story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
أمن وعدالة |

طلب توصيل على “إن درايف” يتحول من خلاف بسيط إلى عنف دموي

ص ص

شهد محيط المركز التجاري “ميغا مول” بالعاصمة الرباط، يوم الأحد 29 يونيو 2025، حادثًا مثيرًا للجدل بعدما تحولت محاولة طلب وسيلة نقل عبر تطبيق “inDrive” إلى مشادات كلامية وجسدية بين طالبة جامعية وسائق السيارة، ما أسفر عن إصابتها بجروح بليغة.

وأفادت مصادر مطلعة أن الطالبة، التي تتابع دراستها بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، كانت برفقة إحدى صديقاتها عندما وقع الحادث، حيث نشب خلاف حاد بينها وبين السائق، تطور إلى اعتداء جسدي ولفظي، وفق ما صرحت به الضحية.

وعلى إثر هذه الواقعة، باشرت الشرطة القضائية التابعة لدائرة أكدال تحقيقًا رسميًا، بعد توصلها بشكاية تقدمت بها الطالبة المتضررة. وتضمنت الشكاية اتهامًا مباشرًا لسائق سيارة الأجرة الذي يشتغل عبر تطبيق النقل الذكي، بالاعتداء عليها أمام شهود عيان في المكان.

وبحسب المعطيات التي حصلت عليها “صوت المغرب”، فقد تم وضع السائق رهن الاعتقال الاحتياطي، حيث يُتابع بتهم تتعلق بـ الضرب والجرح في حق امرأة بسبب جنسها، والعنف الجسدي والنفسي واللفظي، والتهديد، ونقل الركاب بدون رخصة، في انتظار استكمال التحقيق وعرضه على النيابة العامة.

أما السيدة التي كانت برفقته أثناء الواقعة، فقد تم تقديمها في حالة سراح، وتُتابع بتهم تتعلق بـ الضرب والجرح، والمشاركة في الاعتداء، والسبّ غير العلني، كما وُجّهت للطالبة المشتكية وصديقتها (الثالثة والرابعة في الملف) تهم تتعلق بـ الضرب والجرح، والسبّ غير العلني، على خلفية التشابك الذي وقع أثناء الحادثة.

وحسب رواية الطالبة، فقد كانت عائدة إلى منزلها رفقة صديقتها، حين طلبتا سيارة عبر التطبيق، إلا أنهما تفاجأتا بسيارة لا تتطابق مع تلك المسجلة على التطبيق، سواء من حيث اللون أو رقم الترقيم، وكان السائق مرفوقًا بامرأة أخرى.

وفي السياق أكدت الطالبة، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أنها كانت بصدد العودة إلى منزلها من أمام المركز التجاري “ميغا مول” بالرباط، عندما طلبت توصيلة عبر التطبيق، مضيفة: “بمجرد ما وصل السائق، نزل من السيارة وسألني إن كنتُ أنا سلمى. أجبته بالنفي، لأن شكله كان مريبًا وشعرت بخوف حقيقي، كنت برفقة زميلتي، فابتعدنا قليلاً وبدأتُ أتصل بصديقتي فقط لأبدو منشغلة، حتى لا يقترب منا، كما وضعت هاتفي على الوضع الصامت كي لا يسمع رنينه إن حاول الاتصال.”

وأوضحت في تصريح لصحفية “صوت المغرب” أنها فكرت في إلغاء الطلب، لكنها ترددت، لأن التطبيق يُظهر موقع المستخدم بدقة، وقالت: “خفت أنه إذا رأى أنني ألغيت الطلب يتصرف بعنف، فقررت فقط الابتعاد عنه وانتظار أن ينصرف من تلقاء نفسه”.

وأشارت إلى أن السائق لم يغادر، بل ظل متوقفًا بسيارته أمام المدخل الرئيسي لـ”ميغا مول”، بينما كانت هي وصديقتها تقفان على الرصيف المقابل، مضيفة “في النهاية ألغيت الطلب، وحينها نزل من السيارة، واقترب مني، وأمسك هاتفي بالقوة ليتأكد إن كنت أنا من ألغت الرحلة، وبعدما تحقق من ذلك بدأ يصرخ ويشتم بكلمات نابية أمام المارة.”

وأردفت: “حاولت أن أشرح له أنني خفت فقط، لأنه جاء بسيارة مختلفة عن تلك المسجلة بالتطبيق، وكان برفقة امرأة، وهذا أمر لم يخبرني به مسبقًا، وهو ما زاد شكوكي ورفضي للصعود معه.”

