هيومن رايتس ووتش: إسرائيل قصفت أزيد من 500 مدرسة

أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن القوات الإسرائيلية شنت هجمات قاتلة على أزيد من 500 مدرسة تؤوي نازحين فلسطينيين في قطاع غزة، أدت إلى استشهاد مئات المدنيين، معتبرة أن تلك الغارات تمثل “عيّنة من سفك الدماء” و”قد ترقى إلى جرائم حرب أو إبادة جماعية”، خاصة مع استخدام ذخائر أميركية الصنع في بعض الهجمات.
وذكرت المنظمة في بيان صدر الخميس 07 غشت 2025، أن الجيش الإسرائيلي استهدف مدارس لا تضم أي أهداف عسكرية، مستشهدة بهجومين على مدرسة خديجة للبنات في دير البلح بتاريخ 27 يوليوز 2024، أسفر عن استشهاد 15 شخصا على الأقل، ومدرسة الزيتون “ج” بمدينة غزة في 21 شتنبر، التي راح ضحيتها 34 شخصا.
ووفق التحقيق، لم تجد المنظمة “أي دليل على وجود هدف عسكري” داخل المدرستين. كما لم تقدم السلطات الإسرائيلية أي تبرير علني للهجمات، ولم ترد على مراسلات المنظمة بهذا الخصوص.
ووصفت المنظمة الضربات بأنها عشوائية وغير قانونية وفق القانون الإنساني الدولي، مشددة على أن استخدام المدارس كملاجئ لا يسقط عنها الحماية القانونية، ما لم تستخدم لأغراض عسكرية مثبتة.
وأفاد مكتب “الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية” (أوتشا) بأن ما لا يقل عن 10 مدارس تعرضت للقصف بين 1 و10 يوليوز 2025، مما أدى إلى مقتل 59 شخصا وتهجير عشرات الأسر مجددا، في وقت لجأ فيه قرابة مليون نازح إلى المدارس.
ومن جهتها، أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “الأونروا” أن 836 نازحا على الأقل استشهدوا داخل المدارس منذ بداية الحرب، وأصيب 2,527 آخرون، فيما أشار تقرير حديث إلى أن97 % من مدارس غزة تعرضت لأضرار، منها 76% تضررت بشكل مباشر وتحتاج إلى إعادة بناء شاملة.
وفي هذا الإطار، دعت هيومن رايتس ووتش الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة، إلى تعليق توريد الأسلحة لإسرائيل، معتبرة أن تزويدها بذخائر استخدمت في ضربات قاتلة ضد المدنيين “يجعلها متواطئة”.
كما أشار البيان إلى تقارير إسرائيلية كشفت عن إنشاء “خلية قصف خاصة” لتحديد المدارس تحت مسمى “مراكز الثقل”، واستعمال “الضربات المزدوجة” التي تستهدف الناجين من القصف الأول.
واختتمت المنظمة بالتحذير من أن مواصلة تجاهل المجتمع الدولي لهذه الهجمات قد يعني مزيدا من الفظائع بحق المدنيين ، داعية إلى تحرك فوري لوقف هذه الانتهاكات والتحقيق فيها.
أكرم القصطلني.. صحافي متدرب