والاستنكار هو استخدام الوزير لمصطلح قدحي لوصف بعض أساتذة التعليم العاملين في هذه الدواوير، وهو ما اعتبر من قبل الفاعلين تصريحات “شاردة” و”مسيئة لرجال التعليم”.

ويرى فاعلون أن تصريحات برادة تتعارض مع الأهداف الرسمية الرامية إلى تعميم التعليم الجيد وتقريب المدرسة من الساكنة، خاصة في العالم القروي، بل وطالبت أصوات نقابية الوزير بالاعتذار لنساء ورجال التعليم.

تصريحات شاردة

في هذا السياق، اعتبر عبدالإله دحمان، نائب الأمين العام للاتحاد الوطني للشغل، أن تصريحات الوزير “شاردة وخارج الرهانات التربوية والأهداف التي يتغنى بها الخطاب الرسمي”، مضيفا أنها “تُشوش على الخطابات الرسمية التي تتحدث عن تحقيق منجزات على مستوى التربية الوطنية”.

كما شدد دحمان في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” على أن الإشكالية الحقيقية “تفوق الأستاذ، بل تتمثل في العرض التربوي”، مشيراً إلى أن “مردودية المنظومة في العالم القروي مرتبطة بعوامل سوسيولوجية، وتجهيزات، وصعوبات مجالية، ومناهج، وتكييف للكتاب المدرسي”.

وأضاف أنه “لا يمكن أن نختزل هذه المشاكل الحقيقية في المدرِّس”، خاصة الذين يشتغلون في هذه البيئات، مؤكداً أن ما ينجزونه هو “إنجاز كبير”.

من جانب ٱخر، حذر دحمان من دعوة الوزير لنقل التلاميذ إلى مؤسسات بعيدة، مؤكداً أن الآباء في العالم القروي لا يستطيعون تسديد نفقات أبنائهم وهم يدرسون في الدوار، “فكيف إذا تم نقلهم بعيدا”،خاصة في ظل خصاص “دور الطالب”، معتبرا أن أن تصريحات برادة “ستساهم في الهدر المدرسي”.

إساءة لرجال التعليم

بدوره، يرى عبد الله اغميمط، الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم ـ التوجه الديمقراطي، أن تصريح الوزير “فيه إساءة كبيرة لرجال التعليم والعاملين في هذه المناطق النائية”، الذين يبذلون “المجهودات الجبارة”.

وأضاف المتحدث نفسه، “عوض الإشادة بالأساتذة والاستجابة لمطالبهم المعلقة لسنوات، يتم قصفهم”، منتقدا استعمال مصطلحات “بعيدة على المعجم المستعمل في المجال التربوي” ومؤكدا على ضرورة استعمال كلمات مناسبة تهدف إلى حشد همم نساء ورجال التعليم وليس العكس.

كما أكد اغميمط، أنه “لا يمكن لأي عاقل أن يتفق مع ما جاء في تصريح الوزير”، معتبرا أنه يعاكس انتظارات المواطنين والمواطنات من توفير تعليم ديمقراطي مجاني عمومي لكافة أبناء وبنات المغاربة.

وفيما يتعلق بدعوة الوزير الآباء إلى هجر مدارس دواويرهم ونقل أبنائهم إلى أبعد مدرسة؛ يوضح النقابي أن الهدف الأساسي للوزارة والحكومة يجب أن يكون تقريب المدرسة من الساكنة، كما أن المدرسة ليست مجرد جدران، بل يجب أن تتوفر على مواصفات عصرية متكاملة المكونات (بنيات الحجرات، الإدارة، المكتبة، السكن الوظيفي للأساتذة، الملاعب، وكذا العدد الكافي من الأطر).

وأعرب أغميمط عدم اتفاقه جملة وتفصيلا مع التصريحات برادة، مجدداً المطالبة بـ “إعمال سياسات عمومية في مجال التعليم تهدف إلى توفير تعليم مجاني عمومي موحد وكفيل على إخراج قطاعنا من الاختلالات والأزمة التي تستفحل يوماً بعد يوم”، وفقا لتعبيره

دعوة للاعتذار

من جانبه، دعا يوسف الموساوي، أستاذ ونقابي في منطقة رحامنة، في تصريح لـ”صوت المغرب”، وزير التعليم إلى الاعتذار لنساء ورجال التعليم على خلفية تصريحاته واستعمال عبارة قدحية.

واعتبر الموساوي التصريحات “غريبة ومرفوضة” لأنها تحدثت بمفارقة بين العالم القروي والمجال الحضري، وفاضلت بين أستاذ وآخر، مما يعزز الفوارق بين العالمين ويتعارض مع المقتضيات الدستورية التي تنص على حق جميع أبناء المغاربة في تعليم موحد ومجاني والوصول إليه بشكل مُنصف لجميع الفئات.

إلى جانب ذلك، شدد الموساوي على أن الوزير مسؤول أول ومباشر عن جميع الأساتذة، وأنه “من المفروض أن يكون المغاربة متساوون أياً كانت المدرسة التي ينتمون إليها سواء عام أو خاص، أو حتى مدارس الفرصة الثانية أو الرائدة أو غيرها”، مؤكدا أن هذه التصريحات مستنكرة وتقتضي التراجع والاعتذار لرجال التعليم.