لكن، حسب تعبيرها، رد فعله كان عنيفًا بشكل غير متوقع، حيث بدأ يضرب سيارته بيده، ويوجه أوامر للمرأة التي كانت برفقته، صارخًا يأمرها بالنزول من السيارة والاعتداء على الفتاتين.

وأكدت الطالبة أنها شعرت بخوف شديد وتراجعت للوراء، خاصة بعد أن تطور الوضع إلى صراخ من طرف السائق والسيدة التي كانت معه أيضًا، قائلة “اقتربت من السيدة وقلت لها بهدوء: أنتِ امرأة وستفهمينني، أنا فقط خفت لأنه لم يخبرني بوجود شخص آخر، ولا أستطيع أن أخاطر. أرجوكِ، تحدثي معه.”

وأضافت أن السائق، ما إن رآها تتحدث إلى المرأة، حتى تلفّظ بعبارات صادمة تحمل تهديدًا مباشرًا، حيث قال لها إن لديه رقمها وعنوان مسكنها متوعدا إياها بـ”رد الدين”.

وأوضحت أنها، في تلك اللحظة، ركضت مع صديقتها عائدة نحو بوابة المول، وفي الطريق، التقطت صورة للوحة ترقيم السيارة، لكن السائق لاحظ ذلك ولحق بها، حيث باغتها بضربة في بطنها أمام أعين الناس.

وأضافت أن السائق أخرج هاتفه المحمول وبدأ يصوّر الواقعة وهو يصرخ: “شوفو يا عباد الله، جيت عندهم ب inDrive وهما كيسبوني”، مضيفة أنه استند لاحقًا إلى هذه المقاطع في محضر الشرطة للدفاع عن نفسه.

وأكدت الطالبة أنها بدورها وثّقت الاعتداء بالتصوير للدفاع عن نفسها، وقالت في أحد المقاطع وهي تواجهه: ضربتني، لماذا لا أسبك”، متسائلة: “كيف لفتاة عمرها 19 سنة أن تواجه رجلاً في الثامنة والعشرين من عمره؟”

وأوضحت أن صديقتها حاولت الدفاع عنها لفظيًا، لكن السيدة التي كانت برفقة السائق تدخلت بعنف هي الأخرى، حيث وجّهت ضربة إلى صديقتها، ما اضطر هذه الأخيرة إلى دفعها للدفاع عن نفسها.

وأضافت: “حاولتُ التدخل لفضّ النزاع، لكن السيدة كانت ثقيلة وتبدو في الثلاثينات من عمرها، قامت بدفعي بقوة لتفسح المجال للسائق كي يهاجم صديقتي، حاولت أن أوقفها لكنها رفعتني بالقوة، ولم أتمكن من مقاومتها رغم محاولتي المتكررة”.

وتابعت الطالبة شهادتها، قائلة: “ركضتُ لأُبعد صديقتي عنه، لكنه رآني وانهال عليّ بالضربات، تلقّيت أربع لكمات على الأقل، واحدة في عيني، والثانية على عنقي، والثالثة على كتفي، وكل ذلك أمام أعين الناس، قرب ممر المشاة المؤدي إلى مرآب ميغا مول.”

وأكدت أن السائق لم يتوقف إلا بعد أن بدأ الدم يسيل منها، وقالت: “كنت أصرخ بأقصى صوتي، أحسست أنه قد يقتلني، وعندما تمكنت من الابتعاد قليلًا، بدأت أصرخ “كسر أسناني” فقط لأجذب انتباه الناس ولتتمكن صديقتي من الهرب.”

وواصلت الطالبة سرد ما حدث بعد لحظة الصراخ، وقالت: “ما إن سمعني أصرخ بهذا الشكل، حتى أصابه الذعر، وركض باتجاه السيارة، وصرخ في المرأة التي كانت معه: اهربي، اهربي بكل ما فيكي من قوة،، فركضت خلفه وتركت حذاءها وسط الشارع”.

وأضافت أنها فقدت وعيها لاحقًا، وتم نقلها على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات، ثم إلى منزلها على كرسي متحرك، فقط لتتمكن من التوجه إلى مركز الشرطة والإدلاء بأقوالها.

وأشارت الطالبة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها لموقف مماثل، مؤكدة “لم يسبق لي أن واجهت أي مشكلة مع تطبيق “إن درايف” طيلة حياتي، استخدمته لأكثر من 134 مرة، وتقييمي من طرف السائقين هو 4.64 من 5، ما يدلّ على أنني محترِمة وأتعامل بجدية”.