story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مدن وجهات |

لجنة جهوية تحل بمستشفى محمد الخامس بآسفي وسط فراغ إداري وغموض في التعيينات

ص ص

حلت لجنة مركزية تابعة للمديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة مراكش-آسفي، مكونة من أقسام الموارد البشرية واللوجستيك، بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بآسفي، تنفيذاً لتعليمات صادرة عن وزارة الصحة، قصد إجراء جرد شامل لمختلف أوجه الخصاص الذي يعاني منه قطاع الصحة بدائرة عبدة.

غير أن هذه الزيارة أعادت إلى الواجهة وضعية الغموض التي يعيشها المستشفى منذ أشهر، بعد أن امتنعت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن تعيين مدير رسمي له، عقب مباريات شغل مناصب مدراء المراكز الاستشفائية الجهوية والإقليمية في مارس 2025. إذ أنه رغم ترشح الدكتور خالد إعزا، المحسوب على حزب الاستقلال، لتولي المنصب، ظل يشرف بشكل مؤقت على إدارة المستشفى، الأمر الذي يثير علامات استفهام عديدة حول خلفيات هذا التعطيل.

“خزان انتخابي” تحت المجهر

مصادر مطلعة كشفت لصحيفة ”صوت المغرب” أن بعض الأطراف السياسية تسعى إلى “إخضاع إدارة المستشفى لمنطق انتخابي ضيق”، معتبرة المؤسسة الصحية “خزاناً انتخابياً” يوظف لخدمة أجندات حزبية.

وتضيف المصادر أن هذا الوضع يحول دون اتخاذ الوزارة قراراً واضحاً بشأن تعيين مدير دائم، وهو ما يكرس حالة الفراغ الإداري التي يتخبط فيها المستشفى.

وفي تصريحه لصحيفة ”صوت المغرب”، أوضح خالد إعزا، المدير المؤقت للمستشفى، أن اللجنة قامت بجرد موسع شمل المستشفى الإقليمي محمد الخامس ومستشفى لالة عائشة، حيث تم تسجيل نواقص على مستوى الموارد البشرية والتجهيزات الطبية واللوجيستية.

وأكد أن الإدارة قامت بتحيين لائحة الخصاص التي سبق إعدادها سنة 2021، والتي تضمنت طلبات ملحة تشمل أجهزة السكانير والأشعة ومعدات تشخيصية أساسية، مشيراً إلى أن هذه المطالب رفعت مجدداً إلى الوزارة في انتظار الاستجابة لها.

وحول غياب الأطباء وهجرة بعضهم إلى القطاع الخاص، شدد إعزا على أن “القانون سيُفعّل في حق كل من يثبت في حقه تقصير أو إخلال بالواجب المهني”، موضحاً أن اللجنة اطلعت على لوائح الغياب وسجلت ملاحظاتها بهذا الخصوص.

وضعية مستشفى آسفي جعلت العديد من المسؤولين داخل قطاع الصحة يرفضون تولي إدارته. بحيث أنه منذ سنة 2012 تعاقب على تسييره أكثر من ستة مدراء، بينما سبق أن ظل لفترات طويلة بدون مدير رسمي.

وفي أكتوبر من نفس السنة، قدم مديره حينها استقالته بعد أربعة أشهر فقط من تعيينه، وهو ما رسخ صورة المؤسسة كمنصب محفوف بالتحديات والمخاطر.

لوبيات وضغوطات سياسية

مصادر مهنية أوضحت أن لوبيات سياسية تمارس ضغوطاً غير أخلاقية للتحكم في الخريطة الانتخابية للإقليم عبر المستشفى، مستفيدة من امتيازات ريعية داخل المؤسسة الصحية، بل وتستعملها كفضاء لتقديم خدمات زبونية لأقاربها وناخبيها في ضواحي آسفي.

إلى جانب الصراع السياسي، يعاني المستشفى من خصاص حاد في الموارد البشرية، خصوصاً في تخصصات النساء والتوليد.

وفي يونيو الماضي، وجد عشرات المرضى أنفسهم مضطرين للتنقل بين أجنحة المستشفى دون مساعدة، بعد تسريح الشركة المفوض لها تدبير عملية نقل المرضى، ما زاد من معاناة المرتفقين.

وحسب الأرقام الرسمية لسنة 2019، فقد بلغت نسبة استغلال الطاقة الإيوائية للمستشفى 76.87 في المائة، فيما استقبل 91.644 مريضاً، بينهم 32.168 استفادوا من خدمات الأشعة، و41.065 خضعوا لفحوصات طبية متخصصة، و5.119 أجروا عمليات صغرى. كما عرف قسم الولادة 8.720 حالة، واستفاد 120 مريضاً من حصص تصفية الكلي الاصطناعية، إضافة إلى 4.452 عملية لتصفية الدم.

*صلاح الدين خرواعي