ابن كيران: أنا ممنوع من الإذاعة والتلفزيون وهناك تماسيح وعفاريت تتحكم فيهما

قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران، إنه “ممنوع من الظهور في وسائل الإعلام العمومية”، مشيراً إلى أن هناك “تماسيح وعفاريت يتحكمون في الإذاعة والتلفزيون ويعملون على إسكات الجميع”.
وأكد ابن كيران خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الجهوي السابع لحزب “المصباح” بجهة سوس ماسة، يوم السبت 5 يوليوز 2025، أنه “ممنوع من الإذاعة والتلفزيون، وأقول لهم لا غرض لي بكم، وإذا قلت شيئاً معقولاً فهو يصل للناس”.
وتابع الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن من يريد مواجهته عليه أن يقوم بذلك عن طريق السياسيين، لا عبر التحكم في وسائل الإعلام، مشدداً على أنه “لم يسبق للإذاعة والتلفزيون أن استضافته”، في السنوات الأخيرة.
وأشار المسؤول الحزبي إلى أن جهات وصفها بـ”التماسيح والعفاريت” تتحكم في الإعلام العمومي وتؤثر على عدد من وسائل الإعلام والمواقع الاجتماعية، معتبراً أن “هذه الجهات تسعى إلى إسكات الأصوات الحرة، أمثال الصحافي حميد المهداوي الذي حكموا عليه بأحكام قاسية، لأنهم يريدون أن يسكتوا الجميع”.
ولفت المتحدث ذاته، إلى أن بعض الأشخاص “التافهين” يحاولون إلصاق تهم بحزبه، مضيفًا: “مرة يقولون إننا منتمون للإخوان المسلمين، ومرة مع إيران، ونحن حزب سياسي كباقي الأحزاب، كما كان يقول لي جلالة الملك”.
وفي موضوغ آخر، أكد ابن كيران، أن ما يروج عن دعم الحزب لجبهة “البوليساريو” الانفصالية، “لا أساس له من الصحة”، مردفا بالقول: “يقولون عنا أننا نناصر البوليساريو، لكن نحن لدينا تصور واضح في قضية الصحراء”.
وأوضح أن قادة الجبهة الانفصالية كانوا في الأصل مغاربة، ودرسوا في الرباط، وذهبوا إلى بعض المسؤولين السياسيين في العاصمة طلباً للمساعدة في تحرير الصحراء، لكن المسؤولين أخبروهم أن هذا “عمل الدولة”، ما دفعهم إلى التوجه إلى ليبيا، حيث وجّههم معمر القدافي نحو الجزائر.
وأضاف ابن كيران، في هذا الصدد، “نحن لا نعتبرهم مرتزقة في الأصل، أنتم كنتم مغاربة ضد النظام المغربي، وأنتم لستم الوحيدين، وقمتم بمحاولات ومشاكل بحق الوطن وشعبكم، لكن الملك الحسن الثاني قال لكم: الوطن غفور رحيم، ومرت خمسون سنة، وأطروحتكم لم توصلكم لأي مكان، ولن توصلكم إلى شيء، لأنه لا حق لكم، والنظام في الجزائر يستغلكم لمصلحته الخاصة.”
وفي هذا الباب طالب رئيس الحكومة السابق، عناصر البوليساريو بالعودة إلى الوطن قبل فوات الأوان، “فما زال الوطن غفورًا رحيمًا، الملك محمد السادس مهد لكم الحكم الذاتي، فلا تحلموا بأكثر من ذلك، بلادكم موجودة، وكريمة، ورحبة، ومرحبا بكم،ولكن إذا واصلتم في هذا الطريق، ستتلاشون، وستنتهون، ولن يكون لكم ذكر بعد ذلك.”
وفي ما يخص العلاقة مع إيران، أوضح ابن كيران أن الحزب لم يدعم يومًا أي جهة ضد المغرب، قائلاً: “سواء ساعدت إيران أو حزب الله البوليساريو، فنحن دائمًا كنا ضد ذلك، ولن نذهب لنساند أحداً ضد بلادنا”، مشيرا إلى أن من أخطاء إيران أنها أرادت الهيمنة على العالم الإسلامي، وهو أمر غير ممكن بتلك الطريقة، حسب تعبيره.
واستدرك “لكن عندما وقفت إيران في وجه إسرائيل، ساندناها، لأن هذه عقيدتنا، ولا يمكن تغييرها، فنحن مع بلدنا إذا وقفت إيران ضده، ومع إيران إذا وقفت ضد إسرائيل”.
وفي سياق متصل، وجّه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران، انتقادات شديدة اللهجة لما وصفه بنهج بعض الفاعلين السياسيين، معتبراً أن سياستهم تقوم على “الغرائب والمكر والخداع”، لا على برامج حقيقية تخدم الوطن والمواطن.
وقال ابن كيران “لا سياسة لديهم يمكن أن يواجهوا بها الناس الشرفاء، أو تجعل البلاد في أحسن المراتب، ويصبح المواطن أحسن حالاً، وتنهض الأمة، ويحيى الدين والأخلاق والقيم، وذلك ما نريده. وإذا تحقق، سنكون في يوم سعيد، ونفتح لهم المجال، بل ونحل هذا الحزب ونساعدهم”.
وأضاف: “لكن الواقع أن سياستهم قائمة على الغرائب والعجائب، السياسة بالنسبة لهم هي التحكم في الدولة، واستغلال السلطة من أجل مراكمة الثروة والاستفادة بطرق غير مشروعة، وهذا مرض منتشر في العالم العربي والإسلامي”.
وفي سياق حديثه عن الوضع الراهن، قال ابن كيران إن الأمور ازدادت سوءاً منذ ترؤس عزيز أخنوش للحكومة الحالية قبل أربع سنوات، مشيراً إلى أن “المغاربة غير مرتاحين للوضع الذي يعيشونه اليوم”.
وأوضح أن “الناس يريدون من السياسيين أن يحرصوا على الأمور الأساسية التي تقوم عليها الدولة، ودولتنا عريقة، ولا تحتاج إلى خديعة.”
وفي سياق آخر، هاجم الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران، بشدة من وصفهم بـ”أصحاب شعار كلنا إسرائيليون”، معتبراً أن هذا الشعار بمثابة “بيعة لنتنياهو”، في ظل الجرائم التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني.
وقال ابن كيران “إن أصحاب ‘كلنا إسرائيليون’، أعطوا بهذه الكلمة البيعة لنتنياهو، وما زالوا على كلمتهم، ولم يؤثر فيهم موت ستين ألف فلسطيني، من بينهم أربعون ألف طفل”.
وأردف قائلا: “يعاملون الفلسطينيين كالفئران، يرحّلونهم من مكان لآخر، ينادون عليهم حتى يطعموهم، ثم يقصفونهم، ورغم ذلك، فئة ‘كلنا إسرائيليون’ لم تستحِ، وتنتظر مني ألا أسبهم؟ لا سأسبهم، لأنهم خانوا الوطن، لأن المغاربة لا يقولون ذلك”.
وشدد المسؤول الحزبي على أن من رفع هذا الشعار مطالب بالرجوع إلى رشده، “ويجب أن تعتذر لله، وللفلسطينيين، وللمغاربة، وللأمة الإسلامية، ولا تغتر بالمساندة، ولا بالنفوذ، ولا بالأموال”.