story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

من “ديسكورد” إلى الشارع.. كيف تساهم نقاشات “جيل Z” في تشكيل وعيهم الاحتجاجي؟

ص ص

بدأت احتجاجات “جيل Z” في المغرب من منصة “ديسكورد”، حيث يجتمعون كل ليلة لتبادل الأفكار، ومناقشة ظروف وقفاتهم الاحتجاجية، والتصويت على قرار الاستمرار في الاحتجاج من عدمه.

لكن نشاطهم لا يتوقف عند نقاش المظاهرات وظروفها الميدانية، بل يتجاوز ذلك إلى تنظيم لقاءات فكرية وحوارات مع خبراء ومختصين وسياسيين، كان آخرهم الخبير الاقتصادي نجيب أقصبي.

من خلال هذه النقاشات، التي تجمع بين الجرأة والرغبة في الفهم، يتشكل وعيٌ جماعيّ جديد، أكثر نقدًا وعمقًا بحسب مراقبين، يسائل السلطة والسياسات العمومية، ويمهد لتحولات في أسلوب المشاركة والاحتجاج.

خطوة ثورية

في هذا الصدد، يشيد الكاتب الصحافي أبو بكر الجامعي، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، بمبادرة شباب “جيل Z” وانفتاحهم على فاعلين من مجالات مختلفة لبناء معرفة سياسية حول الوضع الراهن في البلاد.

وأشار الجامعي، وهو أحد ضيوف نقاشات الشباب، إلى أن خلق فضاءٍ للنقاش الحر “يعتبر خطوة ثورية”، وتُسهم في رفع منسوب الوعي السياسي والاجتماعي لدى الأجيال الجديدة.

ورغم أن مسألة فتح غرفة للنقاش على منصة رقمية تبدو بسيطة، إلا أنها مهمة جدًا، بحسب الجامعي، لأنها تتيح للنخب فرصة للتعبير، وللشباب فرصة للإنصات إليهم، كما تُساهم في خلق فضاءٍ للقاء فاعلين لم يسبق لهم أن تحاوروا من قبل.

ويرى الكاتب الصحافي أن “قاسم الذكاء المجتمعي يرتفع عندما يحدث حدث سياسي كبير”، إذ أنه عندما يحين وقت الانتخابات في الدول الديمقراطية على سبيل المثال “يصبح المواطنون أكثر فهمًا للنظام الصحي والجبائي وغيرهما، بفضل زخم النقاشات العامة”، لذلك تشكل هذه النقاشات فرصًا للتعلم والتكوين السياسي، يضيف المتحدث.

مختبر يعيد صياغة الفعل السياسي

من جانبه يرى الباحث الأنثروبولوجي خالد مونة، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، أن النقاشات المطروحة على منصة ديسكورد “تشكل فضاءً لتبادل حُر للأفكار، مما يعيد تعريف أشكال المشاركة السياسية في بعدها الكلاسيكي”.

ويشير مونة، وهو أستاذ السوسيولوجيا في جامعة المولى إسماعيل بمكناس، إلى أن “جيل Z” “يُظهر وعيًا سياسيًا متجددًا يتجاوز الأطر الحزبية التقليدية نحو تعبيرات رقمية جماعية”.

وأوضح أن المنصة الرقمية اليوم تتيح إنتاج معرفة سياسية نقدية وتشاركية “قائمة على التفاعل لا على الخطاب المؤسساتي الجامد”.

وبذلك، تصبح منصة “ديسكورد” بيد شباب “جيل Z” مختبرًا للوعي السياسي والاحتجاجي لجيل رقمي “يسعى لإعادة صياغة الفعل السياسي”.

كما تظهر هذه النقاشات، بحضور شخصيات سياسية نوعًا من الوعي الاحتجاجي المرن، “الذي لا يتجسد في حركات تقليدية، بل في أنماط رقمية تعبر عن رفضها لحالة الجمود السياسي”.

حوار وخبرة

ويعبر “جيل Z” من خلال هذه النقاشات عن رغبته في التعلم إلى جانب مطالبه العادلة، كما يرى أبو بكر الجامعي، مشيراً إلى أن “مبادرة فتح نقاش مع النخب والمتخصصين تمثل وسيلة لتراكم الخبرات”.

وسجل الجامعي أن هؤلاء الشباب يحاولون الفهم والبناء على التجارب السابقة؛ إذ ينصتون باحترام، وفي حديثهم يظهر نوع من الحذر والتأمل، كما يسألون ويستقصون بجدية.

ويرى المتحدث ذاته أنه باستثناء شخص واحد، “جميع من تمت دعوتهم محسوبون على المعارضة والأصوات الناقدة”.

وتابع أن ضيوف الشباب شخصيات تملك رصيدًا فكريًا ونضاليًا، مثل نجيب أقصبي، “الاقتصادي المرموق الذي له مواقف أكاديمية قوية وانتقادات واضحة لسياسات النظام الاقتصادية، إضافة إلى رصيده السياسي الكبير وثمنه الذي دفعه في مسيرته”، بحسب الجامعي.