دونالد ترامب يختتم جولته الخليجية من الإمارات بأضخم الصفقات

يختتم الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولته الخليجية الجمعة 16 ماي 2025 في الإمارات، بعد محطتي السعودية ثم قطر معلنا عن صفقات بمليارات الدولارات، إضافة إلى انفتاح دبلوماسي تجاه سوريا، وتفاؤل بشأن اتفاق نووي مع إيران.
وشهدت أول جولة خارجية لترامب في ولايته الثانية طلبا “قياسيا” لشراء طائرات بوينغ بقيمة تزيد عن 200 مليار دولار، إضافة إلى صفقة أسلحة ضخمة مع السعودية، ورفع العقوبات التي فرضت لعقود على سوريا.
وكانت الحفاوة عنوان استقبال الرئيس الأميركي في الدول الثلاث التي أشاد ترامب بزعمائها، وقال إنه وولي العهد السعودي محمد بن سلمان يكنان “الكثير من الود” لبعضهما البعض، في تناقض صارخ مع العلاقات السعودية-الأميركية الفاترة التي طبعت بداية ولاية الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.
ومن المقرر أن يحضر ترامب صباح الجمعة اجتماعا للتجارة والأعمال بالإمارات، ثم سيقوم بجولة في بيت العائلة الإبراهيمية في جزيرة السعديات في أبوظبي، وفق وسائل إعلام محلية، وهو مجمع افتتح عام 2023 يضم مسجدا وكنيسة وأول كنيس يهودي في الإمارات، لتعزيز التعايش في الدولة الإسلامية.
وكانت الإمارات إحدى الدول العربية التي طبعت العلاقات مع إسرائيل في العام 2020 بموجب اتفاقيات أبراهام التي رعتها الولايات المتحدة خلال ولاية ترامب الأولى، وشملت أيضا دولا عربية أخرى.
وأجرى الرئيس الأميركي الخميس محادثات مع نظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عقب جولة قام بها في جامع الشيخ زايد، الأكبر في البلاد والذي اكتسب شهرة واسعة بأعمدته البيضاء العملاقة وجدرانه المزينة بزخارف الذهبية.
خلال محطته في الدوحة، أشاد ترامب بما وصفه “صفقة قياسية” للخطوط الجوية القطرية بقيمة 200 مليار دولار لشراء طائرات بوينغ.
كما لمح من قطر إلى قرب التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، وهو ما سيجنب العمل العسكري، في إعلان تسبب في انخفاض أسعار النفط.
لكنه لم يعلن تقدما في ملف حرب غزة خلال زيارة قطر التي أدت دور وساطة رئيسيا في محادثات الهدنة، وكرر ترامب في كلمة له في الدوحة أن على الولايات المتحدة “أخذ” قطاع غزة وتحويله إلى “منطقة حرية”.
وتخللت المحطة السعودية وعود قدمتها الرياض باستثمارات بقيمة 600 مليار دولار، ضمنها صفقة أسلحة قال البيت الأبيض إنها “الأكبر في التاريخ”.
كما أعلن البيت الأبيض أن شركة “داتا فولت” السعودية ستستثمر 20 مليار دولار في مواقع مرتبطة بالذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، وأن شركات تكنولوجيا، بما فيها غوغل، ستستثمر في كلا البلدين.
وفي أول اجتماع من نوعه منذ 25 عاما، التقى ترامب الرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض، وأعلن رفع العقوبات عن الدولة التي دمرتها الحرب، لكنه في المقابل طالب الشرع بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقال الرئيس الأميركي إن جولته الخليجية مكنت من حصد “تريليونات الدولارات”، لكن سخاء قادة الخليج أثار جدلا أيضا، بعد عرض قطر طائرة فاخرة على ترامب قبل زيارته، في ما وصفه معارضو ترامب الديمقراطيون بالفساد الصارخ.
وأفادت صحيفة “ذي ناشونال” الإماراتية الناطقة باللغة الإنكليزية أن الولايات المتحدة والإمارات تعملان على إعلان شراكة في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا خلال زيارة ترامب.
وتسعى الإمارات إلى الريادة في مجال التكنولوجيا، لا سيما الذكاء الاصطناعي، لتنويع مداخيل اقتصادها المعتمد أساسا على النفط.
لكن هذه الطموحات تتوقف على الوصول إلى التقنيات الأميركية المتقدمة، بما فيها رقائق الذكاء الاصطناعي التي كانت تخضع لقيود تصدير صارمة والتي أفادت تقارير بأن شقيق رئيس الإمارات مستشار الأمن الوطني الشيخ طحنون بن زايد ضغط من أجلها خلال زيارة لواشنطن في مارس الماضي.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، ألغت إدارة ترامب عددا من القيود الجديدة التي أقرها بايدن وكان يفترض أن تضاف اعتبارا من 15 ماي الجاري إلى تصدير أشباه الموصلات المستخدمة في تطوير الذكاء الاصطناعي، والتي تضررت منها الصين بالدرجة الأولى.
وأعلن الرئيس الاماراتي أن أبوظبي ستستثمر 1,4 تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات العشر المقبلة.
وتم توقيع اتفاقات تبلغ قيمتها الإجمالية 200 مليار دولار، بما فيها طلبية بقيمة 14,5 مليار دولار لبوينغ وجي اي ايروسبايس، فضلا عن مشاركة مجموعة أدنوك لإنتاج الطاقة المملوكة من الحكومة، في مشروع قدره 60 مليار دولار في الولايات المتحدة، بحسب البيت الأبيض.