story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

“وضع غير مسبوق”.. صحافيو الأنباء الفرنسية يدقون ناقوس الخطر بشأن طاقمهم بغزة

ص ص

اعتبرت نقابة صحافيي وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) أن الوضع الإنساني الذي يعيشه طاقمها العامل في قطاع غزة بلغ مرحلة غير مسبوقة من الخطر، مشددة على أن الصحافيين الميدانيين هناك “يقتربون من الموت جوعاً وألماً وبلا دواء”، في ظل الحصار الخانق وانعدام مقومات الحياة الأساسية.

وأشارت نقابة صحافيي الوكالة، في بلاغ لها، الإثنين 21 يوليوز 2025، إلى أنها منذ تأسيس وكالة الصحافة الفرنسية في غشت 1944، فقدت صحافيين في ساحات النزاع، وأُصيب آخرون أو اعتُقلوا، مستدركة بالقول “لكننا لم نعرف من قبل حالة نرى فيها زملاءنا يقتربون من الموت جوعاً وألماً وبلا دواء كما في غزة”.

وأوضحت أن طاقمها الميداني المكوَّن من مراسلة متعاقدة وثلاثة مصوّرين فوتوغرافيين وستة مراسلين بالفيديو، يعمل منذ مغادرة الصحافيين الدائمين للقطاع سنة 2024، ويُعدّ من بين آخر من ينقلون حقيقة ما يجري من قلب غزة إلى العالم، في ظل المنع التام للصحافة الدولية من دخول القطاع منذ عامين.

وقالت الوكالة إن هؤلاء الصحافيين يعملون وسط ظروف إنسانية كارثية، ويُواجهون يومياً مخاطر القصف والجوع وانعدام الدواء، دون أي دعم ميداني حقيقي.

وضربت مثالا بالمصور الصحفي بشار، البالغ من العمر 30 سنة، والذي يعمل مع الوكالة منذ 2010، ويعيش حالياً وسط أنقاض منزله المدمر برفقة والدته وأفراد أسرته، في فقر مدقع وانعدام شبه تام للغذاء والرعاية الصحية.

وأضافت النقابة أن بشار نشر على فيسبوك، يوم 19 يوليوز 2025، رسالة مؤلمة جاء فيها: “لم أعد أملك القوة للعمل مع وسائل الإعلام، جسدي هزيل ولم أعد قادراً على العمل”.

كما أكد في تواصل لاحق مع زملائه: “أشكركم لأنكم تشرحون للعالم ما نعيشه بين الموت والجوع. أتمنى أن يساعدني الرئيس ماكرون للخروج من هذا الجحيم”.

ولم يكن بشار وحده من يبعث بهذه النداءات، فأحلام، وهي مراسلة أخرى للوكالة جنوب القطاع، لا تزال تحاول الصمود ونقل الشهادات رغم المخاطر اليومية، وقالت أحلام في شهادتها: “في كل مرة أخرج من خيمتي لأغطي حدثاً أو أجري مقابلة أو أوثق حقيقة، لا أعلم إن كنت سأعود حيّة”.

وأضافت: “أحاول أن أواصل مهنتي، أن أكون صوت الناس، أن أوثق الحقيقة في وجه كل المحاولات لإسكاتها. هنا، المقاومة ليست خياراً: إنها ضرورة.”

وأكد بلاغ الصحافين أن التدهور المتسارع في صحة الطاقم وظروفهم المعيشية أصبح خطراً وشيكاً، وأن مجرد بقاءهم على قيد الحياة بات رهيناً بتدخل عاجل، سواء لتوفير الغذاء والدواء أو لتأمين ممرات آمنة.

وشدد على أن استمرار هذا الوضع “لا يمكن القبول به”، محذّرة من أن أي تأخر إضافي في التدخل “قد يحوّل الصحافيين الناجين من الحرب إلى ضحايا للجوع والمرض والإهمال”.