story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

رغم الاستهداف الإسرائيلي.. مغاربة يستعدون للإبحار نحو غزة بمعنويات مرتفعة

ص ص

لم يكفِ استهداف السفينة الرئيسية “فاميلي” في أسطول الصمود، حتى يتواصل تعرض هذا الأخير لهجوم جديد قبالة السواحل التونسية، باستهداف أكبر سفنه هذه المرة، والتي تحمل اسم “ألما”، وذلك عشية انطلاق الأسطول من ميناء سيدي بوسعيد.

وقد وقع الهجوم الأخير قبل أقل من 18 ساعة من الموعد المحدد لانطلاق أسطول الصمود في مهمته الإنسانية الرامية إلى كسر الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 17 عاماً، وهو ما عده النشطاء الذين من بينهم متطوعون مغاربة، محاولة لمنعهم من الإبحار وضرب معنوياتهم.

“محاولة فاشلة لتخويفنا”

في هذا الصدد، تؤكد الناشطة الحقوقية خديجة الرياضي، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، أن الهجوم يندرج ضمن مساعٍ لـ “ثني النشطاء عن المشاركة، بهدف إضعاف الأسطول وتقليص حجمه وربما منعه من الإبحار كلياً”. وقالت إن الهدف الأساسي هو “التخويف والترهيب والتشكيك في القدرة على الأداء والإنجاز”.

وأوضحت الرياضي أن مبادرات كسر الحصار السابقة تعرضت لمحاولات مشابهة، “وإن لم تكن بهذا الحجم أو بهذا الشكل الذي يصل إلى تعطيل سفينة أو سفينتين لعرقلة خروجها”، مؤكدة أن ذلك يدخل في إطار محاولات الإضعاف وتقليل أثر المبادرة.

أما بخصوص المعنويات في صفوف المشاركين المغاربة، فذكرت الرياضي أنها “مرتفعة ولم تتأثر بما حصل”، مشيرة إلى أن الهجوم على سفن الأسطول قبل انطلاقه “مجرد ضربة بسيطة”، خصوصاً أن أصحاب السفينة الرئيسية أوضحوا أنه سيتم إصلاحها بسرعة من أجل الإبحار في الموعد المحدد غداً.

وأضافت الرياضي، وهي منسقة مجموعة “مغربيات ضد التطبيع” التابعة للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، أن الجميع مستعد لمواصلة المشاركة وإنجاح هذه المبادرة التضامنية والسلمية.

“بدأنا تحقيق أهدافنا”

من جهته، يرى المحامي عبد الحق بنقادى، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب” أن هذا الاستهداف عزز لدى عموم المشاركين والمتضامنين قناعات؛ أولها أن “المحاولات الصهيونية المباشرة وغير المباشرة، الخفية والعلنية، المتوقعة وغير المتوقعة، بهدف تعطيل أي مبادرة إنسانية موجهة إلى غزة، لن تتوقف سواء قبل الانطلاق أو خلاله أو بعده”.

أما القناعة الثانية، فتتجلى، بحسب بنقادى، القيادي في جماعة العدل والإحسان، في أن “كل هذه المحاولات لن تثنينا عن هدفنا ولن تحرف بوصلتنا”، مشيراً إلى أن التركيز منصبّ على ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة من تقتيل وإبادة ممنهجة وتجويع وتهجير قسري.

وأكد ممثل المحامين العرب في الأسطول أن هذا الاستهداف، وعلى عكس ما خطط له، “أحدث حالة من العزم والجلد والتصميم لدى عموم المشاركين والمشاركات على التأهب لاقتحام كل الصعاب ورفع الأشرعة بإرادة قوية أكبر من كل التحديات”، معتبراً أن أسطول الصمود العالمي “بدأ في تحقيق أهدافه قبل أن ينطلق”، مشيراً إلى أن “الاعتداءات المتكررة على السفن خير دليل على ذلك”.

“لن يثنوا عزائمنا”

وفي السياق ذاته، نظم الوفد المشارك عن مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين في أسطول الصمود ندوة صحافية، على خلفية استهداف سفن الأسطول. واعتبر عبد الرحيم الشيخي أن “ما يحدث في فلسطين أكبر بكثير مما يعترض الأسطول من تحديات، سواء قبل الانطلاق أو أثناء الإبحار”.

وأشار الشيخي إلى أن المتطوعين مستعدون نفسياً لمواجهة هذه الحوادث، مضيفاً: “هم اليوم أكثر إصراراً وعزماً من أي وقت مضى، لأنهم يشعرون بأن مبادرتهم تزعج الاحتلال”، مؤكداً أن محاولاته لعرقلة المهمة “لن تثني عزائمنا”.

أما بخصوص السيناريوهات التي قد تعترض السفن، فقد استعرض يونس بطاحي، عضو سكرتارية مجموعة العمل الوطنية، جملة من الاحتمالات، من بينها اعتراض السفن في المياه الدولية، أو وصول بعض السفن دون غيرها إلى غزة، إضافة إلى ما سماه “سيناريو الهزيمة البيروقراطية”، أي عدم الانطلاق نهائياً. وأشار إلى أنه تم تفادي هذا السيناريو منذ مغادرة ميناء برشلونة، عبر الالتزام بالموعد المحدد.

وأوضح البطاحي أن الوفد المغربي جاهز للانطلاق، وأن المشاركين القادمين من مختلف القارات جرى توزيعهم على السفن بشكل يضمن تفادي أي “عرقلة بيروقراطية”.

الانطلاق في موعده

وعن استعداد لجنة تسيير أسطول الصمود، تحدث أيوب الحبراوي، ممثل المغرب داخل اللجنة، مؤكداً أن الانطلاق لا يزال مقرراً في الموعد نفسه، وأنه “لم يتم تسجيل أي تأجيل إلى حدود الساعة، ولا حتى النقاش بهذا الخصوص”.

وقال الحبراوي، في حديث مع “صوت المغرب”، إن الجميع متحمس للانطلاق الأربعاء، بمن فيهم الوفد المغربي، الذي يشارك بقوة في هذه الرحلة التضامنية نحو غزة.

وأوضح أن توزيع المتطوعين على السفن تم وفق مجموعات مختلطة تضم جنسيات متعددة، لا حسب تقسيم وطني، “وذلك بهدف ضمان حماية كافة الوفود المشاركة وحماية جميع المشاركين والمشاركات”.