بعد عودتهم من الاعتقال الإسرائيلي.. آيت ياسين: عذبونا وأهانوا الملك أمامنا

عاد أربعة من النشطاء المغاربة الذين شاركوا في “أسطول الصمود” المتجه نحو قطاع غزة إلى المغرب، يوم الأحد 5 أكتوبر 2025، بعد اعتقالهم لأيام في سجون الاحتلال الإسرائيلي عقب اعتراض سفنهم من قبل قوات الاحتلال في المياه الدولية الأسبوع الماضي.
من بين العائدين الصحافي المغربي يونس آيت ياسين، مراسل قناة الجزيرة، الذي تحدث في تصريحات مثيرة عقب وصوله إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء عن تفاصيل “الاختطاف والمعاملة القاسية” التي تعرض لها المشاركون على أيدي القوات الإسرائيلية.
وأشار آيت ياسين، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إلى أن “كونه مغربيا لم يمنحه أي معاملة استثنائية إيجابية رغم كون المغرب بلدا مطبعا مع إسرائيل”، مبرزا أنه “تعرض لشتائم موجهة إلى الملك محمد السادس من طرف عناصر في الشرطة الإسرائيلية”.
وقال آيت ياسين إن أحد العناصر سأله عن بلده فأجابه بأنه من المغرب، وأضاف: “فردّ الإسرائيلي قائلا إن جدته من المغرب أيضا، قبل أن يعصب عينيّ ويكبّل يديّ بأصفاد بلاستيكية ويلقيني في شاحنة ترحيل بقيت فيها أرتجف من البرد ست ساعات متواصلة”.
وأوضح أنهم “اختُطفوا في المياه الدولية وتعرضوا لاعتداءات لفظية وجسدية ونفسية”، مشيراً إلى أنهم “ذاقوا ما يمكن أن يوصف بأنه رأس الملعقة، مما يتجرعه الفلسطينيون يوميا في غزة والضفة والقدس”.
وأضاف: “عشنا حقيقة ما تضمنته التقارير الدولية حول الانتهاكات الإسرائيلية وامتهان الكرامة الإنسانية”.
وشدد الصحافي المغربي على أنه “آن الأوان لأن ينعكس الزخم الشعبي الرافض للتطبيع على سلوك الحكومة المغربية”، مؤكدا أنه “لا يمكن بأي شكل من الأشكال التطبيع مع دولة مارقة تمارس القرصنة وتختطف مئات الناشطين الذين لم يكن هدفهم سوى إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع محاصر”.
ونبه آيت ياسين إلى أن “المشاركين في الأسطول كانوا في مهمة سلمية، لكنهم تعرضوا للقرصنة والاختطاف ثم أُلقوا في السجون حيث تم التنكيل بهم جسديا ونفسيا ولفظيا”.
وذكر أن بين الموقوفين “شخصيات معروفة عالميا من برلمانيين ومحامين وصحافيين، دون أي مراعاة للاعتبارات الحقوقية أو القوانين الدولية”.
ووصل الصحافي المغربي اليوم إلى الدار البيضاء بالإضافة إلى الناشطين يوسف غلال، ومحمد ياسين بنجلون، فيما مايزال الحقوقي عزيز غالي والناشط عبد العظيم ضراوي رهن الاعتقال في سجون الاحتلال إلى جانب ناشطين آخرين من جنسيات مختلفة بسبب عدم توقيعهم على وثيقة الترحيل الطوعي.
هذا وعلمت صحيفة “صوت المغرب” أن الحقوقي المغربي عزيز غالي يتعرض للتعذيب وسلوكات عنيفة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، رفقة مجموعة من النشطاء المشاركين في أسطول الصمود العالمي، “الذين ما زالوا رهن الاعتقال منذ أكثر من ثلاثة أيام”.
وأفاد الفريق القانوني لأسطول الصمود في تصريح “صوت المغرب” بأن التعذيب الذي يتعرض له غالي ونشطاء آخرون يعد مخالفة صريحة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مؤكدين أن “سلطات الاحتلال تمارس ضغوطاً قاسية على المعتقلين بشكل ممنهج”.
وأضاف المصدر ذاته أن “غالي هو واحد من مجموعة من النشطاء الدوليين الذين تحرص سلطات الاحتلال على معاملتهم بعنف، من بينهم السويدية غريثا ثونبرغ، والبرازيلي تياغو أفيلا، والألمانية من أصل تركي ياسمين أجار، إضافة إلى ناشطين من تونس والجزائر”.
وأشار الفريق القانوني إلى أن النشطاء الذين يحملون جنسيات عربية يتعرضون لـ”معاملة أكثر قسوة”، في “انتهاك صارخ” لمبادئ حقوق الإنسان والمواثيق الدولية الخاصة بحماية المعتقلين.
وقال مصدر من الفريق القانوني: “إن أي أحد من المعتقلين حين سُئل عن جنسيته واتّضح أنه من شمال أفريقيا، تعرّض إلى الضرب من جنود الاحتلال الصهيوني”، مشيراً إلى أن من وصفهم بـ”الجلادين” يوغلون في الحقد على شعوب المنطقة ولا فرق عندهم بين من تربطها علاقات بإسرائيل أو غيرها.
وأضاف أن هناك عدد من النشطاء “تعرّضوا بشكل أكبر إلى العنف الشديد”، ويتعلق الأمر بعزيز غالي الرئيس السابق للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والنشطاء التونسيين مهاب السنوسي، ووائل نوّار، ومازن عبد اللّاوي، وياسين الڤايدي، والجزائري مروان بن ڤطاية، إلى جانب الألمانية ياسمين أجار والبرازيلي تياغو أفيلا.
وأكد الفريق القانوني أن ما يحدث في حق النشطاء يشكل “انتهاكاً صارخاً” للقانون الدولي الإنساني، ويستدعي “تحركاً عاجلاً” من قبل الجهات الحقوقية والدبلوماسية الدولية لحماية النشطاء وضمان عدم تعرضهم لأي أذى إضافي.