story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

بترت ساقه وهو يحتج من أجل الصحة.. قصة أمين الذي دهسته سيارة شرطة بوجدة

ص ص

خرج أمين للاحتجاج إلى جانب شباب مدينته من “جيل Z” في مدينة وجدة، التي شهدت أحداثاً عنيفة بعد ثلاثة أيام من اندلاع احتجاجات رفعت في بدايتها شعار السلمية، مطالبةً بتحسين الأوضاع الاجتماعية وعلى رأسها الحق في الصحة.

أمين (19 سنة) وهو طالب جامعي في كلية العلوم بجامعة محمد الأول، كان يسعى لتأمين قوت يومه من خلال العمل بالتزامن مع دراسته، بحسب ما قاله والده. ومع اندلاع الاحتجاجات، وجد رفقة جيله فرصة للتعبير عن آماله في تحسين الأوضاع الاجتماعية لأسرته وشعبه.

لكن لحظة واحدة قلبت كل شيء. إذ اندفعت سيارة تابعة للشرطة وسط الزحام، فارتفعت الصرخات وتفرّقت الأجساد في فوضى عارمة، في حين لم يستطع أمين تفادي الضربة، لتدوس العجلات ساقيه قبل أن ينهار على الأرض في لحظة مأساوية شهد عليها الحائط والأرض الملطخين بدمائه.

وبينما استمرت المدينة تضج بالاحتجاجات، ظل أمين ملقى على الأرض لوقت طويل، عالقاً بين الحياة والموت، محاطاً بعناصر من القوات العمومية، وسط صرخات المتظاهرين الذين وثّقوا لحظة دهسه ومعاناته.

وفي صباح يوم الأربعاء 1 أكتوبر 2025، علمت صحيفة “صوت المغرب” من مصدر طبي داخل المستشفى الجماعي لوجدة، أنه نتج عن هذا الحادث “بتر إحدى ساقي أمين، بينما تم تثبيت الأخرى باستعمال الجبص، مع استمرار خطر بتر الساق الأخرى بسبب العدوى البكتيرية”.

وأكد المصدر ذاته أن حالته الصحية “لا تزال حرجة، إذ يرقد حالياً في قسم العناية المركزة بالمستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة”.

وكانت مدينة وجدة قد شهدت ليلة الثلاثاء/الأربعاء 1 أكتوبر 2025 أحداث عنف على خلفية التدخل الأمني لمنع احتجاجات “جيل Z” بالمدينة، والتي تزامنت مع احتجاجات أخرى في مدن مغربية عدّة، من بينها إنزكان وأيت عميرة، حيث اندلعت اشتباكات أيضاً بين المتظاهرين والسلطات.

كما أظهرت مقاطع فيديو لحظة دهس سيارات تابعة للقوات العمومية عدداً من المتظاهرين، في مشاهد وصفها نشطاء بـ”المرعبة”، مطالبين بوقف منع الاحتجاجات والتخلي عن المقاربة الأمنية في التعامل معها.

في الأثناء، راجت على مواقع التواصل الاجتماعي شائعات حول وفاة الشاب أمين، غير أن مصادر مطلعة نفت ذلك بشكل قاطع، مؤكدة أنه لا يزال على قيد الحياة، ويتلقى العناية الطبية اللازمة، مع احتمال اتخاذ قرار طبي بنقله إلى العاصمة الرباط لإجراء عمليات جراحية دقيقة ومعقدة.