استئناف محاكمة عشرات المعارضين التونسيين بتهمة “التآمر على أمن الدولة”
استؤنفت، يوم الخميس 27 نونبر 2025، في تونس محاكمة عشرات الشخصيات أمام محكمة الاستئناف، بينهم معارضون بارزون للرئيس قيد سعيد، بحسب ما أفاد مراسل وكالة “فرانس برس”.
ويلاحق هؤلاء بتهمة “التآمر على امن الدولة الداخلي والخارجي” و”الانتماء الى تنظيمات إرهابية”، ويؤخذ عليهم خصوصا أنهم التقوا دبلوماسيين أجانب.
والمسجونون منهم قياديون في أحزاب سياسية ومحامون ورجال أعمال أو شخصيات إعلامية، ويناهز عددهم أربعين شخصا. وبين أبرز المسجونين منذ فبراير 2023 أستاذ القانون الدستوري جوهر بن مبارك والسياسيان عصام الشابي وغازي الشواشي ورجل الأعمال كامل لطيف.
ويحاكم عدد منهم غيابيا كونهم موجودين في الخارج، مثل الناشطة دفاعا عن حقوق النساء بشرى بلحاج والمفكر الفرنسي برنار هنري ليفي.
وكان وكلاء الدفاع عن المتهمين المسجونين رفضوا أن يجري سماع أقوالهم بواسطة الاتصال بالفيديو، طالبين تمكينهم من المثول شخصيا أمام المحكمة.
وأمام مقر المحكمة، تجمع نحو خمسة عشر شخصا مطالبين بالإفراج عن المتهمين. ورفعت الشاعرة والمعارضة شيماء عيسى التي دعيت إلى المثول حرة أمام المحكمة، صورة كبيرة لجوهر بن مبارك.
وقالت شقيقة الأخير دليلة مصدق إنه “على وشك الانهيار” بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من تنفيذه إضرابا عن الطعام.
واعتقل معظم المتهمين خلال حملة طالت المعارضين في ربيع 2023. ووصفهم الرئيس سعيد آنذاك بانهم “إرهابيون”.
وانتقد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عملية “مشوبة بانتهاكات الحق في محاكمة عادلة والحق في الإجراءات القانونية، مما يثير مخاوف جدية بشأن الدوافع السياسية”.
ورأت “هيومن رايتس ووتش” أن هذه المحاكمة الكبرى “تشكل جزءا من حملة أوسع نطاقا لقمع كل أشكال الانتقاد أو المعارضة”.
واعتبرت منظمة العفو الدولية في بيان أصدرته أخيرا أن هذه الإجراءات تعكس “تشديد القمع ضد المدافعين عن حقوق الإنسان” ليصل إلى “مستوى حرج”.
ومنذ استحوذ الرئيس قيس سعيد على كامل السلطات في 2021، يندد المدافعون عن حقوق الإنسان بتراجع الحريات العامة واعتقال عشرات المعارضين والصحافيين والعاملين في المجال الإنساني بتهم التآمر أو “نشر أخبار كاذبة”.