الصمدي: إعفاء رئيس جامعة ابن طفيل رسالة حازمة بأن الجامعة ليست مجالًا للعبث

اعتبر خالد الصمدي، كاتب الدولة السابق المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، أن قرار إعفاء رئيس جامعة ابن طفيل، محمد العربي كركب، يحمل دلالات قوية تتجاوز مجرد إجراء إداري، مؤكدًا أنه “تحوّل مؤسسي” يجسد مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، “ويؤكد أن الجامعة ليست ساحة مفتوحة للعبث أو لتجاوز القيم المؤطرة للحياة الجامعية”.

ورأى الصمدي، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، أن هذا القرار يحمل في طيّاته رسالة قوية، “مفادها أن الجامعة ليست مجالًا للعبث أو لتجاوز القيم والأعراف المؤطرة للحياة الجامعية”، بل فضاء يجب أن يُصان ويُدار بما يليق بمكانته الرمزية والأكاديمية.

وقال إن “إعفاء رئيس جامعة ابن طفيل يجب أن يُقرأ في سياقه كتحوّل مؤسسي يعكس بوضوح مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة”، مشددًا على أن هذا الربط لا يمكن أن يبقى شعارًا نظريًا، بل ينبغي تفعيله بعد تقييمات دقيقة وتحقيقات شفافة تضمن احترام ضوابط الحكامة والمهنية داخل الجامعة.

وحول عدد من الممارسات المثيرة للجدل، التي ظهرت في سياق تنظيم حفلات التخرج ببعض الجامعات، دعا الصمدي إلى محاسبة كل من سوّلت له نفسه المسّ بحرمة الجامعة وقيمها وأعرافها، سواء من داخل المؤسسة أو من موقع المسؤولية الإدارية، مشددا على ضرورة القطع مع كافة المظاهر التي تسيء لصورة الجامعة المغربية.

كما أكّد المتحدث ذاته ضرورة وضع ضوابط إدارية وأخلاقية وفنية واضحة لتنظيم احتفالات التخرج، بما يضمن احترام الرمز الثقافي والعلمي للمؤسسات الجامعية، ويعكس في الوقت ذاته الصورة اللائقة للطلبة والمؤطرين على حد سواء.

وفي السياق ذاته، شدّد خالد الصمدي على الحاجة الملحة إلى اعتماد “ميثاق للقيم الجامعية”، يوازي ما هو معمول به في عدد من الدول المتقدمة، يكون بمثابة مرجعية أخلاقية ومهنية لجميع مكونات الجامعة، موضحا أن هذا الميثاق يجب أن يُصادق عليه رسميًا، ويتم الالتزام به داخل مختلف مؤسسات التعليم العالي.

وفي هذا السياق، أكدت مصادر لصحيفة “صوت المغرب” أنه تم إعفاء رئيس جامعة ابن طفيل الأستاذ محمد العربي كركب الذي تم تعيينه رئيسًا على هذه الجامعة في عهد الوزير السابق عبد اللطيف ميراوي.

وحسب ذات المصادر، فقد وافق رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الثلاثاء 29 يوليوز 2025 على طلب تقدم به وزير التعليم العالي، عز الدين الميداوي، بإعفاء رئيس جامعة ابن طفيل بالقنيطرة.

ويأتي هذا القرار على بعد أسبوعين من الجدل الذي رافق حفل تخرج طلبة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بجامعة ابن طفيل بمدينة القنيطرة، بعدما تخللته فقرات فنية أداها الفنان الشعبي عبد الله الداودي بمشاركة “الشيخات”.

وقد خلق الحفل جدلًا واسعًا في الوسط الجامعي وعلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتُبر تجاوزًا للضوابط الأكاديمية وأخلاقيات الفضاء الجامعي.