story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رياضة |

قمة إفريقية أوروبية تجمع الوداد بمانشستر سيتي في أولى جولات مونديال الأندية

ص ص

تتجه أنظار عشاق كرة القدم العالمية، الأربعاء 18 يونيو 2025، إلى ملعب “الميامي غاردنز” في الولايات المتحدة، حيث يفتتح ممثل كرة القدم المغربية، نادي الوداد الرياضي، مشواره في كأس العالم للأندية بمواجهة نارية أمام مانشستر سيتي الإنجليزي، في مباراة تعد من أبرز قمم الجولة الأولى لدور المجموعات من نسخة 2025.

وتحمل هذه المواجهة طابعًا خاصًا، كونها تجمع بين بطل أوروبا وبطل إفريقيا، وسط تطلعات كبيرة من طرف جماهير الوداد إلى ظهور مشرّف يعكس تطور الكرة المغربية، ويؤكد قدرة الأندية المحلية على مقارعة الكبار.

ويعول الوداد في هذه النسخة على عناصر جديدة تم التعاقد معها لتعزيز صفوفه، أبرزها الدولي المغربي نور الدين أمرابط، أحد أكثر الأسماء خبرة على الساحة الدولية، إضافة إلى وجوه أخرى انضمت لتعويض النقص الفني والتكتيكي الذي عانى منه الفريق خلال الموسم.

أما مانشستر سيتي، فيدخل البطولة بطموح تعويض خيبة موسمه المحلي، بعدما عزز صفوفه بلاعبين مميزين، على غرار الفرنسي ريان شرقي، الجزائري ريان آيت نوري، والهولندي تيجاني ريندرز.

ورغم الحماس الجماهيري الكبير، لم تكن تحضيرات الوداد للمونديال سهلة، حيث تلقى الفريق ضربة موجعة قبيل اللقاء، بعد تأكد غياب المدافع أيوب بوشتة بداعي الإصابة، كما لم يتمكن المهاجم السوري عمر السومة من مرافقة بعثة الفريق بسبب مشاكل في التأشيرة، رغم محاولات التدخل من “فيفا” لتسوية وضعه.

وسيضطر المدرب محمد أمين بنهاشم إلى التعامل مع هذه الغيابات المؤثرة، في مواجهة خصم يعتبر من أبرز المرشحين للفوز باللقب، بقيادة المدرب بيب غوارديولا ونخبة من نجوم الكرة العالمية.

وفي سياق المواجهة المرتقبة، قدم المحلل الرياضي عبد الرحيم طاليب، مدرب فريق الجيش الرواندي، قراءة لطبيعة التحدي الذي ينتظر الوداد، مؤكدًا أن اللقاء يمثل “مباراة تاريخية”، وأن الفريق لا يُمثل نفسه فقط، بل يُمثل المغرب كله، مشددًا على ضرورة التعامل بذكاء مع أطوار المباراة وعدم التسرع في المغامرة.

وقال طاليب في تصريحات خاصة لصحيفة “صوت المغرب”: “نواجه فريقًا قويًا لديه ترسانة بشرية وتجربة كبيرة ومدرب بحجم غوارديولا، لذا يجب الحيطة والحذر واللعب على حسب مؤهلاتنا التقنية والبدنية. المغامرة كثيرًا لن تكون في صالح الوداد، بل قد تفتح الباب أمام الإصابات”.

وأضاف: “من المهم جدًا دراسة مانشستر سيتي جيدًا، خصوصًا على مستوى وسط الميدان، فهو مفتاح المباراة. ربما قد يفتقد الفريق إلى عنصر التجانس بسبب وجود العديد من الوجوه الجديدة، لكن نأمل في تقديم مباراة جيدة ونُحقق المفاجأة”.

ومن جانبه، أكد محمد أمين بنهاشم، مدرب الوداد الرياضي، أن فريقه يدخل اللقاء بعقلية التحدي والطموح، موضحًا أن الهدف لا يقتصر على الحضور في المسابقة بل تقديم أداء يشرّف اسم النادي والكرة المغربية، وقال: “حين يرتدي اللاعب قميص الوداد، يجب أن يرى الشعار ويشعر بثقله. إذا أحس فعلاً بما يشعر به جمهور الوداد والمغاربة اليوم، سيكون قادرًا على تقديم كل ما لديه فوق أرضية الميدان”.

