story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

خبير: تصاعد نفوذ الناتو في الشرق الأوسط ستكون له انعكاسات سلبية على المغرب

ص ص

يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، خالد يايموت، أن تصاعد المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، ونجاح حلف الناتو، بقيادة الولايات المتحدة وإسرائيل، في إحراز تقدم جغرافي استراتيجي في منطقة الشرق الأوسط، ستكون له انعكاسات مباشرة وسلبية على المغرب.

وقال الأستاذ المتخصص في الشأن الإيراني في تصريح ل صحيفة “صوت المغرب”، إن جغرافيا المغرب الاستراتيجية، سواء على مستوى مضيق جبل طارق أو على مستوى امتداد الساحل الأطلسي، تجعله في قلب التأثيرات الجيوسياسية الكبرى التي تفرزها المواجهات الإقليمية ذات الأبعاد الدولية.

وأوضح المتحدث أنه “كلما ازداد حلف الناتو قوةً ونفوذًا، تضررت مصالح المغرب الاستراتيجية”، مشيرًا إلى أن ضعف هذا الحلف، بالمقابل، يتيح للمغرب مساحة أوسع للمناورة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

ويرى يايموت أن أي انتصار استراتيجي جديد للناتو في الشرق الأوسط، خصوصًا إذا أعاد تموقعه الإقليمي، سيُمكنه من فرض شروطه مجددًا على كامل الجغرافيا السياسية المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط، بما يشمل شمال إفريقيا، وسيُمدّ نفوذه ليطال حتى شبه القارة الهندية وحدود الصين.

وأشار إلى أن الكثيرين يقيسون تأثير هذه التطورات الجيوسياسية من خلال الربح أو الخسارة في ملف الصحراء المغربية، إلا أن الحقيقة حسب قوله أن القوى المركزية في الناتو، مثل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، كانت ولا تزال سببًا رئيسًا في خلق واستمرار هذه القضية.

وأضاف أن هذه القوى “تبقي الوضع في حالة جمود سياسي ودبلوماسي، رغم بعض التحركات الدبلوماسية والإعلامية الظاهرة.”

وأكد الباحث أن هذه التكتلات الجغرافية الكبرى، لم تكن يومًا منفصلة سياسيًا، خاصة في أوقات الحروب، وقال: “نحن اليوم في مرحلة حرجة وخطيرة تتطلب فهمًا دقيقًا للواقع الجيوسياسي، لأن ما يحدث لا يصب في مصلحة دول مثل المغرب، التي تكتسب أهميتها الجيوسياسية في أزمنة الحرب أكثر من أزمنة السلم والاستقرار.”

حرب إقليمية بأبعاد دولية

واعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، خالد يايموت، أن المواجهة الحالية بين إيران وإسرائيل ليست مجرد صدام عابر، بل هي حرب إقليمية بأبعاد دولية، تتداخل فيها القوى الكبرى بشكل مباشر وغير مباشر، وتهدف إلى إعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية للمنطقة.

وأبرز أن هذه الحرب “تشارك فيها مباشرة دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، فرنسا، وألمانيا، كما أن دولتين عربيتين على الأقل تلعبان دورًا غير مباشر من خلال استضافة قواعد عسكرية تقوم بمهام الرصد ومواجهة الصواريخ”، رافضًا تسميتهما بشكل صريح.

وأكد المتحدث أن “وصف هذه المواجهة بأنها حرب إقليمية بأبعاد دولية دقيق وعميق”، مشددًا على أن الأمر لا يتعلق بمجرد رغبة في كسر شوكة إيران أو إضعاف المقاومة، وهي أطروحات يراها خطابًا إعلاميًا لا يصمد أمام التحليل الأكاديمي والبحثي.

وأضاف أن البعد الحقيقي للحرب “هو جيوسياسي بامتياز، ويتعلق بالسؤال التالي: ما هي الخريطة السياسية الجديدة التي يُراد فرضها بعد انتهاء هذه الحرب؟”، معتبرًا أن ما يجري حاليًا ليس إلا مقدمة لصدام أكبر، يُرجّح أن يكون نوويًا، قد تشهده منطقة غرب آسيا في المستقبل القريب.

وأشار إلى أن هذا السيناريو يناقَش منذ أكثر من سنتين داخل أكبر مراكز البحث العالمية المتخصصة في العلاقات الدولية والدراسات الجيوسياسية، ما يُضفي على هذه المواجهة طابعًا استراتيجيًا يتجاوز الحسابات الظرفية أو التكتيكية.

وفي قراءته للدور الإسرائيلي في هذه المواجهة، قارن يايموت بين دور إسرائيل في الشرق الأوسط ودور أوكرانيا في المواجهة مع روسيا، موضحًا أن الطرفين ليسا سوى أذرع متقدمة لتنفيذ استراتيجية حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة.

وأكد أنه “منذ 7 أكتوبر 2023، كان واضحًا أن إسرائيل تتحرك ضمن استراتيجية شاملة يضعها الحلف الأطلسي، وأن استمرار الدعم العسكري والسياسي لها مرتبط بتقيدها بهذه الرؤية”.

وخلص إلى أنه “لو خرجت إسرائيل عن هذا السياق، لتم سحب الدعم عنها أو أُجبرت على العودة إلى حدودها الجغرافية الأصلية، مما يُظهر أن الفاعل الحقيقي في إدارة هذه الحرب هو الناتو، لا إسرائيل بمفردها.”