story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

بوزوبع: خيار التصعيد أصبح طبيعيًا لمواجهة السياسات المهددة لمستقبل الصيدليات

ص ص

تستعد كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب لخوض وقفة احتجاجية وطنية كبرى، “قد تتبعها أشكال تصعيدية أخرى”، في ظل ما تعتبره “تجاهلاً متواصلاً” من طرف وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لمطالب الصيادلة.

وتأتي هذه الخطوة التصعيدية، وفق الكونفدرالية، كرد فعل على “غياب الحوار” واستمرار السياسات التي تهدد استقرار الصيدليات والأمن الدوائي الوطني.

وفي السياق قال الكاتب العام لكونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، أمين بوزوبع، إن خيار التصعيد بات أمراً طبيعياً بالنسبة للكونفدرالية، في ظل ما وصفه بـ”التجاهل المستمر” من طرف وزارة الصحة لملف القطاع، رغم التوافق الذي جرى بشأنه مع الوزارة للمرة الثانية قبل سنة.

وأوضح بوزوبع، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” أن الوزير الحالي “يتجاهل أي مقاربة تشاركية، ويعمل على تنزيل مراسيم وزارية تهدد مستقبل الصيدليات دون الأخذ بمقترحات المهنيين”.

وأضاف، أن هذا التجاهل تجلى في “غياب أي دعوة للحوار، رغم الوقفة الحاشدة التي نظمتها الكونفدرالية أمام مقر الوزارة يوم 9 شتنبر الجاري”، معتبراً أن هذا الموقف يثير تساؤلات حول أهداف الوزارة، خاصة في ظل ما يعيشه القطاع الصحي من “فوضى واحتقان اجتماعي” ناجم عن السياسات الحالية.

وكشف المسؤول النقابي عن بعض الاختلالات البنيوية، مشيراً إلى أن “القطاع يضم نحو 14 ألف صيدلية على الصعيد الوطني، لكنه لم يشهد انتخابات الهيئة منذ ثمان سنوات، بتزكية من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية”، مضيفاً أن “الأزمة الاقتصادية تهدد حوالي أربعة آلاف صيدلية بالإفلاس، ما يؤشر على أن الوزارة لا تعتبر هذا القطاع أولوية في الإصلاح”.

وعلى المستوى الخدماتي، أكد بوزوبع أن “انقطاع الأدوية خلال السنوات الأخيرة نتيجة السياسات السابقة في تحديد أثمنة الدواء أصبح يهدد الأمن الدوائي الوطني”.

أما مهنياً، فأوضح أن “العديد من الصيادلة ما زالوا يتابعون أمام المحاكم بموجب قانون يعود إلى سنة 1922، منذ فترة الحماية الفرنسية، وهو ما يجعل الصيادلة يشتغلون في ظروف غير آمنة تهدد حريتهم”.

وشدد المتحدث على أن هذه المعطيات مجتمعة دفعت الكونفدرالية إلى الإعداد لوقفة احتجاجية كبرى، الهدف منها “إيصال صوت الصيدلي ومعاناته، وفتح حوار مسؤول يفضي إلى حلول حقيقية تضمن إصلاح القطاع”.

وفي بلاغ أصدرته نقابات صيادلة المغرب، أكدت من خلاله أنه سيستمر حمل الشارة السوداء، “مع نهج التصعيد كخيار استراتيجي إلى حين استجابة الوزارة الوصية لمطالب الصيادلة العادلة والمشروعة، وعلى رأسها إشراك المهنيين في بلورة القرارات التي تمس حاضر ومستقبل المهنة واستقرار صيدلياتهم”.

وإلى جانب ذلك، دعا البلاغ رئيس الحكومة للتدخل العاجل لإيقاف “سياسة الإقصاء والتجاهل التي تنهجها وزارة الصحة، وذلك من خلال استدراك الوضع وتنزيل كل نقاط الملف المطلبي المتفق حولها مع الوزير السابق خالد آيت الطالب”.

وفي غضون ذلك، أكدت الكونفدرالية، أن “تهميش الصيدلي وتجاهل الإصلاحات المطلوبة للقطاع، لن يزيد إلا من حدة التوتر و كذا إرباك المنظومة الدوائية، التي باتت تعرف اختلالات عميقة في ولوج المواطن للدواء”.

ودعت الهيئة المهنية جميع الصيادلة في مختلف جهات المملكة إلى رصّ الصفوف، توحيد الكلمة، والانخراط القوي في جميع الأشكال النضالية المقبلة، دفاعًا عن كرامة الصيدلي واستقرار المهنة خدمة لصحة المواطنين.

وكانت الكونفدرالية قد نظمت وقفة احتجاجية “حاشدة” يوم 9 شتنبر 2025 أمام مقر وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، إذ أكدت حينها أنها كانت “ناجحة بشكل كبير”.