وأضاف بنهاشم أن الفريق يضم عناصر مخضرمة مثل زهير العروبي وإبراهيم النقاش، ما يمنح اللاعبين الجدد دفعة معنوية مهمة، مشيرًا إلى أن “التحدي الأكبر ليس مانشستر سيتي فقط، بل هو كيفية تجاوز الخوف والعقلية الانهزامية”.

وأشار إلى أن التحضيرات البدنية كانت مكثفة بعد موسم طويل، معتمدًا على المعد البدني الذي وضع برنامجًا خاصًا لاسترجاع اللياقة، مؤكّدًا أن المعسكر الذي خاضه الفريق بمركز محمد السادس شكّل نقطة إيجابية في الاستعدادات.

وتابع بنهاشم: “مررنا إلى التمارين التكتيكية لنُخفّف من الأحمال ونُحضّر اللاعبين ذهنيًا وفنيًا، المؤشرات التي وصلتنا كانت إيجابية، واللاعبون في جاهزية جيدة”.

وفي ما يخص الجانب الذهني، قال: “نشتغل بعقلية جماعية، لدينا طاقم تقني يضم 11 فردًا، وكلنا نركز على التحفيز النفسي. أبلغنا اللاعبين أننا لم نأتِ للسياحة، بل للعمل والتحدي”.

وعن المواجهة أمام مانشستر سيتي، قال: “الجميع يعرف صعوبة المواجهة، ونعرف أن لديهم مهارات استثنائية في الاحتفاظ بالكرة. لكن الوداد لن يكون خصمًا سهلًا، واشتغلنا على نقاط قوتهم ونقاط ضعفهم”.

وفي المقابل شدد مدرب مانشستر سيتي، بيب غوارديولا، خلال ندوة صحافية على أن فريقه تابع عن كثب أداء الوداد الرياضي قبل المواجهة، مشيدًا بالقوة البدنية للاعبي الفريق المغربي وقدرتهم على الخروج بالكرة من الخلف، وقال: “شاهدنا بعض الفيديوهات الخاصة بهم، ورأينا مدى قوتهم البدنية وقدرتهم على الخروج بالكرة من الخلف، لكن لدينا خطة واضحة، نحن هنا لتقديم بطولة جيدة، وغدًا سنبدأ”.

وأضاف غوارديولا: “هذه بداية موسم جديد، بداية للحياة. ما حدث في الماضي، سواء كان جيدًا أو سيئًا، انتهى. الآن نبدأ مرحلة جديدة، ونحن مستعدون لها”.

وتطرق المدرب الإسباني إلى تعزيزات طاقمه التقني، موضحًا انضمام كل من بيب ليندرز وجيمس فرينش، إضافة إلى كولو توري، واعتبر أن اختيار هذه الأسماء جاء بهدف دعم الفريق على جميع المستويات.

أما في ما يخص بعض الأسماء الغائبة عن التشكيلة، فأوضح غوارديولا أن جاك غريليش لم يرافق الفريق، كما أن وضع كايل ووكر لا يزال غير محسوم، مضيفًا أن موضوع الانتقالات من اختصاص الإدارة الرياضية.

وتضم المجموعة السابعة إلى جانب الوداد ومانشستر سيتي كلًا من يوفنتوس الإيطالي والعين الإماراتي، ما يجعل المنافسة على بطاقتي التأهل للدور المقبل محتدمة ومعقدة.

وتأتي هذه المشاركة الثالثة للوداد في كأس العالم للأندية، بعد نسختي 2017 و2022، وسط تطلعات لترك بصمة قوية رغم صعوبة المهمة.

وتُبث المباراة على عدة منصات وقنوات، من بينها منصة “ديزن” (DAZN)، وقنوات “إم بي سي مصر” و”إم بي سي أكشن”، انطلاقا من الساعة الخامسة عصراً بتوقيت المغرب.