كوكوس تنتقد الحكومة بسبب الوضع “المزري” لمستشفى الهاروشي بالدار البيضاء

وجهت القيادية والنائبة البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة، أحد مكونات الأغلبية الحكومية، نجوى كوكوس، انتقادات ضمنية للحكومة بسبب الوضع “المزري” الذي يعيشه قطاع الصحة والحماية الاجتماعية بعدد من مستشفيات المملكة، وذلك عبر توجيهها سؤالين كتابيين إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين تهراوي حول “تردي الخدمات” بمستشفى عبد الرحيم الهاروشي في الدار البيضاء.
وجاء ذلك، في سياق متابعة النائبة لما وصفته بـالوضع الصحي المزري في مستشفى عبد الرحيم الهاروشي بالدار البيضاء، سواء على مستوى قسم النساء والتوليد أو مصلحة الجراحة الباطنية للأطفال، وسط “غياب الحاضنات الاصطناعية” و”نقص حاد في الأطر الطبية المتخصصة”.
ووجهت النائبة البرلمانية ورئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، نجوى كوكوس، سؤالاً كتابياً إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، بتاريخ 15 شتنبر 2025، حول ملابسات وفاة طفلة حديثة الولادة في قسم النساء والتوليد بمستشفى عبد الرحيم الهاروشي بالدار البيضاء، “نتيجة غياب الحاضنات الاصطناعية بالمستشفى”.
وأوضحت كوكوس أن “المستشفى بات مرتبطاً بالإهمال وسوء المعاملة وغياب الأطر الطبية الكافية، بالإضافة إلى افتقاره لأبسط المعدات الاستشفائية”، مشيرة إلى أن هذه المواضيع سبق أن أثارتها في أسئلة كتابية وشفوية سابقة.
وقالت النائبة إن وفاة الطفلة أثارت صدمة كبيرة لدى العائلة، رغم جهودها المستمرة لتوفير حاضنة اصطناعية بمبادراتها الخاصة، وهو ما يطرح تساؤلات حول واقع تدبير المستشفى وقدرته على ضمان الحد الأدنى من الرعاية للأطفال حديثي الولادة.
وطالبت كوكوس الوزير بـفتح تحقيق شفاف في الحادث، مع اتخاذ التدابير العاجلة لتوفير الحاضنات الاصطناعية في قسم النساء والتوليد، تفادياً لتكرار مثل هذه المأساة.
وفي موضوع آخر، وجهت المسؤولة البرلمانية ذاتها، سؤالاً كتابياً آخر إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، محمد أمين التهراوي، حول تفاقم وضعية نفس المستشفى، خاصة في ما يتعلق بالوضع المزري الذي تعرفه مصلحة الجراحة الباطنية للأطفال والخدمات الاستشفائية المقدمة فيها.
وأوضحت كوكوس “أن جزءاً من الطاقم الطبي دق ناقوس الخطر بسبب الفوضى وتردي الأداء داخل المصلحة”، مشيرة إلى أن ضعف عدد الأطباء المتخصصين في جراحة الأطفال يشكل أحد أبرز الأسباب.
وبينت أن الفترة ما بين 2020 و2025 شهدت الإعلان عن 36 منصباً في مباراة الإقامة لتخصص جراحة الأطفال، إلا أن المستشفى لم يحتفظ إلا بستة أطباء مقيمين، “فيما غادر البقية بسبب غياب بيئة عمل مناسبة، مضيفة أن الأطباء الجدد يفضلون العمل في مستشفيات أخرى”.
وأشارت النائبة إلى أن عدد الأطباء المقيمين في الحراسة لا يتجاوز طبيباً واحداً، وهو ما يجعل مهمة تدبير احتياجات المصلحة صعبة للغاية، لا سيما مع ارتفاع ساكنة جهة الدار البيضاء-سطات إلى أكثر من 7 ملايين نسمة، من بينهم مليونا طفل دون سن 15 سنة.
وطالبت كوكوس الوزير بإيفاد لجنة تفتيش عاجلة للوقوف على وضعية مصلحة طب الأطفال بالمستشفى، واتخاذ التدابير اللازمة لضمان تقديم خدمات صحية آمنة وفعّالة وحماية صحة الأطفال.
ويعيش قطاع الصحة بالمغرب على صفيح من ساخن، حيث شهدت مدينة أكادير، يوم الأحد 14 شتنبر 2025، غليانًا شعبيًا إثر احتشاد مئات المواطنين أمام المستشفى الجهوي الحسن الثاني، الذي صار يُوصف بـ”مستشفى الموت”، تنديدًا بتزايد حالات “الوفيات الغامضة” داخله، وتدهور الخدمات الصحية، وغياب التجهيزات الأساسية.