story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

حملة جديدة لـ”تحالف أبراهام”.. دعاية تطبيع أم حرب نفسية؟

ص ص

في قلب تل أبيب وحيفا وبئر السبع، أبرز المدن الإسرائيلية التي تعرضت لضربات قاسية في الحرب بين إيران وإسرائيل الأخيرة، علقت لوحة دعائية ضخمة تحت عنوان “تحالف أبراهام. آن أوان الشرق الأوسط الجديد”، تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى جانب قادة عرب.

اللوحة الدعائية، التي ضمت 10 قادة عرب بينهم زعماء دول وقعت اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، قبل 5 سنوات، ضمت أيضاً زعماء دول تسعى واشنطن لضمها إلى لائحة الدول المطبعة مع تل أبيب. مثل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس السوري أحمد الشرع.

وفي حديثه مع صحيفة “صوت المغرب”، يعتبر الكاتب الصحافي الفلسطيني محمد القيق نشر هذه اللوحة “تعبيراً عن حالة الإحباط الإسرائيلية بعد الحرب على إيران، بعد فشلها في تغيير النظام، ووقف الصواريخ الباليستية، واستمرار الغموض بشأن المنشآت النووية الإيرانية”.

دعاية لترميم المعنويات

ويرى القيق أن الحملة الدعائية بشأن التطبيع، والتي بدأت مباشرة بعد إعلان وقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب، “تأتي في إطار رفع المعنويات، لتُظهر أن إسرائيل محاطة بجيش من ‘السلام’ يخدمها”، مشيراً إلى أن الهدف منها هو إقناع المجتمع الإسرائيلي بأن هناك أملاً بالبقاء في المنطقة، وأن كل من حولهم يوافق على السلام.

وأوضح المحلل الفلسطيني أن هذا الأمر يعد “نوعاً من رفع معنويات نتنياهو أيضاً أمام المجتمع الإسرائيلي الذي جلب له الدمار”، بعدما هُزمت الجبهة الداخلية في إسرائيل هزيمة مدوية وأصابها الإحباط.

وتأتي اللوحة ضمن حملة نظمها “الائتلاف الإسرائيلي للأمن الإقليمي”، وهو جسم يضم أكثر من 100 شخصية من النخب السياسية والأمنية، تعمل على توليد الحملات الإعلانية والدعائية وتوجيه الرسائل السياسية محلياً وإقليمياً ودولياً وفقاً لصحفية “تايمز أوف إسرائيل”.

وتعد هذه الحملة، بحسب محمد القيق، “جسّ نبض للأنظمة التي وردت صور أصحابها على اللوحة الدعائية”، وهو ما من شأنه أن يدفعهم لإصدار بيانات وضاحة: “إما ضد التطبيع، أو معه”.

وشدد المتحدث على أنها “نوع من البروباغندا الإسرائيلية التي يحاول نتنياهو من خلالها أن يُشعر العالم بأن كل من حول إسرائيل يريد السلام معها”. ومع ذلك فإن ما يريده رئيس الوزراء الإسرائيلي، “تكسّر وتحطّم بعد السابع من أكتوبر، وما تلاها من هزيمة أمام إيران”، يضيف المتحدث.

رسالة لإحباط غزة

ومن جانب آخر، يرى الكاتب الفلسطيني من الحملة الإسرائيلية محاولة أيضاً لإحباط غزة والفلسطينيين، برسالة مفادها “انظروا ها نحن نضرب أينما نشاء وها نحن نوافق على السلام مع من نشاء”. وهو ما ليس له في حقيقة الأمر، بحسب القيق، “محل من الإعراب لدى المقاوم والشعب الفلسطينيين. لأن هناك قاعدة فلسطينية تقول لو قبلوا يد نتنياهو من المحيط إلى الخليج وبقي الفلسطيني يقاوم سيأخذ حقه. كما لو قاوم العرب من المحيط للخليج، وطبع الفلسطيني سيهدر حقه”.

وأشار القيق إلى أن إسرائيل تحاول قدر المستطاع أن تحبط الشارع الفلسطيني، وأن تقلل من قيمة الدفع السياسي الذي طالبت به حركة المقاومة الإسلامية – حماس-. ومع ذلك تتواصل هزيمة الاحتلال في غزة، إذ أنه “لم يُعد أسراه، وجنوده يعودون قتلى، وجيشه يستنزف، والمجتمع الإسرائيلي في حالة صدمة بعد الدمار الذي خلف في تل أبيب من ضربة إيران”.

وأوضح أن الحملة تهدف لرفع معنوياته مع جيشه ومجتمعه، وللضغط على حماس لوقف إطلاق النار وفق مقاسه، وهو ما يشدد القيق على أنه قد انتهى “وأنه إذا كان هناك وقف لإطلاق النار فلن يتحقق إلا بمقاس المقاومة. لأن الحرب على إيران ارتدت سلباً على سقف نتنياهو والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف”.

تخفيض سقف مطالب الدول

وخرج المبعوث الأمريكي ستيف ويكتوف، بالتزامن مع هذه الحملة، في مقابلة تلفزيونية، يوم الأربعاء الماضي، معلناً أن إدارة ترامب تستعد لإعلان “انضمام دول جديدة إلى اتفاقيات أبراهام”.

وكشف، في المقابلة التي أجرتها معه شبكة سي بي إن سي الأمريكية، أن هذه الخطوة تعتبر “أولوية شخصية” للرئيس الأمركي دونالد ترامب.

وفي هذا الجانب، يرى الكاتب الفلسطيني محمد القيق أن هذا الأمر نوع من الحرب المعنوية الأمريكية، هدفها تخفيض سقف بعض الدول التي كانت تريد الانضمام إلى “اتفاقيات أبراهام” مقابل شروط معينة. مشيراً إلى أنه بحديث الأمريكي عن أن “الكل يريد التوقيع”، يكون قد وجه “ضربة معنوية” لأي دولة تحاول رفع سقف شروطها لتتناسب مع مصالحها.

وفي هذا السياق، توقف القيق عند الحالة السعودية، إذ أنه يجري التمهيد المعنوي بإبداء الاهتمام بالقضية الفلسطينية، ومنح وعد بالنظر فيها خلال العشر سنوات القادمة، ولن تملك المملكة العربية السعودية غير التوقيع على اتفاق سلام مع إسرائيل.

وأوضح أنه يجري البحث عن سلّم لإنزال السعودية نحو التوقيع، وهو ما يُراد له أن يبدو مساراً طبيعياً. وأشار إلى أن أي قرارات قادمة بشأن غزة، فهي مؤقتة، “وقد يُدخَل فيها بعض الضربات العسكرية على مواقع جغرافية معينة، حتى يتم تهيئة السوق السياسي والإعلامي في كل الدول لهذا المسار”.