مسرح محمد الخامس يخذل جمهور القيصر.. حرارة خانقة وصوتيات ضعيفة

شهد مسرح محمد الخامس بالعاصمة الرباط، مساء الخميس 26 يونيو 2025، لحظات عصيبة بمهرجان “موازين – إيقاعات العالم”، بعدما تحوّل الحفل الفني الكبير للفنان العراقي كاظم الساهر إلى ما يشبه “حماماً بخارياً”، بسبب “غياب أجهزة التكييف وسوء التنظيم”، ما أثار موجة غضب واسعة في صفوف الجمهور، وأدى إلى انسحاب عدد من الحاضرين.
وعجت منصات التواصل الاجتماعي بتعليقات غاضبة وساخرة، وكتب بعض روادها: “مسرح محمد الخامس تحول إلى حمام حقيقي… لا تكييف، ولا راحة، ولا احترام للجمهور”، إذ أن المكان، الذي يُعد رمزاً فنياً وثقافياً بتاريخ عريق، افتقر لأبسط مقومات الراحة، في وقت كانت فيه درجات الحرارة مرتفعة بشكل غير مسبوق، ما جعل الحضور يتصبب عرقاً، في ظروف وصفها البعض بـ”اللاإنسانية”.
ورصدت صحيفة “صوت المغرب” أثناء تواجدها هناك، أن الفنان كاظم الساهر نفسه لم يُخفِ انزعاجه من الأجواء، حيث ظهر أكثر من مرة وهو يمسح العرق من على جبينه بمنديل ورقي، فوق خشبة مسرح كان يغلي جراء درجة الحرارة المرتفعة، ورغم استعانة المنظمين بمروحيات كهربائية، إلا أن تأثيرها كان محدودًا للغاية.
ولم تقف المشاكل عند درجة الحرارة، بل طالت جودة الصوت التي وُصفت بـ”الكارثية”، إذ اعتبر بعض الحاضرين أن مستوى الصوت لا يرقى لمقام فنان بحجم “القيصر”، ولا للأوركسترا المرافقة له، فيما شهد فضاء المسرح اكتظاظاً كبيراً وفوضى في الدخول والخروج، وسط شكاوى من ضيق الفضاء وعدم ملاءمته لهذا النوع من الحفلات الجماهيرية.
وكتب أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي أنه “رغم الميزانيات الكبيرة التي تُضخّ سنوياً لإنجاح مهرجان “موازين” بصفته تظاهرة ذات صبغة دولية، فإن التجهيزات لم تكن في مستوى الحدث”، بحيث عبر العديد عن سخطهم قائلين “لقد دفعنا آلاف الدراهم مقابل تجربة مرهقة وغير محترفة”.
وأضاف البعض أنه “في الوقت الذي تروج فيه المملكة لصورتها كدولة متقدمة في البنية التحتية والتنظيم، تُطرح أسئلة حقيقية حول الجهات التي تساهم في هذه “الانتكاسات التنظيمية”، والتي قد تنال من سمعة المغرب دوليًا، في مهرجان يُفترض أنه واجهة إشعاع ثقافي وفني عالمي”.
ويأتي ذلك في أعقاب الانتقادات التي وُجهت للمكان نفسه خلال عرض “هولوغرام” للفنان الراحل عبد الحليم حافظ، والذي وصفته عائلة الفنان بأنه “صورة مشوهة” بعد أن بدا جسده منقسمًا إلى نصفين بفعل ضعف جودة الصورة وعدم إتقان التقنية ثلاثية الأبعاد.
وفي غضون ذلك، عرف هذا الحفل حضور شخصيات بارزة، أبرزها الأميرة لمياء الصلح، زوجة الأمير مولاي عبد الله ووالدة الأميرين مولاي إسماعيل والأمير هشام.