“تراجع عن مكتسبات ديمقراطية”.. ابن كيران ينتقد تنازل أخنوش عن الإشراف على انتخابات

اعتبر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران، تنازل رئيس الحكومة عزيز أخنوش عن الإشراف السياسي على انتخابات 2026 لفائدة وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، “تنازلاً غير مبرر عن صلاحيات رئاسة الحكومة، وتراجعاً عن مكتسبات ديمقراطية ناضل المغاربة من أجلها”.
وأوضح ابن كيران، في كلمة له خلال الملتقى الوطني 19 لشبيبة العدالة والتنمية مساء السبت 20 شتنبر 2025 بمدينة بوزنيقة، أن رئاسة الحكومة لها معنى عميق، مذكرا أنه عندما كان رئيساً للحكومة، “حاولت وزارة الداخلية أن تأخذ تدبير الانتخابات، فتوجهت إلى الملك وقلت له: من يشرف على الانتخابات، أنا أم وزير الداخلية؟ فأجابني: أنت”.
ويضيف ابن كيران، “عندها عقدت أول اجتماع حول الانتخابات بمقر رئاسة الحكومة، بحضور وزير الداخلية والأحزاب، وبعدها أحلت الملف لوزارة الداخلية، لكنني حافظت على الشكل، لأن الشكل مهم وله قيمة”.
وتابع رئيس الحكومة السابق، أن أخنوش “لم يكن يوما من بين المناضلين الأوائل الذين ضحوا في عهد الحسن الثاني من أجل هذه المكتسبات، بل وُلد وفي فمه ملعقة من ذهب، وساعده إدريس البصري وغيره، لذلك لا يرى مشكلة في أن تمسك الداخلية بزمام الأمور ويتنازل عن صلاحيات رئيس الحكومة”.
وفي موضوع آخر، رد ابن كيران على تصريحات رئيس الحكومة عزيز أخنوش بخصوص ما وصفه الأخير بـ “فرح المتضررين” من زلزال الحوز بجهود إعادة الإعمار، مؤكداً أن “الواقع يكذب هذا الادعاء”.
وقال في هذا الصدد، “انظر إلى صور الناس وحالتهم المزرية، حتى من استفادوا من بناء المنازل غير سعداء، لأن من كان يملك 300 متر من بيت طيني يضم عائلته الكبيرة، أصبح يعيش في منزل ضيق لا يتعدى مائة متر”.
وخاطب المسؤول الحزبي، رئيس الحكومة بالقول “على الأقل كان عليك ألا تتفوه بهذا الكلام وأنت تعلم أن المشكل لم يُحل بعد” مطالبا إياه بزيارة المنطقة كي حال الناس هناك، “كما سترى حالة الاحتقان في أكادير بسبب تردي الخدمات الصحية، وفي مدن أخرى كذلك”.
ومن جانب آخر، عاد ابن كيران ليثير ما وصفه بـ”فضيحة تضارب المصالح” بخصوص صفقة تحلية مياه الدار البيضاء–سطات، مؤكداً أن أخنوش “بصفته رئيساً للحكومة ورئيساً للجنة الاستثمار، لا يحق له أن ينافس على صفقة حكومية فاز بها”.
وطالبه بالمناسبة بإصدار بلاغ رسمي يؤكد من خلاله أنه لن يستفيد من الدعم العمومي بخصوص صفقة محطة تحلية مياه البحر بالدارالبيضاء التي فازت بها شركتان تابعتان لأخنوش رفقة شركة إسبانية.
وقال موضحاً: “قبلنا منك أنك فزت بالصفقة رغم موقعك، لكن كيف سمحت لنفسك أن تطلب دعماً إضافياً من الدولة؟ فزت بالصفقة، وكان عليك أن تكتفي بذلك وتقوم بواجبك، أما أن تطلب دعماً عمومياً فهذا أمر مرفوض”.
وطالب ابن كيران رئيس الحكومة بإصدار بلاغ مكتوب يوضح أن الدعم العمومي الذي سمحت به لجنة الاستثمار لهذه الصفقة قد تم إلغاؤه، مضيفاً:لا”إذا لم تفعل ذلك فلن نصدقك، ولن نصبر عليك، وسنتابع أطوار هذا الملف حتى النهاية”.