احتقان في صفوف الممرضين.. طلبة وخريجو المعاهد العليا يلوّحون بالتصعيد في وجه التهراوي

أعلنت التنسيقية الوطنية لطلبة وخريجي وممرضي المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة عن انطلاق “برنامج نضالي تصعيدي” يمتد من 20 إلى 24 أكتوبر الجاري، يتضمن وقفات محلية ذات طابع وطني في مختلف المدن، احتجاجا على ما وصفته بـ”التنكر المستمر لحقوق الطلبة والخريجين” من طرف وزير الصحة والحماية الاجتماعية محمد أمين التهراوي.
وقالت التنسيقية، في بيانها الأول الصادر اليوم السبت 18 أكتوبر 2025، إن قرار التصعيد جاء بعد “استنفاد كل سبل الحوار والانتظار”، معتبرة أن الوزارة الوصية لم تلتزم بوعودها السابقة المتعلقة بإحداث لجنة خاصة بالتعويض عن التداريب الاستشفائية وهيكلتها بشكل فعلي.
وأوضح البيان أن ملف التعويض عن التداريب يرمز إلى “اللامبالاة التي تطبع تعامل الوزارة مع الممرضين”، مشيرا إلى أن الإصلاحات المعلنة في إطار تنزيل المجموعات الصحية الترابية “لم تنعكس على أرض الواقع”، إذ ما يزال الطلبة والممرضون يزاولون مهامهم دون أي تعويض يوازي الجهد المبذول داخل المستشفيات العمومية.
كما انتقدت التنسيقية ما اعتبرته “سياسة الفتات” في توزيع المناصب المالية لسنة 2025، موضحة أن ما خصص للمراكز الاستشفائية الجامعية لا يرقى إلى مستوى الوعود الحكومية التي تحدثت سابقًا عن 1500 منصب، وهو ما وصفته بـ”استهانة بعقول الخريجين واحتقار لحقهم في العمل والكرامة”.
وفي هذا السياق، نبهت التنسيقية إلى “تراجع الوزارة عن وعودها بخصوص جهة طنجة تطوان الحسيمة”، التي كان مقررًا أن تحتضن ثلاث مباريات توظيف، من بينها مباراة المركز الجامعي محمد السادس بطنجة، “لكنها لم تُفعل إلى حدود الساعة، ما جعل الخريجين في لوائح الانتظار يعيشون حالة من الإحباط والتهميش”.
وأضافت أن “سياسة الوزارة في تدبير الموارد البشرية تُفاقم الخصاص القائم داخل المستشفيات وتكرس مناخ الاحتقان”، محملة إياها كامل المسؤولية عن الوضع الراهن، الذي وصفته بـ”المقلق وغير المسبوق” في تاريخ المهنة.
وفي تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، قال أيوب العزاوي، خريج المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة، إن أكثر ما يثير غضب الطلبة الخريجين والممرضين هو “سياسة التجاهل التي تنهجها الوزارة تجاه المطالب الأساسية، وعلى رأسها توزيع المناصب المالية”، موضحا أن “الوزارة تسرع في برامج التكوين وترفع من عدد المقاعد المخصصة للطلبة، لكنها بالمقابل توفر مناصب شغل محدودة جدا، في وقت يعاني فيه المغرب من خصاص يقدّر بـ65 ألف ممرض”.
وأضاف العزاوي أن هذه المفارقة جعلت “ممرضا واحدا يشتغل أحيانا مقام أربعة ممرضين داخل المؤسسات الصحية، رغم أن الدولة استثمرت كثيرا في التكوين، لكنها لا تستثمر بالقدر نفسه في التشغيل”، مشيرا إلى أن نحو نصف الخريجين في بعض الجهات يعيشون البطالة.
كما شدد على أن من بين المطالب العاجلة أيضا التعويض عن التداريب الاستشفائية ، إذ “يؤدي الطلبة مهاما فعلية داخل المستشفيات ويسدون الخصاص القائم، دون أي مقابل مادي، خلافا لما هو معمول به في قطاعات أخرى”، مضيفا أن الوزارة سبق أن وعدت بإحداث لجان لدراسة الملف لكنها “لم تفِ بوعودها إلى اليوم”.
وختم العزاوي تصريحه بالتأكيد على أن “عدد الخريجين يزداد سنويا، وإذا لم تتحرك الوزارة لإحداث مناصب كافية فسنواجه وضعا أكثر تعقيدا، والمتضرر في النهاية هو المواطن”.
وأكدت التنسيقية أن مرحلة جديدة من “النضال الميداني بدأت بالفعل”، محذرة من أن استمرار التجاهل الرسمي سيقود إلى أشكال احتجاجية غير مسبوقة خلال الأسابيع المقبلة.
وخلصت التنسيقية إلى التأكيد على أن “البيان الثاني قادم، وسيحمل خطوات أكثر حدة”، داعية كل قواعدها إلى التعبئة والاستعداد لمواصلة ما وصفته بـ”معركة الكرامة” حتى تحقيق المطالب المشروعة في التشغيل والتعويض وإنصاف الممرضين والطلبة على حد سواء.
*أكرم القصطلني – صحافي متدرب