تفكيك خلية إرهابية تابعة لـ”داعش”.. خبير أمني: كانت تخطط لهجمات خاطفة واشتباكات مباشرة

في ظرف أقل من أسبوع، نفذ المكتب المركزي للأبحاث القضائية ثاني عملية أمنية له ضد عناصر “داعش” في المغرب، أسفرت آخرها عن تفكيك خلية إرهابية شمال البلاد.
الخلية، التي “تتكون من أربعة متطرفين ينشطون بين تطوان وشفشاون”، كانت تحوز مجسمات أسلحة، ومخطوطاً يتضمن نص “بيعة” أعلنها أفرادها، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و27 سنة، لأمير تنظيم “داعش”.
في هذا الصدد، يرى الخبير الأمني محمد الطيار، في حديثه مع صحيفة “صوت المغرب”، أن الخلية التي تم تفكيكها يوم الأربعاء 2 يوليوز 2025، “بلغت مرحلة متقدمة من التحضير لتنفيذ عمليات إرهابية”.
وأوضح الطيار أن هذا يتبين من خلال المعطيات الأولية، وتحديداً ما يتعلق بإجراء تجارب ميدانية لصناعة عبوات ناسفة في إحدى المناطق الجبلية بمدينة تطوان.
وأضاف المتحدث أن استعمال المجال الجغرافي الجبلي والغابوي في منطقة تطوان كفضاء للتدريب العملي “يشير إلى تحول في نمط التحضير للعمليات الإرهابية، من المستوى الفكري إلى مرحلة التنفيذ الفعلي”.
أما بخصوص التسجيل الرقمي لنص البيعة، وراية “داعش”، فإنهما يدلان، إلى جانب مجسمات الأسلحة، بحسب الطيار، على “تماهٍ أيديولوجي كامل مع تنظيم الدولة”.
ويرى الطيار أن تحليل الأسلحة والعتاد المحجوز يشكل جانباً مهماً جداً من عملية تفكيك خلية تطوان وشفشاون، إذ تم حجز بندقية مزودة بمنظار، وعدة مسدسات، بالإضافة إلى أدوات إلكترونية.
وأشار إلى أن ذلك يطرح مؤشرات مهمة حول طبيعة عمل الخلية، “كما يبيّن أن هناك استعداداً لتنفيذ عمليات عسكرية دقيقة”.
وأضاف أن تنوع الأسلحة يعكس “خططاً متعددة السيناريوهات، إلى جانب دلالة استعداد الخلية لتنفيذ عمليات في بيئات متنوعة قد تشمل الاشتباك المباشر أو هجمات خاطفة، مما يدل على مرونة تكتيكية واضحة”.
ويشدد الطيار على أن الخلية كانت في مرحلة جد متقدمة من التحضير للعمليات، حسب ما تظهره التحقيقات الأولية، مشيراً إلى أن تنوع العتاد يبرز أيضاً وجود “مصادر تمويل واتصالات خارجية”.
وأوضح أن التكامل بين الأسلحة، والعتاد الإلكتروني، والمواد المتفجرة يدل على تصميم الخلية على تنفيذ عمليات معقدة، تجمع بين الهجمات النارية والعبوات الناسفة، وهو ما يشكل تهديداً أكبر، وفقاً للخبير الأمني، “يتطلب يقظة أمنية مستمرة”.
وفي تحليله لأعمار الموقوفين، التي تتراوح ما بين 20 و27 سنة، يوضح الطيار أنها تمثل الفئة العمرية الأكثر استهدافاً من قبل التنظيمات الإرهابية “بسبب طاقاتهم، وحساسيتهم تجاه الخطاب المتطرف”.
وأضاف أن شباب هذه المرحلة العمرية بالتحديد “يبحثون عن هوية، وينجذبون أحياناً إلى الإيديولوجيات التي تمنحهم شعوراً بالانتماء والقوة”.
ويذكر أن عمليات التفتيش المنجزة من قبل المكتب المركزي للأبحاث القضائية بمنازل المشتبه فيهم مكنت من “حجز بذلة سوداء تتكون من سروال وسترة تحمل كتابات ذات محتوى متطرف”، بالإضافة إلى مجسمات لأسلحة، وهي عبارة عن بندقية مزودة بمنظار ومسدسين، ومجموعة من الدعامات الإلكترونية التي سيتم إخضاعها للخبرات الرقمية اللازمة”.
كما أظهرت التحريات التحريات أن المشتبه فيهم “قاموا بتوثيق بيعتهم للأمير المزعوم الحالي لتنظيم “داعش” الإرهابي من خلال مخطوط وشريط فيديو،” وذلك من أجل الحصول على تزكية قيادة هذا التنظيم لمشاريعهم الإرهابية الرامية لزعزعة استقرار المملكة، “وذلك بعدما شرعوا في التحضير للتنفيذ المادي لمشروعهم الإرهابي، من خلال القيام بتجارب ميدانية بإحدى المناطق الجبلية بتطوان، بغرض صناعة عبوات ناسفة”,
وتم إيداع الموقوفين الأربعة في إطار هذه القضية تحت تدبير الحراسة النظرية من أجل تعميق البحث الذي يجري معهم تحت إشراف النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهاب، وذلك للكشف عن جميع المشاريع الإرهابية والامتدادات والارتباطات المحتملة لهذه الخلية.