انتقادات برلمانية لأرقام البواري حول دعم الفلاحة العائلية والصغيرة

اتهمت البرلمانية عن المجموعة النيابية العدالة والتنمية هند بناني الرطل وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أحمد البواري بـ”تغطية الشمس بالغربال”، من خلال “الأرقام البراقة” التي يعلن عنها أمام مجلس النواب بشأن دعم الفلاحة العائلية المتوسطة والصغيرة.
وقالت بناني، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، يوم الإثنين 14 يوليوز 2025، إن الاستثمارات العمومية “جلها موجه للفلاحة الكبرى بما قدره 99 مليار درهم مقابل 14 مليار درهم للفلاحة العائلية”.
وأضافت: “لا تحاولوا تغطية الشمس بالغربال، والحقائق بأرقامكم البراقة التي تضللون بها المواطنين، بينما تهمشون الفلاح الصغير وتتركونه مسحوقاً تحت وطأة الفقر، والضعف والمضاربات”.
وأشارت إلى أن الاستثمارات تذهب “لصالح اللوبيات والفراقشية وكبار المستثمرين في البلاد”، منبهة إلى أن نتيجة ذلك تتمثل في “الاستنزاف المالي والمائي، وتهميش مليوني فلاح نشيط لا يستفيدون حتى من التغطية الصحية”.
ومن أبرز نتائجه أيضاً، فضلاً عن الاحتقان الذي تعرفه المناطق القروية، وفقاً للنائبة البرلمانية “انخفاض ساكنة البوادي إلى 37 في المائة فقط بعد هجرة الباقي إلى المدن، وانهيار القطاع الوطني”، مشيرة إلى أن 350 ألف أسرة تعمل على تربية المواشي، “ويجب دعمها للحفاظ على السلالات الوطنية”.
وتساءلت بناني: “أين نحن من تنزيل مضامين خطاب الملك حول خلق الطبقة المتوسطة في العالم القروي؟ أين تنفيذ التزاماتكم في البرنامج الحكومي؟ أين نحن من تشغيل 500 ألف شخص؟”، لافتة إلى أن نسبة الفقر بلغت 72 في المائة وسط العالم القروي.
وذكّرت، في هذا الصدد، بتقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي الذي أدان بالأرقام التدبير الحكومي لبرنامج المغرب الأخضر، وكذلك بالنسبة إلى برنامج الجيل الأخضر، “وخصوصاً ما يتعلق بالفلاح الصغير الذي يشتغل في إطار الفلاحة التضامنية، التي تمثل 70 في المائة من الاستغلاليات و30 في المائة من القيمة المضافة”.
وجاء تعقيب البرلمانية عن المجموعة النيابية رداً على مداخلة وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، خلال جوابه على سؤال النواب البرلمانيين في إطار وحدة الموضوع، بشأن دعم الفلاحة التضامنية المتوسطة والصغرى.
وقال البواري إن الفلاحة العائلية والصغيرة استفادت، خلال تنزيل مخطط المغرب الأخضر “من عدة برامج يناهز تمويلها 52 مليار درهم، أي ما يعادل 55 في المائة من إجمالي المجهود المالي العمومي للمخطط في العديد من المجالات”، من أهمها “الري وتهيئة المجال الفلاحي والفلاحة التضامنية وتحفيزات صندوق التنمية الفلاحية وحماية القطيع”.
وأضاف البواري أن وزارته وضعت الفلاحة العائلية والصغيرة “في صلب اهتماماتها عبر عدة برامج، أهمها برامج الفلاحة الهيدروفلاحية عبر الاستفادة من نسب دعم خاصة للتجهيز بالري بالتنقيط في إطار المشاريع الفردية والجماعية”، مشيراُ إلى أن ما بين 85 و90 في المائة منها كلهم فلاحين صغار، فضلاً عن تأهيل حوالي 107 آلاف هكتار من أصل 200 ألف هكتار مبرمجة إلى حدود سنة 2030، أي أكثر من 50 في المائة، وفق برنامج إعادة تأهيل مناطق الري الصغير والمتوسط.
أما بخصوص صندوق التنمية الفلاحية، فذكر الوزير أن الاستغلاليات الصغرى (أقل من 10 هكتارات) “تستفيد من 70 في المائة من مجموع التحفيزات، إلى جانب صرف تحفيزات لفائدة الشباب وأفراد الجماعات السلالية المالكة للأراضي الجماعية”.
كما “تم تخصيص 14 مليار درهم كاستثمار عمومي، بالنسبة للفلاحة التضامنية التي تمثل محوراً أساسياً من استراتيجية الجيل الأخضر”، خلال فترة 2020/2030، إضافة إلى “رصد ما مجموعه 4.8 مليارات درهم منذ انطلاق استراتيجية الجيل الأخضر، منها 1.7 مليار في 2025″، يقول وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري.