آيت ياسين يكشف تفاصيل اعتقاله وترحيله من قبل إسرائيل بعد اعتراض “أسطول الصمود”

حكى الصحافي المغربي يونس آيت ياسين، المراسل بقناة الجزيرة وأحد المشاركين في “أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة”، تفاصيل تجربته المروعة بعد تعرض سفينتهم للاعتراض من قبل الجيش الإسرائيلي واقتيادهم إلى ميناء أسدود، حيث تم اعتقالهم في ظروف قاسية قبل ترحيلهم من إسرائيل.
وقال آيت ياسين، في برنامج “لقاء خاص” الذي يبث على منصات “صوت المغرب” إن اعتقاله بدأ بعد انتهاء الإجراءات مع مسؤولي الهجرة، حين صدر أمر بتحويله رفقة النشطاء إلى السجن، وأضاف أنه عند دخوله السجن، اضطر لترك كل متعلقاته الشخصية، بما فيها ملابسه وحقيبته، قبل أن يتوجه للحصول على رقم السجين المخصص له.
وخلال نقله إلى باب الزنزانة، تواصل يونس مع موظف إسرائيلي قائلاً له: “ من أي بلد” فأجاب يونس: “من المغرب”، ليرد الموظف مبتسمًا: “جدتي مغربية”، وعند السؤال عن المدينة قال إنه من الدار البيضاء، بينما أوضح يونس أنه من المحمدية قرب الدار البيضاء، وبعد هذا الحوار القصير، بدأ التعامل القاسي من طرف الموظف: فقد وُضعت العصابة على عينيه بشكل محكم، وقُيدت يداه إلى الخلف بأربطة بلاستيكية.
وأٌخذ بعد ذلك إلى حافلة الترحيلات، وكان أول من صعد إليها، حيث وصف الحافلة بأنها كانت شديدة البرودة بسبب تشغيل التكييف على أقصى طاقته، وظل مكبّل اليدين ومعصوب العينين داخلها لمدة ست إلى سبع ساعات قبل التحرك، موضحا أن أحد المسنين الذين كانوا معه لم يحتمل البرد والخوف وفقد السيطرة على وظائفه الجسدية.
وأشار إلى أن الحافلة كانت أشبه بـ”صندوق حديدي مغلق”، جميع المقاعد والجدران من الحديد، ولم يُسمح لهم بربط أحزمتهم، ما جعلهم يترنّحون مع كل حركة للحافلة، مشيرا إلى أن المسافة التي قطعوها لم تكن طويلة، نحو خمسين كيلومترًا، لكنها استغرقت أكثر من ساعتين بسبب التوقفات والإجراءات الأمنية.
وأوضح أن الوجهة كانت سجن النقب، أكبر سجن في إسرائيل الذي شيد بعد طوفان الأقصى بمساحة نحو أربعمئة ألف متر مربع، معروف بقسوته وشدة إجراءاته الأمنية، عند الوصول، تم توزيعهم على الزنازين الجماعية، مع تغيير الزنازين من حين لآخر لضمان عدم راحة المعتقلين.
وصف يونس تجربة الاحتجاز بأنها عذاب حيث أن كل محاولة نوم كانت تقابل بإيقاظ فوري، وفي بعض الحالات تدخل الكلاب البوليسية لإخماد أي مظاهرات ينظمها السجناء، مضيفا أن الزنزانة التي كان فيها تحتوي على حوالي 12 شخصًا، مع الحد الأدنى من المعدات: بعض الأسرّة، مرحاض، وأماكن للنوم على الأرض لمن لا يملك سريرًا، ما اضطر البعض للنوم على الأرض.
وأشار إلى أن النقل المتكرر داخل الزنزانة ووضع بعض الأشخاص في زنزانات فردية مع بق عمدًا لمنع النوم، حيث كان ذلك من بين الأساليب المتبعة لكسر إرادتهم، موضحا أن أحد أبرز الأمثلة أيضا كان اعتقال ناشطة سويدية مؤثرة على وسائل التواصل، تم إجبارها على تصرفات مهينة لكنها لم تتأثر بذلك.
وأضاف يونس أن بعد مرور 24 ساعة، بدأ ترحيل الفوج الأول نحو تركيا، بداية من سجن المطار رامون في جنوب سيناء، ومن ثم إلى إسطنبول، مردفا “خلال الترحيل، لم تكن هناك معلومات واضحة عن الوجهة أو الإجراءات”.
وأكد أنه حتى الصعود إلى الطائرة لم تتحسن المعاملة إلا بعد الخروج من حدود إسرائيل، حين أصبح التعامل طبيعيًا، وادركوا أنهم على متن طائرة تركية متجهة إلى إسطنبول.
وأشار يونس إلى أنه صباح الترحيل تم إبلاغهم شخصيًا بالترحيل، دون توضيح ما إذا كانوا سيُرسلون إلى سجن آخر، وأنه أثناء ركوب الحافلات كان هناك الكثير من الأسئلة والتحليلات حول الوجهة، مضيفا أنه كان يعتقد أنهم في طريقهم إلى الضفة الغربية مرورًا بجسر الملك حسين نحو الأردن، لكنه تفاجأ عند الوصول إلى مطار رامون في إيلات، ما أعطاه شعورًا بالارتياح بعد أن زالت سيطرة السلطات الإسرائيلية عليهم.
لمشاهدة اللقاء كاملا المرجو الضغط على الرابط