حمودي: بإمكان قطر تحويل الهجوم الإيراني إلى فرصة لوقف الحرب

أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، إسماعيل حمودي، أن “الحرب الحالية قد تتطور نحو التصعيد المباشر وتوسيع رقعتها، إلا إذا استغلت قطر الهجوم الإيراني على قاعدة العديد من أجل تخفيض التصعيد ووقف الحرب”، مشيرا إلى أنه “احتمال قوي كذلك، لكنه مشروط بقبول الأميركيين وباقي دول الخليج بهذا الخيار”.
وأضاف أن “الهجوم الإيراني على قاعدة العديد في قطر، وهي مقر رئيس للقيادة العسكرية المركزية الوسطى الأميركية، ينطوي على جرأة إيرانية واضحة، وقد يكون من أهدافه حفظ ماء وجه إيران واستعادة هيبتها، خاصة أن الضربة جاءت رمزية إلى حد كبير، دون أن تُسجّل خسائر بشرية تُذكر”.
وتابع أن “هذا التطور الكبير كان متوقعًا بعد استهداف الولايات المتحدة للبرنامج النووي الإيراني”، مشيرًا إلى أن “الوضع الحالي مفتوح على جميع الاحتمالات، في ظل فشل الضربات الأميركية في تحقيق أهدافها، وكذلك فشل الهجوم الإيراني في تحقيق أي اختراق حقيقي”.
وفي هذا السياق، شدد حمودي على أن “المحدد الأساسي للتطورات القادمة سيكون موقف قطر ودول الخليج، بالإضافة إلى الموقفين الأميركي والإسرائيلي”، متسائلًا “هل ستستغل هذه الأطراف ما حدث للضغط باتجاه وقف الحرب، أم ستتشبث بحق الرد، ما قد يؤدي إلى توسيع رقعة النزاع؟”.
وأوضح أن “انخراط قطر في الحرب كطرف مباشر سيكون نتيجة محتملة إذا اختارت التشبث بالرد، بدلًا من توظيف الحادث لتقليص حدة التوتر، ما يضع قطر أمام خيار استراتيجي حاسم، يتطلب تنسيقًا دقيقًا مع شركائها الخليجيين والدوليين”.
ولم يستبعد المتحدث أن يكون الهجوم الإيراني قد تم بتنسيق مسبق، لكنه استدرك أن “استهداف قاعدة العديد يظل بمثابة استهداف للنظام الأمني الخليجي برمته، وهو ما قد تترتب عنه تداعيات كبيرة جدًا تتجاوز قطر إلى محيطها الإقليمي”.
وختم حمودي أننا “الآن أمام مشهد لم تحقق فيه الضربات الأميركية أهدافها، كما لم يحقق الهجوم الإيراني أهدافه، ما يجعل الباب مفتوحًا أمام كل السيناريوهات، وفي مقدمتها احتمال خفض التصعيد، شرط أن تلتقط قطر هذه الفرصة وتجد توافقًا إقليميًا ودوليًا حولها”.
وأفاد التلفزيون الإيراني ببدء عملية “بشائر الفتح” ضد القاعدة العسكرية الأميركية في العديد بدولة قطر، “ردا على العدوان الأميركي على إيران”، مساء الاثنين 23 يونيو 2025.
وتابع المصدر أن إيران تطلق اسم “بشائر الفتح” على عملية الهجوم الصاروخي التي تستهدف القواعد الأميركية في المنطقة “ردا على العدوان الأميركي على إيران”.
وفي أعقاب ذلك، قال الحرس الثوري الإيراني: ردا على “العدوان العسكري السافر للنظام الأمريكي المجرم على المنشآت النووية السلمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وانتهاكه الصارخ للقانون الدولي، استهدف المجلس الأعلى للأمن القومي وقيادة المقر المركزي لخاتم الأنبياء (عليه السلام) التابع لحرس الثورة الإسلامية، بقيادة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، ضمن عملية “بشائر فتح”، قاعدة العديد في قطر بهجوم صاروخي مدمر وقوي”.
وتُعدّ هذه القاعدة مقرًا لسلاح الجو الأمريكي، وأكبر رصيد استراتيجي للجيش الأمريكي الإرهابي في منطقة غرب آسيا.