story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
تكنولوجيا |

مصادر تكشف لـ”صوت المغرب” كواليس الصراع الذي أنهى مسيرة الحكمة الدولية بشرى كربوبي

ص ص

كشف مصدر مقرب من الحكمة الدولية بشرى كربوبي، أن الأخيرة كانت منذ فترة “وهي تتعرض للمضايقات من طرف مدير المديرية التقنية الوطنية للتحكيم وأعضائها”، مؤكداً أن هذه الضغوطات بدأت منذ حوالي عام، حين كانت الحكمة تحقق إشعاعاً كبيراً على المستوى الوطني والدولي.

وأوضح المتحدث أن مدير المديرية التقنية الوطنية للتحكيم، رضوان جيد، “كان يضغط عليها بشكل مستمر، وذلك عبر عدم تعيينها للمباريات وحرمانها من إدارة اللقاءات المهمة”، مما جعل حضورها في التحكيم يتراجع تدريجياً.

وأضاف أن الأسبوع الأخير عرف تطوراً غير مسبوق في حدة هذه المضايقات، خاصة بعد الضجة التي تفجرت عقب مباراة اتحاد تواركة أمام نهضة الزمامرة والتي زادت من توتر الأجواء داخل مديرية التحكيم، بعد اتهامات المدرب ورئيس الفريق لرضوان جيد بـ “التدخل في نتائج المباريات”، عبر الاتصال بالحكام.

وأضاف المصدر أن رضوان جيد “اختار أفضل وسيلة للدفاع وهي الهجوم على كربوبي”، لافتا إلى أنه “طردها يوم السبت 22 نونبر 2025، من الملعب وأمرها بعدم العودة للتحكيم، قبل أن يتم استدعاؤها يوم الأحد إلى لجنة الأخلاقيات”.

وأكد أن اللجنة، التي تضم 18 عضواً، قد استمعت إليها، غير أن عدداً منهم لم يكن مقتنعاً بالأسباب المقدمة ضدها، مشدداً على أن الغرض الحقيقي من هذه الخطوة “كان مفبركاً منذ البداية لإيجاد مبرر لإقصائها”.

وأشار المتحدث إلى أن الهدف الأساس كان هو دفع بشرى كربوبي نحو الهامش، وعدم تمكينها من إدارة مباريات القسم الوطني الأول ولا الثاني، وصولاً إلى إبعادها نهائياً عن التحكيم.

وتابع أن هذا المسار التدريجي كان هدفه “تدمير مسيرتها ومحو إشعاعها رغم أنها قدمت الكثير للصفارة المغربية خلال السنوات الماضية”، موردا أن هذه النتيجة كانت متوقعة في ظل الحرب الصامتة داخل الجهاز التحكيمي.

وأردف قائلاً: “إن رضوان جيد أصبح يتحكم في دواليب كرة القدم بشكل واسع، مستنداً إلى تحالفات مع مسؤولين أبرزهم عبد السلام بلقشور، رئيس العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية”، مؤكداً أن هذا النفوذ ينعكس على التعيينات، “والتي كان آخرها تلك المتعلقة بكأس أمم إفريقيا التي تعرف تواجد أحد أقاربه”.

ولفت المتحدث إلى أن “رضوان جيد بات يستخدم أساليب كثيرة للضغط على كربوبي لإظهارها في صورة الحكمة غير المؤهلة”، مبرزا أنه “قام بتعيينها مثلا لإدارة مباريات معينة لأندية قريبة منه، ثم دفع هذه الفرق لشن حملات ضدها واتهامها بالضعف، تماماً كما حدث في مواجهات سابقة”.

وفي السياق نفسه، ذكر المصدر أن الوضع داخل مديرية التحكيم يشبه “غرفة عمليات”، على غرار ما انفضح مؤخراً داخل لجنة أخلاقيات الصحافة، حيث تُستخدم كل الوسائل لإقصاء أي عنصر يُراد التخلص منه.

وأكد أن الصراع داخل هذا الجهاز، الذي استمر قرابة عام، زاد الضغوط على الحكمة كربوبي، التي وجدت نفسها محاصرة بين قرارات مفاجئة وحملات موجهة، وهو أسلوب كان كافيًا، بحسبه، لدفعها إلى كتابة رسالة اعتزال موجهة إلى رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع.

ومن جهته، أفاد مصدر مقرب من رضوان جيد، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، بأن الموضوع لا زال في مرحلة المداولة على مستوى مديرية التحكيم، مقدما في نفس الوقت، رواية مضادة مفادها أن مدير المديرية التقنية الوطنية للتحكيم، “لا علاقة له بتعيين حكام المباريات، وأن هذا الأمر يبقى من اختصاص المديرية”.

وأوضح، في مقابل ذلك، أن هناك سلوكا وصفه ب “غير المسؤول” ارتكبته الحكمة بشرى كربوبي، خلال مشاركتها في دورة تدريبية خاصة بالحكام، دون أن يفصح عن طبيعة هذا السلوك، لافتا إلى أنه “على إثر هذا التصرف تم توقيفها من طرف أحد المعدين البدنيين المشرف على الاختبارات البدنية، وعلى إثر ذلك اتخذت في حقها مديرية التحكيم قرارا. غير أنها (كربوبي) لم تستصغ أن يتخذ في حقها قرار من طرف المديرية على خلفية هذا السلوك”.

وأضاف المصدر أن المديرية التقنية الوطنية للتحكيم ستجتمع في وقت لاحق لمناقشة ما يجب اتخاذه من قرارات على ضوء هذه المعطيات، مشيرا إلى أن المديرية ستصدر بلاغا صحافيا، بعد اتخاذ القرار المناسب، تبسط فيه جميع التفاصيل المتعلقة بالقضية، من أجل تنوير الرأي العام.

وفي غضون ذلك، أعلنت الحكمة الدولية المغربية بشرى كربوبي، التي حصلت على جائزة أفضل حكمة في إفريقيا 2024، والتي دخلت التاريخ الكروي الإفريقي، كأول امرأة تدير مباراة للرجال في نهائيات كأس إفريقيا للأمم، أعلنت “اعتزالها التحكيم بعد مسار امتد لخمسة وعشرين سنة داخل الميادين”، مؤكدة أن قرارها جاء “بعد أن ضاقت السبل” بسبب ما وصفته بـ“ممارسات أربكت المسير وشوشت على الإنجازات” داخل المديرية التقنية الوطنية للتحكيم.

وأوضحت كربوبي، في رسالة وجهتها إلى رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الثلاثاء 26 نونبر 2025، أن هذه الممارسات الصادرة عن مدير المديرية التقنية وأعضائها “أجهزت على المشروع” الذي كرّست له سنوات من العمل، ما دفعها “وبأسف كبير” إلى اتخاذ قرار الاعتزال.

وخلصت بشرى كربوبي إلى أن ما يؤلمها هي “الطريقة التي انتهى بها المشوار”، قبل أن تختم رسالتها بكلمات قوية، موجهة إلى من قالت إنهم “وقفوا في طريقها”، معتبرة أن حٌكم الله بينهم هو الفصل.