العثماني: ضعف التواصل السياسي وغياب الإصلاح سبب خروج شباب “جيل Z” إلى الشارع

قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية الأسبق، إن ضعف التواصل السياسي وغياب الإصلاح الحقيقي هما السبب الرئيس لخروج شباب “جيل Z” إلى الشارع.
وأوضح العثماني في كلمة له بالمؤتمر الوطني الخامس للحزب المغربي الحر، السبت 4 أكتوبر 2025، أن المغرب وصل إلى “مرحلة دقيقة” على المستويين الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، مشيرًا إلى أن “الحكومة الحالية أفرغت العمل الحكومي من السياسة، وأن ضعف التواصل السياسي يمثل رأس المشاكل التي تواجه البلاد في ظلها”.
وأضاف، أن خروج شباب “جيل Z” يعكس روح الحرية في المغرب ويثبت مبدأ حرية التعبير، مؤكدًا أن مطالبهم “ليست مطالب فئة محددة، بل تمثل تطلعات جميع المغاربة”.
وشدد على أن “الحكومة لم تكن في الموعد، وأن محاولتها تجريف العمل السياسي بدا واضحًا منذ النتائج الانتخابية”، موضحًا أن “عددًا من برلمانيي الحكومة متابعون قضائيًا، وكثير منهم من أعضاء الحكومة كانوا جزءًا من نخبة انتخابية في 2021، وهو ما يعكس ممارسات فساد تمثل جزءًا من الأسباب التي خرج ضدها شباب ‘جيل Z’.”
وأكد العثماني رفضه التام للتخريب والاعتداء على المواطنين أو رجال الأمن، مضيفًا أن أصوات شباب “جيل Z” كانت سلمية ونزيهة، محذرًا من استغلال أعداء المغرب لأي فوضى لتشويه صورة الوطن.
وأشار إلى أن الحكومة “لم تنفذ وعودها في مجالات محاربة الفساد والتعليم”، وأن العديد من القوانين والملفات وضعت في “الثلاجة”، مشيرًا إلى أن “وعود حزب التجمع الوطني للأحرار وأغلبيته، من قبيل خلق مليون منصب شغل، لم تتحقق، فيما تجاوزت البطالة 13%، وهو رقم غير مسبوق منذ نحو ربع قرن”.
وتطرق العثماني إلى “تضييق الحكومة على المعارضة عند الحديث عن فضائحها”، من قبيل ملف “الفراقشية” ودعم استيراد المواشي، حيث رفضت أحزاب الحكومة تفعيل لجنة تقصي الحقائق وصوتت ضدها”، معتبرًا أن “هذه الملفات الكبيرة ساهمت في زيادة الاحتقان الشعبي”.
وأكد العثماني على أن “أي حكومة لا يجب أن تتراجع عن المكتسبات التي بناها المغاربة على مدى عقود بالتضحيات”، داعيًا الحكومة الحالية إلى “التواصل الحقيقي مع المواطنين وفتح الإعلام العمومي لإتاحة النقاش السياسي، لأن الديمقراطية لا تتحقق إلا بقبول الرأي المخالف وترك الصحافة حرة لتؤدي رسالتها”.
وختم بالقول “العمل السياسي ينفع البلد إذا كان عملا سياسيا نبيلا، فلا تنتظروا من السياسة أن تغنيكم، بل مارسوا السياسة للإصلاح فقط”