الأنفاسي: إسرائيل استغلت ضعف محور المقاومة لتنفيذ ضرباتها ضد إيران

قال الصحافي والكاتب في الشأن الأمريكي حمزة الأنفاسي إن “السبب وراء هجوم إسرائيل على إيران في الوقت الحالي تحديدا هو شعور إسرائيل بأن الفرصة مواتية أكثر من أي وقت مضى لتنفيذ ضربات مباشرة، مستغلةً حالة الضعف العام التي يعيشها محور المقاومة”.
وأضاف الأنفاسي خلال حديثه ببرنامج “من الرباط” الذي يبث على منصات صحيفة “صوت المغرب”، أن “إيران متورطة في حرب استنزاف طويلة الأمد في اليمن وسوريا، وروسيا حليفتها غارقة في أوكرانيا، وهو ما يجعل الدعم العسكري لها محدودًا”.
وأوضح الأنفاسي أن “ما سبق الضربة من استهدافات متعددة لحلفاء إيران في المنطقة كان بمثابة تمهيد ميداني واستراتيجي، حيث تم تحييد حزب الله في لبنان، وتقليص النفوذ الإيراني في سوريا، وقصف مواقع الحوثيين في اليمن من طرف أمريكا ثم إسرائيل”، معتبرا أن “هذا التمهيد مكّن إسرائيل من تقليص الردود المحتملة قبل تنفيذ الضربة”.
كما أشار إلى أن إسرائيل ترى في هذه المرحلة لحظة “الآن أو لا يمكن أبدا”، لكون التغيرات السياسية والاجتماعية في أمريكا قد لا تتكرر مستقبلا، حيث أوضح أن “هناك تراجعا كبيرا في صورة إسرائيل لدى الرأي العام الأمريكي، بما في ذلك المحافظين الشباب الذين شكلوا تاريخيًا قاعدة دعمها”.
وأضاف أن “هذا التراجع في الدعم الشعبي لإسرائيل في الولايات المتحدة يمكن أن يؤدي إلى تحولات سياسية قريبة، ما يدفع إسرائيل لاستباق الزمن، خصوصا في ظل الدعم الظرفي من ترامب الذي قد لا يتوفر لاحقًا”، لافتا إلى أن “فشل الرواية الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر ساهم في إضعاف موقعها حتى داخل أمريكا”.
وانتقل الأنفاسي إلى الحديث عن الدور الأمريكي، حيث بيّن أن “من السذاجة اعتبار ما تقوم به إسرائيل مستقلاً عن الاستراتيجية الأمريكية”، مشيرا إلى ما يعرف بـ”الدبلوماسية عبر الحرب”، “حيث يبدو أن ترامب يخوض مفاوضاته مع إيران عبر إسرائيل كوسيط بدل المواجهة المباشرة”.
كما أكد المتحدث على أن “تفكك المجتمع الأمريكي، وتراجع تأييد اليسار واليمين معًا لأي مواجهة جديدة، يجعل من الصعب على أمريكا أن تدخل الحرب بنفسها، ما يجعل استعمال إسرائيل كأداة ضغط تفاوضي يبدو أنجع، خاصة في ظل رغبة ترامب في الحفاظ على صورته كـ”رجل سلام” مرشح لنوبل”.
وأضاف أن “التحول الأيديولوجي في أوساط الشباب الأمريكي، وابتعاد وجوه مؤثرة وقادة الرأي عن دعم إسرائيل، ساهم في تسريع تحرك تل أبيب قبل فقدان آخر أوراق الدعم”، مستدلا بأسماء مثل تكر كارلسون وستيف بانون الذين أعلنوا بوضوح أن “هذه ليست حربنا”.
وفي ختام حديثه، شدد حمزة الأنفاسي على أن “إسرائيل اختارت الهجوم الآن لفرض معادلة جديدة على إيران قبل استئناف أي مفاوضات”، مؤكدا أن “السلاح من شأنه تقوية موقع التفاوض وإحضار إيران إلى الطاولة صاغرة، حيث تراهن إسرائيل على أن الضربات العسكرية ستجعل طهران تتنازل عن شروطها السابقة، وتقبل بمفاوضات تبدأ من موقع ضعف”.
لمشاهدة الحلقة كاملة، يرجى الضغط على الرابط