بسبب غزة.. الاتحاد الأوروبي يلغي دعماً ماليا موجهاً لليهود المغاربة

ألغى الاتحاد الأوروبي دعوة لتقديم طلبات للحصول على منحة مالية لدعم مشاريع من شأنها تعزيز الثقافة اليهودية في المغرب، تتجاوز قيمتها 3 مليون يورو أي حوالي 32 مليون 400 ألف درهم، وذلك على خلفية الحرب على غزة بحسب الإعلام الإسرائيلي.
وتم هذا الإجراء بعد أربعة أيام من بداية العدوان الإسرائيلي على إيران “رغم كون المشاريع المعنية لم تكن لها أي صلة بإسرائيل”، بحسب صحيفة “إسرائيل هيوم”، التي نقلت عن مصادر في المغرب أن هذه المشاريع “لم تكن لها علاقة بالحرب في غزة أو بالصهيونية، أو بأي أحداث سياسية”، مشيرة إلى أنها كانت تهدف إلى “الحفاظ على تراث اليهود المغاربة”.
وقالت الصحيفة ذاتها إن مصادر مطلعة في المغرب تعتبر أن “توقيت الإلغاء ليس محايداً”، إذ أنه جاء نتيجة للصراع العسكري والتغيرات في المواقف الأوروبية تجاه إسرائيل والفلسطينيين.
ولقد اجتازت بعض هذه المشاريع التي كانت تنتظر الدعم من الاتحاد الأوروبي، بحسب صحيفة “إسرائيل هيوم”، المرحلة الأولى بعد التقدم للدعوة لتلقي الدعم المالي، إلا أن القائمين عليها “فوجئوا عند علمهم بأن المبادرة الأوروبية قد ألغيت كلياً”.
وشملت المشاريع الحفاظ على مقابر تعود لمئات السنين، ومبادرات ثقافية، ودراسة للتاريخ، وغير ذلك، كما تناولت التراث اليهودي-الإسلامي المشترك الذي سبق قيام دولة إسرائيل بحسب القائمين عليها.
واستنكر المصدر، في حديثه مع “إسرائيل هيوم” ما وصفه بـ”اختزال” الهوية اليهودية المغربية ضمن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني “من منطلق جهل تاريخي وعنصرية”.
وقال: “هذا يعاقب مجتمعات على واقع جيوسياسي لم تخلقه ولا تتحكم فيه. هذه ليست سياسة، بل نتيجة، وهي تأتي على حساب الحفاظ الثقافي والحقيقة والعدالة”.
يذكر أن الدعوة فتحت لتقديم المقترحات في شتنبر 2023. قبل أن تقدم المبادرات التابعة للطائفة اليهودية بالمغرب ترشيحها في دجنبر. وذكرت الصحيفة أنه تمت الموافقة على بعضها للمرحلة الثانية في أبريل الماضي، ليتم تقديم الاقتراح الكامل في يونيو الجاري إلى أن تم استلام رسالة تُفيد بإلغاء المبادرة.
ومما جاء في رسالة الرفض التي كتبت باللغة الفرنسية: “شكراً لك على تقديمك طلباً كاملاً لهذه الدعوة. يؤسفني أن أبلغك بأنه تقرر إلغاء الدعوة التي شاركت فيها. أدعوكم للاطلاع على الإعلانات المستقبلية للدعوات لتقديم المقترحات”.
وفي سياق اتهام أوروبا بالخلط بين الحرب في غزة والثقافة اليهودية بالمغرب، تشهد الساحة الأوروبية تصاعداً غير مسبوق في وتيرة التحولات السياسية والدبلوماسية تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إذ تحولت مواقف القادة الأوروبيين من مجرد الإدانة إلى تحركات تهدد بتغيير ملامح العلاقات مع تل أبيب.
وترى مجموعة الأزمات الدولية أن هذه التطورات تعكس وعياً أوروبياً متنامياً بأن الكلمات وحدها لم تعد كافية لوقف نزيف الدم وتردي الأوضاع في قطاع غزة، مشيرة إلى أن التحول من مربع الإدانة اللفظية إلى اتخاذ إجراءات ملموسة أصبح ضرورة ملحة لاختبار جدية أوروبا، وقدرتها على التأثير في ميدان السياسة الدولية.
وتستمر حرب الإبادة على غزة لليوم 618، مع تواصل قصف منتظري المساعدات في مواقع عدة من القطاع من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، في ظل تفاقم المجاعة جراء الحصار المتواصل ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وتعليقا على هذا الوضع المأساوي، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “تجاوز منذ زمن طويل الظالم (الزعيم النازي الألماني أدولف) هتلر” من حيث جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها.
وقال أردوغان، في كلمة ألقاها خلال مشاركته، الأربعاء 18 يونيو 2025، في اجتماع الكتلة النيابية لـ”حزب العدالة والتنمية” بمقر البرلمان التركي بالعاصمة أنقرة، (قال) إن “دماء المدنيين الذين قُتلوا والرضع والأطفال لطخت أيدي وجباه أولئك الذين ظلوا صامتين والذين يدعمون غطرسة إسرائيل”.